طالب المقبالي
أهالي قرية جمّاء بولاية الرستاق يرفعون أكفّ الضراعة إلى الله سبحانه وتعالى لتنتهي مُعاناتهم مع الطريق الذي يربط قريتهم بقرى الرستاق المختلفة وتحديداً الطريق المسمى طريق جمّاء ـ الحزم بمسافة 9 كم، ويتوجهون إلى المسؤولين لكتابة نهاية قصة مُعاناتهم مع هذا الطريق الذي أصبح يحصد أرواح أهالي القرية وزوارها، ناهيكم عن الظلمة الحالكة في الليالي المظلمة، فتصبح الرحلة غير آمنة ومحفوفة بالمخاطر.
في عام 2015 أعددت تقريراً لجريدة الرؤية نشر يوم الإثنين 16/11/2015 سلطت فيه الضوء على معاناة أهالي القرية، والتقيت بعدد من أهالي القرية الذين عبروا عن معاناتهم في هذا الطريق.
فقرية جماء من كبرى القرى في ولاية الرستاق، وعدد سكانها يربو على خمسة آلاف نسمة أو يزيد، وتمتاز هذه القرية بطبيعتها التي تجمع بين الجبلية والصحراوية ذات الرمال الكثيفة، وتحدها من الشمال ولاية المصنعة، ومن الشرق ولاية وادي المعاول، ومن الغرب قرية الحزم، ومن الجنوب قرية المسفاة.
ويُعاني أهالي قرية جماء من سوء الطريق الذي يوصل بين قريتهم وقرية الحزم، فالشارع تم تنفيذه عام 1988 أي أنَّه قد مضى على إنشائه أكثر من ثلاثة عقود بالمُعالجة السطحية مما أصبح متهالكاً وغير صالح للسير، ولا يُساورني أدنى شك بأن هذا الطريق الوحيد في السلطنة بأسرها الذي بقي على حاله ولا يزال بالمُعالجة السطحية .
وطالب الأهالي مراراً برصف هذا الطريق وفق مواصفات الطرق الحديثة للتخلص من المعاناة التي يعانون منها وما زالوا من تهالكه، حيث يوجد أكثر من 30 حفرة وهي إحصائية قام بها الأهالي الذين التقيتهم عن الحفر الموجودة في طريق جمّاء ـ الحزم، حيث يوجد في المكان الواحد في بعض الأحيان أكثر من خمس حفر وكأنك في حقل ألغام كما يصفها الأهالي.
ثلاثة عقود مضت على المُعالجة السطحية لهذا الطريق الذي يفتقر لأدنى اشتراطات السلامة المرورية وهو أحد أسباب إزهاق بعض الأرواح من أزهار هذا البلد.
عمر الإطار الافتراضي للسيارة يتناقص بشكل كبير في هذا الطريق، بحيث يلزم تغيير الإطارات سنوياً للأغلبية، وكل 6 أو 8 أشهر وبنفس المبدأ بالنسبة لميزانية الإطارات والمحاور.
وفي الآونة الأخير تم ربط قرية جماء بطريق الباطنة السريع مما سهل على أهل القرية المتجهين إلى العاصمة مسقط وإلى شمال الباطنة سرعة الوصول إلى الطريق السريع، فيما تضاعفت المسافة للراغبين في الذهاب إلى الحزم أو إلى ولاية الرستاق.
وكان الأهالي يمنون النفس أن تقوم الشركة المنفذة لطريق الباطنة السريع بواجبها تجاه المجتمع برصف هذا الطريق كونها مستفيدة منه استفادة كبيرة.
فقد كانت تستخدم هذا الطريق بمعداتها الثقيلة وصهاريج المياه الكبيرة مما تسبب في أضرار بالغة لهذا الطريق، إلا أنَّ الواقع أنها قد دكت هذا الطريق دكاً، فحدث عكس ما تمناه الأهالي إذا زادت الطريق سوءًا أمام مرأى ومسمع من الجهات التي يعنيها الأمر.
وهناك معلمون من سكان الأحياء القريبة من الحزم يعملون بمدارس جماء ويفضلون أن يسلكوا الطريق القديم لكونه يختصر المسافة، ولكونه الطريق الأساسي الرابط بين جماء والحزم، والمؤدي أيضاً إلى مركز الولاية.
وأبلغ وصف وصف به الأهالي هذا الطريق أنه عقبة من العقبات التي تعيق الحياة اليومية لكل قاطني هذه البلدة الجميلة.
واحد وثلاثون عاماً عمر جيل من الأجيال، وهو أكبر من العمر الافتراضي للطرق التي تبنى بمواصفات عالمية، فكيف بطريق بني بالمُعالجة السطحية.
وزارة النقل والاتصالات، وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه أياً منكما المسؤول عن هذا الأمر، أما آن الأوان أن تنتهي معاناة الأهالي من هذا الطريق؟