صناعة الأمل ورؤية عمان 2040


سعيد بن عبد الكريم البلوشي  | مسقط
كوتش مهني تنفيذي وريادي متخصص في التطوير الاستراتيجي المؤسسيّ

تابعنا جميعاً بتاريخي ٢٧ - ٢٨ الماضيين من شهر يناير ٢٠١٩ الماضي مجريات المؤتمر الوطني للرؤية المستقبلية الوطنية لعماننا الغالية ومناقشة مسودة الوثيقة الخاصة بها قبل اعتمادها الاعتماد النهائي بإذن الله تعالى خلال الأشهر القريبة القادمة من لدن ملهمنا وصاحب فكرة بناءها مولانا حفظه الله ورعاه وأمد في عمره وألبسه ثياب الصحة والعافية لتكون لاحقاً إن شاء الله بعد تشاركية الجميع في صناعتها بمثابة خارطة طريق وطنية وملهمة للوطن وابنائه وقياداته وكل من يعيش على ترابه للوصول إلى التنمية والنهضة المرجوة في نهايات ٢٠٤٠ من خلال تعاطي ذكي ورشيق ومرن مع كل التحديات والمعطيات والتطورات السريعة والمتلاحقة من حولنا على المدى القصير والمتوسط والبعيد ، وحقيقة رافق هذين اليومين  وحتى هذه اللحظة من كتابة هذا المقال نقاشات وسجالات بين كل أطياف المجتمع وشرائحه وفِي كل المجالس العامة والخاصة والافتراضية منها كذلك في عالم السوشيال ميديا وتطبيقاته المتنوعة والكثيرة ، وهنا وفِي مقامي هذا سأتناول جزئية مهمة جداً بل وفيصلية في رؤيتنا الوطنية ومستقبل عمان القادمة بل تكاد تكون الدينامو المحرك لهذه الرؤية أو أي رؤية وطنية أخرى في أي مكان آخر إن صح التعبير مني مجازاً واستعارة .
علمنا التاريخ في عصوره وأزمنته وأخص هنا بالذكر الزمن القريب منها والذي نلتمس ونعايش جوانب إنجازاته ونتائجه على أرض الواقع زمن النهضة العمانية الحديثة والتي بدءت مع سطوع نجم قائد عظيم وملهم مهيب مولانا حفظه الله ورعاه ، علمنا هذا التاريخ في الثمان وأربعون عاماً التي مضت بأن صناعة الأمل صناعة من العيار الثقيل واجب إتقانها لبناء صروح المجد والتغيير لما نريد ونطمح من سؤدد ورفاهية وعيش كريم ، علمنا بأن صناعة الأمل صناعة لها من يتقنها ويتفنن في نحتها لإخراج جماليات ومكنونات روح الإنسان العُماني الراقي المتسامح الذي يُؤْمِن بوجوبية الاختلاف لتكاملية المجتمعات  وتلاحمها الجميل .
ما نحتاجه حقيقة الآن وفِي خضم هذه المرحلة الفيصلية في مسيرة عمان التاريخ هو إتقان هذه الصناعة ، صناعة الأمل ، وحقيقة هي صناعة لها أدواتها الخاصة بها ولها تقنيات وتكتيكات واجب توافرها للظفر بنتائجها المرجوة ، فالحديث عن الأمل لا ينفك عن الحديث حول العمل والجد والشفافية والدفع قدماً بكل القيم الراقية النبيلة التي تبني الشعوب والمجتمعات المتقدمة المتطورة كالإيجابية والعمل والإخلاص والتعاون ومحاربة الفساد بكل أطيافة وأنواعه بدءً بإدارة الذات وتعففها ومروراً بتربية النشئ في بيوت آمنة مطمئنة وبأنظمة تعليم تنضح إحساناً وإنقانا وانتهاءاً بقيادات تخاف الله في أمانة المنصب وتوليهم شؤون وأمور المواطن والوطن .
المطمئن ولله الحمد فيما شاهدت بنفسي من خلال التعاطي المباشر مع شريحة كبيرة جداً في المجتمع سواءاً في التواصل المباشر أو من خلال عالم السوشيال ميديا وتطبيقاته الكثيرة وكذلك من خلال تواصلي المباشر مع الشباب العُماني في برامج كثيرة تعنى بالشباب ومستقبلهم وتطلعاتهم و بالرؤية مباشرة وعلاقتهم بها ومعها بأن نسبة كبيرة جداً من شبابنا مؤمن بهذه الرؤية وحتمية وضرورة البدء بها ومغبة التهاون في التعاطي معها ومع أهدافها وضرورة وأهمية تطبيقها وتنفيذها بمهنية عالية واحترافية رصينة مؤسسياً تتماشى مع سقف التوقعات الذي بنتها الرؤية لنا كمجتمع من خلال المحاور الرئيسيّة لها والأهداف الموضوعة المرجو تحقيقها لاحقاً بإذن الله والتي تم بناءها ثم تسويقها والحديث عنها وحولها في كل لقاءاتنا مع فريق بناء الرؤية .
حقيقة جميلة باتت واضحة وجلية لي ألا وهي بأن صدى الرؤية وصل للجميع في عمان ومؤشر ذلك الحديث في كل مكان حولها بين مؤيد ومعارض ومحفز ومهاجم ومساهم وممتنع ، الكل يشارك في بناءها سواءاً علم ذلك أم لم يعلم ، فحتى من ينتقد ويهاجم يحركه حب وعشق وغيرة تهوى تراب عمان وشواطئها وجبالها وسماها ، شخصيا لا أساوم في ذلك بتاتاً فكل من يعيش على أرض هذا الوطن يتمنى له استدامة الخير بلا انقطاع .
الكل حقيقة يترقب وبحرص المحب ولهفة العاشق لنهضة هذا الوطن الجميل ما سيتم اتخاذه من قرارات وإجراءات خلال ال٢٢ شهر القادمة لبناء جهوزية مؤسسية تنفيذية وتشريعية ورقابية ومجتمعية عالية للبدء بتطبيق وتنفيذ خطة الرؤية الوطنية ( عمان ٢٠٤٠ )  مع بداية الخطة الخمسية العاشرة في صباح يوم   ١-١-٢٠٢١ وهذه الانطلاقة حقيقة تحتم على الجهات ذات العلاقة ببناء وإدارة الخطة والرؤية العمل ومن الآن بكل جد ومثابرة في صناعة خطة عمل تطبيقية تنفيذية قوية وذكية ومرنة من حيث البناء المهني والاحترافي الرصين كعمل مؤسسي شفاف وصريح سواءاً تنفيذي عملي أو رقابي تقييمي وتقويمي للوصول للأهداف المطلوبة في كل خطة سنوية تشغيلة أو خمسية في الخماسيات الأربع أو للرؤية ككل كخطة وطنية  رؤوية تنموية عشرينية متكاملة مع عزم في التعاطي مع كل جاد ومنجز وحزم في التعاطي مع كل متهاون ومتخاذل ، مع عزم في الأخذ بيد كل من يريد البناء والعمل والحزم في هداية كل فاسد ومضر لما يصب في نهاية المطاف فيه مصلحة هذا الوطن الجميل الرائع بإذن
علمني ديني وإسلامي بأن الأمل يسبق العمل وبأن صناعته عبادة متى ماكان نابع من إخلاص لله الذي يرى ما تكنه الصدور  ويسكن في القلوب ومتابع لسيرة محمد صَل الله عليه وسلم عملاً وقولاً وفعلاً جميلاً تدعو له الفطرة الإنسانية السوية العاقلة الحكيمة والرشيدة .
عمان تحتاج لنا جميعاً ، جميعاً بلا استثناء فاصنعوا بأملكم الجميل مستقبل يفتخر به أبنائها لاحقاً بإذن الله تعالى .

 

 

تعليق عبر الفيس بوك