حقوق الجار


 

حمد بن صالح العلوي

قال قائل: أحب جارك لكن لا تهدم الجدار الفاصل بينكما.. "انتهى".

كنت زائرا أحد إخوتي يبعد مسكنه عنا ما يقارب 10 دقائق بالسيارة من قريتنا التي نسكنها "العيجة" بولاية صور.

وحين وصولي إلى بيته إذا ببيت جديد يبنى من طابقين مزيّن بنوافذ كبيرة وعريضة هنأ الله صاحبه ببيته وأسعده هو وعياله.

لكن العجب أنه يكشف جيرانه بقصد أو بدون قصد؛ لست أدري؛ فإن كان بقصد فسامحه الله تعالى وعليه أن يتراجع عن قراره قبل أن يأتي ردّه من أهل الاختصاص أو من الدائرة المعنية في البلديات الإقليمية في الولاية؛ وإن كان لا يعلم فتلك مصيبة لابد من التحري بشأنها.

ليس الغريب في البنيان وشكله ومنظره وإنّما في تخطيط البنيان، وكيف يسمح لنفسه كشف عورات جيرانه؟!

بادرت أخي المتضرر بسؤال: هل أنت راضٍ عما يفعله جارك بقصد أو بدون قصد، فإن كان بدون قصد فعليك تنبيهه وإن كان دون قصد فعليك أن توقفه عن هكذا تصرف. فهذا التصرف لا يرضاه شرع ولا عرف.

فماذا أنت صانع في ذلك؟!

رد عليّ قائلا: أنتظره لعله يرجع إلى رشده ويعود إلى صواب عقله.

قيل: استفسر عن الجار قبل أن تشتري الدار.

وقال أحدهم:

يلومونني أن بعت بالرخص منزلي

ولم يعملوا جارا هناك ينغص

فقلت لهم كفوا الملام فإنما

بجيرانها تغلو الديار وترخص.. 

وقالت العرب: المروءات أربع: العفاف، وإصلاح الحال، وحفظ الإخوان، وإعانة الجيران.