دمج صناديق التقاعد

حمد بن صالح العلوي

قضيتنا اليوم قضية جديدة وقديمة في نفس الوقت، وهي قضية التقاعد والحديث عن الصناديق المتناثرة هنا وهناك ويريد أصحابها أن تجمع في صندوق واحد وما ذلك إلا فائدة للوطن والمواطن في نفس الوقت .

وأطرح التساؤل الآتي: إلى متى سيظل التباين في المزايا التقاعدية بالصناديق التقاعدية في السلطنة؟

فالمتتبع للمزايا التقاعدية في الصناديق التقاعدية يلاحظ ذلك البون الشاسع فيما تُقدمه من مزايا واستحقاقات تقاعدية بعضها يتَّسم بالسخاء وأخرى بالضعف، فهناك من يستلم معاشات تقاعدية بنسب 80% من آخر راتب حصل عليه، وآخرون لا يتعدى 50%، فهي مردها التمويل في الأنظمة الحكومية والتي تكون المساهمة فيها بشكل كبير وأخرى تعتمد على تمويل ذاتها من اشتراكات ذاتية من المشتركين فطبيعي أنه كلما كان الدعم التمويلي كبيرًا لهذه الأنظمة فإنَّ الميزة التقاعدية تصبح أكثر سخاءً.

وأن هذه الصناديق معروفة في مصادر تمويلها فما هذا التباين بالمزايا والاستحقاقات أن تكون وقفة وقراءة متمعنة لمدى الرفاهية والكفاية المعيشية للمتقاعدين باعتبار أنَّ المواطنين متساوون في الحقوق والامتيازات مادامت الحكومة تضمن العيش الكريم للمواطن.

ومن الناس من يُطالب بتوحيد الأنظمة التقاعدية حتى تصير أكثر قوة وكيانًا مالياً صامدًا مع مرور الأيام ومحصناً من التقلبات والهزات الاقتصادية التي ربما تعصف بأداء ذلك الصندوق مع توجيه الموارد الناشئة نحو الاستثمار الآمن والمضمون والذي يصب في عروق الاقتصاد الوطني، مؤكدين أن قرار التوحيد هذا ينبغي أن يكون عاجلاً غير آجل ولعل مما نستشهد به من الإرادة السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- أمد الله في عمره وحفظه- في توحيد الرواتب في عام 2014 لموظفي الحكومة والأجهزة الأمنية والعسكرية وذلك في بوتقة المساواة والتقارب بالامتيازات في النظم الوظيفية .

ومن الناس من يتساءل: لمَ حدد قانون تقاعد المرأة بأن عليها أن تمضي في خدمتها للدولة 20 سنة أو أن يصل عمرها إلى 55 سنة وإن أرادت التقاعد قبل ذلك فلا؟

ومنهم من يتساءل أن الراتب التقاعدي لا يخدم المتقاعد لأنه تقريباً يستلم 50% أو 40% بعد الخصم، وثمة أسئلة أخرى بحاجة إلى من يجيب عنها فمن من المختصين الفضلاء الحكماء النجباء يجيب؟!

همسة ..

لنهيئ للمواطن العيش الرغيد الكريم حتى يكون في بحبوحة من العيش السعيد هو وأبناؤه ودمتم في حفظ الله تعالى، وحفظ الله تعالى جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم وأمد الله في عمره وعمان في خير وسلام ووئام ومحبة في قلوب الجميع.