الطريق معبد لكوريا والصين بالمجموعة الثالثة

 

الرؤية - أحمد السلماني

تخلو المجموعة الثالثة من أي منتخب عربي، حيث تضم منتخبات كوريا الجنوبية والصين وقيرغيزستان والفلبين، ويبدو الطريق معبد للعملاقين الكوري والصيني ومع ذلك ربما تحمل المجموعة بعض المفاجآت إذا ما علمنا أنّ الفلبين يقودها المدرب السويدي الشهير إريكسون والذي درب في فترة من الفترات المنتخب الإنجليزي في حين يقود الدفة الفنية للمنتخب القيرغيزي الروسي ألكسندر كريستينين.

كوريا الجنوبية.. الوصافة لم تعد تشبع

منذ قرابة ستين عاماً كان هناك بطل للقارة الآسيوية يدعى الشمشون أو نمور التايجوك، والمقصود بالطبع المنتخب الكوري الجنوبي، وقد توج يومها بلقب النسختين الأوليين من البطولة القارية، إلا أنّ كل ذلك أصبح في عداد التاريخ، فانقلبت الآية.
لقد أضحى الشمشون سفيراً دائماً في كأس العالم في العقود الثلاثة الأخيرة مع تحسن في نتائجه، لكنه لم يوفق في الصعود إلى منصّة التتويج في البطولة القارية رغم محاولاته الحثيثة في سبيل هذا الأمر، حيث لامس الكأس في أربع مناسبات من دون أن ينجح في القبض عليها، وآخرها نهائي النسخة الأخيرة.

في المونديال كان الخروج من الدور الأول طبيعياً لكنّ مقاتلي التايجوك أبوا المغادرة دون بصمة وكانت رائعة بالفوز على بطل العالم الألماني، وفي خضم البحث عن مدرب جديد يخلف تاي يونج استطاع الفريق الأولمبي بقيادة سون هيون مين الظفر بذهبية الأسياد، وبعد أخذ ورد تمّ التعاقد مع المدرب البرتغالي باولو بينتو (49 عاماً) ليقود النمور في الكأس الآسيوية، ورغم قصر المدة إلا أنّ البداية كانت مطمئنة بعد الارتياح المتبادل بين المدرب ولاعبيه، وفي مقدمتهم نجم الفريق سون هيون مين الذي أصبح القائد بطلب من بينتو، ويحمل مهاجم توتنهام (73 مباراة، 23 هدفاً) آمال الجيل الحالي برمته، وإلى جانبه مهاجم غامبا أوساكا هوانغ وي جو الهداف الصاعد وهداف الألعاب الآسيوية برصيد 9 أهداف، ومعهما بعض المحترفين خارج البلاد مثل لاعب وسط نيوكاسل الأكثر خبرة كي سونغ يونغ (105 مباريات، 10 أهداف) وسيحتفل بعيد ميلاده الثلاثين أواخر كأس آسيا.

منتخب قيرغيزستان.. الحلم الأول

عانت كرة القدم هناك كثيراً من تخلف على مستوى اللاعبين والبنية التحتية، وحتى على المستوى الإداري، فكان من الطبيعي أن يصنف منتخب قيرغيزستان في المستوى الأدنى، ودخل الفريق الملقب بالصقور أول تصفيات رسمية عام 1995.

وتكرر خروج المنتخب القيرغيزي من تصفيات كأس آسيا في كل النسخ إلا أن حدثاً لافتاً حصل حمل تحولاً كبيراً تمثل بالتعاقد مع أول مدرب أجنبي، فقد جيء بالمدرب الروسي سيرجي دفوريانكوف الذي قام بتجنيس بعض اللاعبين من غانا والكاميرون وألمانيا، واستدعى بعض اللاعبين الناشطين في روسيا، وهم من مواليد قيرغيزستان، فكانت النقلة التي آتت أُكلها مؤخراً، على الرغم من أن المدرب الروسي رحل عام 2014.
وبعد أشهر فقط من رحيله جاء مواطنه ألكسندر كريستينين ليخلفه مشرفاً على الإدارة الفنية، وما لبث أن دخل التصفيات المزدوجة من الدور الثاني إلى جانب أستراليا والأردن وطاجيكستان وبنغلاديش، وأنهى منافساتها بالمركز الثالث متقدماً على جاره الطاجيكي في مرة نادرة، وفي المرحلة الثالثة أنهى التصفيات بالمركز الثاني مسجلاً حضورة الأول بين كبار القارة.

قد يكون من سوء حظ كريستينين صعوبة المهمة في الإمارات، وعدم وجود لاعبين من ذوي الكعوب العالية في صفوفه، أمّا أبرز لاعبي الصقور في البطولة فهم المهاجم أنتون زمليانوخين الهداف الأعلى بتاريخ قيرغيزستان 12 هدفاً وهو محترف في كازاخستان، وميرلان موزايف المحترف في تركيا، وفيتالي لوكس محترف في ألمانيا- وإسلام شمساييف، أمّا الكابتن فهو إدغار برنهارت ويلعب في بولندا، الهدف المعلن مشاركة شرفية مع نتائج معقولة، وأي فوز يدخل في باب المفاجآت، أمّا التأهل إلى الدور الثاني فيتعدى ذلك بالتأكيد.

المنتخب الصيني..

يشارك المنتخب الصيني في بطولة كأس الأمم الآسيوية للمرة الثانية عشرة في تاريخه، المنتخب الملقب بالتنين كان قد تواجد لأول مرة في نسخة 1976 التي حصل فيها على المركز الثالث، ثم لم يغب عن أي نسخة من البطولات التي تبعت مشاركته الأولى، وحل وصيفاً مرتين أمام السعودية 1984، وأمام اليابان عام 2004.

المنتخب الصيني قدم مستويات مميزة في البطولة وتأهل أكثر من مرة إلى الدور نصف النهائي، ولكن الفترة التي تبعت وصول مونديال 2002 لأول مرة في تاريخه، والوصول لنهائي كأس آسيا على أرضه عام 2004 شهدت تراجعا كبيرا.

الآن منتخب الصين لا يعدم من نخبة المنتخبات الآسيوية ولا يتم ترشيحه للمنافسة على الألقاب، رغم تطور الدوري المحلي في آخر سنوات، بانضمام نجوم عالميين كبار له، وكذلك تواجد مارشيلو ليبي بطل مونديال 2006 مع إيطاليا كمدرب له.

منتخب الصين ترتيبه الحالي في تصنيف الفيفا 76 عالمياً حسب آخر تصنيف في شهر ديسمبر الماضي وكان الترتيب الأعلي في تاريخه هو السابع والثلاثين في ديسمبر عام 1998، والترتيب الأسوأ كان في مارس 2013 حين احتل المركز 109.

بالنسبة لأبرز اللاعبين في قائمة المنتخب الصيني، فهذا المنتخب كل قائمته من بطولة الدوري المحلي، وهناك تعويل كبير على المهاجمين جاو لين لاعب جوانزو إيفرجراند، وكذلك وو لي لاعب شنغهاي، مع يو داباو مهاجم فريق بكين سينوبو غوان.

بالإضافة لعدد آخر من اللاعبين المخضرمين مثل ثلاثي خط الوسط، زهاو شوري نجم فريق تيانجين جوانجيان، وجنج جي نجم جوانزو إيفرجراند، وهاو جونمين نجم شاندونج لونينج، والمدافعين زهانج لينبينج، شياوتينج فينج لاعبا فريق جوانزو.

 

المنتخب الفلبيني

يستعد منتخب الفلبين لتسجيل المشاركة الأولى له في النهائيات الآسيوية بعد تأهل تاريخي أسعد بلد الـ 90 مليون نسمة، عندما تأهل رفقة المنتخب اليمني عن المجموعة السادسة في التصفيات المؤهلة إلى الإمارات.

الفلبين التي تعد من الدول القوية في قارة آسيا في رياضة كرة السلة، بدأت تأخذ خطوات إلى الأمام في السنوات القليلة الماضية في كرة القدم الرياضة الأكثر شعبية حول العالم، بعد أن زاد الاهتمام من قبل الاتحاد المحلي للعبة. ترتيبه الحالي 116 حسب آخر تصنيف الفيفا، وكان الترتيب الأفضل في تاريخه هو (111) في شهر مايو 2018 الماضي، والترتيب الأسوأ 195 في سبتمبر 2006، وإنجازه الأكبر الوصول لنهائي كأس التحدي قبل الخسارة أمام فلسطين.

هذا المنتخب بقيادة المدير الفني السويدي الشهير سفين جوران إيركسون يسعى لحضور جيد في المشاركة الأولى، وتبدو حظوظه قائمة منطقياً، لأنّ هناك 4 منتخبات حاصلة على المركز الثالث ستتأهل إلى الدور ثمن النهائي.

ولكن الخبر السيء للجماهير الفلبينية أنّ النجم الأشهر في المنتخب، حارس المرمى نيل إثريدج لاعب فريق كارديف سيتي المتألق هذا الموسم سيغيب عنه.

وسيعتمد المنتخب الملقب بالكلاب الضالة على عدد من اللاعبين المميزين مثل الشقيقين فيل وجيمس يونغهازبند خريجي نادي تشيلسي الإنجليزي، حيث يعتبر فيل أكثر من مثل المنتخب بـ 105 مباراة والهداف التاريخي برصيد 52 هدف.

ويتواجد في المنتخب أيضاً ستيفان شروك واحد من أهم اللاعبين، وهو لاعب صاحب خبرة كبيرة بعد أن لعب في بطولة الدوري الألماني مع أندية آينتراخت فرانكفورت وهوفنهايم وفورث، بالإضافة لدايسوكي ساتو المحترف في رومانيا.

 

 

تعليق عبر الفيس بوك