مختصون يجيبون عن السؤال: ماذا لو حل الروبوت مكانك في العمل؟

 مسقط - أميره السعيدية- كوثر الشكيلية

في السابق كان الروبوت ليس إلا جزءاً من الخيال العلمي ولكن وبعد انطلاق الثورة الصناعية الرابعة أصبح من أهم أجزائها ويعد الروبوت تقدماً علمياً مرموقاً ويعتبر مبتكريه من أهم صناع التقدم العلمي.

والروبوت هو الإنسان الآلي لكنه بعيد كل البعد عن التكوين البشري فهو آلة تتحرك أوتوماتيكيا قادرة على القيام بأعمال مبرمجة سلفا بشكل مسبق. وترجع فكرة الروبوت نفسها إلى المصريين القدماء منذ 1500عام قبل الميلاد وفي طيبة –الأقصر حاليا-، وأطلق عليها "آلات ذاتية الحركة" حيث ابتكر تمثال للملك رمسيس الثاني كان يصدر أصواتا موسيقية جميلة كل صباح وامتدت لعصور أخرى فنجد في اليونان في القرن الرابع ق.م اخترع أركيتاس عالم الرياضيات حمامة آلية قادرة على الطيران.

وتعددت الروبوتات المبتكرة وتنوعت استخداماتها ما بين التعليمي والطبي والصناعي والمنزلي وغيرها، وهو ما يطرح تساؤلا هاما: ماذا لو حلّ الروبوت بديلاً لك في عملك في ظل هذا التطور الكبير؟

يقول أحمد المشايخي معلم مادة أحياء: الروبوت بات ضروريا في الكثير من المجالات لقدرته على رفع الإنتاجية بمجهود وتكلفة وموارد بشرية أقل ويساهم في خدمة الإنسان في مختلف المجالات وصولاً إلى التعليم وقد أصبح الروبوت التعليمي جزءًا أساسياً من مناهج التعليم في العديد من الدول المتطورة، ومن وجهة نظري أستطيع أن أقول أن الروبوت مهم كوسيلة تعليمية يستخدمه المعلم لشد انتباه الطلبة، حيث يمكن الاستفادة منه في نقل الطالب من الجانب النظري إلى الجانب العملي عبر دمج المواد التعليمية من العلوم والرياضيات والهندسة والتكنولوجيا والفن ما يعرف بـ stem.

ولا يمكن أن أحدد طبيعة تقمص الروبوت لشخصية المعلم لأنّ التعليم والموقف الصفي عبارة عن تفاعل ولا أعتقد على حد علمي أن الروبوت بإمكانه التفاعل مع الموقف الصفي واستجابة الطلبة بشتى أنواعه حيث إنّ التعليم أكثر من كونه صحيحا أو خطأ ودرجات ترصد وإنّما تتعامل مع أحاسيس واستجابات متفاوتة من الطلبة كلاً حسب قدراته التحصيلية وخبراته السابقة.

وقال الدكتور حسين العبري: "الأمر يحتاج إلى وقت طويل حتى يتمكن الروبوت من الحلول مكان الطبيب لكن لو حدث، ربما تصبح القدرة على اكتشاف الأمراض وتشخيصها أسهل خصوصاً لو طورت آليات تصوير الجسم وآليات استكشاف الأعطاب الداخلية وأعطاب الجينات والمواد الكيميائية فلو تطورت وسائل التشخيص وربطت بروبوتات متقدمة تقوم بالتشخيص الفوري وتقديم العلاج الأفضل فلا شك أنّ هذا سيكون لصالح البشرية جميعاً فهذا يحذف الإمكانات الضعيفة للطبيب الإنسان ويستبدلها بمعرفة أشمل وأوسع يقدمها الروبوت.

والمشكلة ربما تقع في البعد العاطفي الإنساني بين الطبيب ومريضه فهذا لن يكون متوفراً مع الروبوتات على الأقل في نسخها الأولى لكن حتى هذه المشكلة يمكن أن تحل مع تطور طرازات الروبوتات الطبية، وشخصياً لا يقلقني هذا التطور بل أرى فيه قفزات للأمام فالمهم هو منفعة البشرية ككل، حتى لو أدى التطور إلى إلغاء بعض المهن من الوجود.

وقالت الدكتورة ميمونه الذهلية: "من إيجابيات هذا التحول أن سيساعد في استغلال الوقت والجهد وإنجاز الأعمال التي تأخذ من وقت الطبيب كالأعمال المكتبية مثل تجهيز التقارير الطبية وكتابة الخطط العلاجية وإدخال الفحوصات اللازمة والأدوية وحتى الإجازات المرضية.

ومن سلبياته أنّ مهنة الطب تحتاج للتواصل مع المريض في أخذ التاريخ المرضي والذي يمثل الحجر الأساسي في العلاج حيث إنّه ليس من الممكن الاعتماد عليه كلياً في هذا المجال، كما أنّ الفحص السريري للمريض يعد مهماً حيث من خلاله يستطيع الطبيب مشاهدة المريض مباشرة ويدرك هل هو بحالة مستقرة أو في حالة خطرة، ويستطيع أن يقرر نوعية الفحوصات التي يحتاجها المريض، بالإضافة إلى أنّ الفحوصات الطبية كسحب الدم فإنّها تحتاج لخبرة ودقة، كما أنّ الفحوصات الأخرى مثل أشعة التلفاز تعتمد بدقة على الطبيب الذي يقوم بها حيث تحتاج إلى دقة وخبرة والتي ليست متوفرة لدى الروبوت.

وقال الدكتور فهد الكلباني :"إنّ من مميزات الروبوت الصناعي أنّه يؤدي جميع الأعمال بسرعه قصوى لأنه لا يحتاج وقتا للراحة أو النوم مثل الإنسان وهذا ينعكس تماما كما أنّ دقة العمل أكبر بكثير ويتميز بالسرعة في الإنتاجية وأيضا يقلل من تكاليف المنتجات التي بها عيوب في التصنيع ويزيد من الأمن والسلامة بسبب دقته ولديه القدرة للقيام بأكثر من عمل في وقت واحد. أمّا عن عيوب الروبوت الصناعي فهي تتمثل في إنّه يؤدي إلى خسارة الموظفين لوظائفهم وازدياد نسبة البطالة ودفع مبلغ الاستثمار، وذلك بسبب استخدامه كما أنّ الروبوتات تتطلب مهندسين ذوي خبرة في البرمجة وأخيرا فإنّ هناك العديد من الوظائف لا تستطيع الروبوتات فعلها".

وقال علي الشكيلي: "الروبوت يمكن أن يحل محل الإنسان في أي صناعة في العالم بما فيها الفخار والخزف ولقد وصلت التكنولوجيا في الوقت الحاضر إلى تقدم كبير جدا، لكن الإنسان هو الذي يتحكم ولو استغنينا عن الإنسان لفسدت الصناعة والحرفة.

وقال المذيع عبدالله السعيدي: "إنّ العالم بدأ يتأثر بالثورة الصناعية الرابعة التي من المتوقع أن تحدث تغيرات هائلة بل نذهب أبعد من ذلك أنّ الدول التي لا تستعد لهذه التغيرات ستصبح في ركب الدول، ويحذر البعض من خطر قادم على مجموعة من الوظائف التي لن يكون لها وجود وستحل بدلاً عنها التقنية والروبوتات ولكن في الوقت ذاته هناك آفاق رحبة لوظائف جديدة لا سيما الوظائف الخاصة بالبرمجة.

في وجهة نظري يوجد جانب مهم لا يمكن أن تحل مكانه الروبوتات هو الجانب الإنساني والمشاعر والعاطفة هذا الجانب مهم في مهنتنا كمذيعين لأنّ هناك تواصلا مستمرا بيننا وبين المستمعين والمشاهدين وعنصرا مهما في نجاحنا هو ذكاؤنا العاطفي في التعامل مع المستمعين وهو جانب إنساني أصيل".

وقالت مشاعل اليحيائية: "بالنسبة لعمل الروبوت فهو روتيني متكرر يتميز بالذكاء وسرعة التنفيذ وبالأحرى هو مبرمج على عمل معين بدون أي تغييرات لخطة العمل فإن كان كذلك فوجوده في المنزل أمر جيد.

ويقول إبراهيم البلوشي أخصائي ابتكار بدائرة الابتكار والأولمبياد العلمي: الروبوت التعليمي من الوسائل التي تسهم في تحقيق الأهداف التعليمية، تطلق العنان لخيال الطلبة، وتدرّبهم على مهارات التفكير بطريقة مبدعة، من خلال بناء الروبوتات وبرمجتها، كما أنّها تجعل الطلبة أكثر حماساً نحو التعلم، وتزيد شغفهم بالمواد العلمية والتقنية والهندسية والرياضيات، وبدأ تدريس الروبوت لطبة المدارس في مادة تقنية المعلومات بالعام الدراسي 2001/2002، في الصف السادس، وبعد ذلك بدأت بعض المدارس بالمشاركة في مسابقات الروبوت في كلية الهندسة بجامعة السلطان قابوس في العام الدراسي 2004/2005، وفي العام الدراسي 2007/2008م وبالتزامن مع معرض كومكس تم اطلق مسابقة WRO على المستوى الوطني، وفي العام الدراسي 2008/2009 تمت المشاركة في نفس البطولة على المستوى العالمي، وكانت لمشاركات طلبة السلطنة في المسابقات الإقليمية والعالمية العديد من الإنجازات والجوائز. كما أنّ المسابقات المحلية يزداد فيها عدد الفرق المسجلة سنويا وهذا يدل على ازدياد المهتمين بالجانب العملي للروبوت مع مرور الوقت.

 وقال المخترع هلال السيابي: "تجارب السلطنة في عالم الروبوت تمثلت في جهود وزارة التربية والتعليم فهي تقوم بدور عظيم في تعليم وتدريب الطلبة في هذا المجال في كل أرجاء البلاد ومن أبرز الروبوتات التي قمت بتصنيعها إلى الآن هي ثلاثة عشر روبوتًا من الحجم الكبير وتنوعت وظائفها ما بين روبوت في مجال الأمن وآخر في إطفاء السيّارات في محطات البترول وآخر روبوت تمت صناعته هو روبوت طبي وغيرها من الروبوتات التي لكل منها مهام مختلفة.

أمّا عن الصعوبات بالنسبة لي فهي تتمثل فقط في أمرين: الأول في صعوبة تصميم وتنفيذ هيكل الروبوت والأمر الآخر فهو أنّ الدول العربية ما زال فكر تطور العلوم فقاعة في المهد.

تعليق عبر الفيس بوك