ومضات فكرية من كتابات حاتم الطائي (41)


أولى الفكر السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم- أيده الله- رعاية كبيرة بقطاع الإعلام، إيمانا من جلالته بمدى الدور المهم الذي يؤديه الإعلام في خدمة المجتمع ودعم مسيرة التنمية في البلاد.

كيف يساهم الإعلام في تحقيق أهداف التنمية؟
(1)     لابد أن تتواكب هذه التنمية مع إعلام وطني مسؤول وقادر على نقل الحقائق دون مبالغة أو تهوين، متسلح بأدوات العصر ومُدرك لحجم التحديات، ومؤهل لطرح الحلول والمقترحات الكفيلة بتعزيز استدامة التنمية.

(2)     نجاح التنمية في أي دولة، مرهون بتوازى الأداء الإعلامي مع جهود التنمية والتطوير، من خلال تسليط الضوء على ما يتم تحقيقه من منجزات على أرض الواقع، ومناقشة السلبيات بصورة تدعم الحل وتبتعد عن الإثارة أو ليّ عنق الحقائق.

(3)     في ظل المتغيرات المتسارعة وظهور وسائل التواصل الاجتماعي، يتعين على وسائل الإعلام أن تبحث عن آليات لتطوير المهام والمسؤوليات المنوطة بها، عبر مبادرات تواكب هذه المتغيرات المتسارعة، ورؤى طموحة تعزز من دور الإعلام في رفد مسيرة التنمية بما يساعد على دفعها قدما إلى الأمام.

(4)     التناول الإعلامي الإيجابي مع مشاريع التنمية في طرح الأفكار والرؤى البناءة الداعمة لتحقيق النمو، وإبداء النقد البناء الهادف إلى تصويب الأخطاء وتعظيم الفوائد، وهنا تتحقق حالة التكامل بين الإعلام والتنمية، فيتعزز الازدهار الاقتصادي.

علاقة الإعلام بالتنمية:
تتمحور علاقة الإعلام مع التنمية في جملة من النقاط، منها:
(1)     دور الإعلام في إبراز منجزات التنمية، وأيضا طرح الحلول للتحديات، عبر التواصل مع صناع القرار والخبراء، وهو الأمر الذي يتطلب التعاون والشراكة من مختلف الأطراف مع وسائل الإعلام.
(2)     مسؤولية تبصير الرأي العام بطبيعة التحديات تقع في جانب كبير منها على عاتق الإعلام، عبر استراتيجيات إعلامية محكمة، ترفع شعار الأمانة في العرض والحرص على المصلحة الوطنية.
(3)     تحقيق الشراكة بين وسائل الإعلام ومخططي مشاريع التنمية ينطلق من قاعدة أنّ الجميع شركاء في بناء الوطن.
(4)     الحكومات لم تعد وحدها المسؤولة عن المسار التنموي في البلاد، بل إنّ لمختلف القطاعات أدوار متعددة يجب أن تُصاغ بمسؤولية وعناية للإسهام الناجع في التنمية، وعلاوة على ذلك ضمان الاستدامة.

قيم ثلاث لتحقيق التنمية المستدامة:
التعاون والشراكة والالتزام:
(1)     تعاون بين مختلف أطياف المجتمع من خلال دعم الجهود الحكومية الساعية للتنمية والمحافظة عليها.

(2)     شراكة حقيقية بين القطاعين الحكومي والخاص.

(3)     التزام من الجميع على هذا التراب الوطني أن يعلوا من شأن المصلحة الوطنية وأن يكون النمو الاقتصادي وتحقيق الاستدامة هدفهم الأساسي والأصيل.


حدثان هامان:
تشرفتُ بالمشاركة في حدثين خلال الأسبوع الماضي:
(1)     الأول استضافة السلطنة لأعمال المؤتمر السنوي الثامن عشر للمنظمة العربية للتنمية الإدارية والذي حمل عنوان "دور الحكومات العربية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030"، ونظمته باقتدار وكفاءة وزارة الخدمة المدنية بالتَّعاون مع المُنظمة العربية للتنمية الإدارية، وقد شاركتُ بإدارة حلقة نقاشية بعنوان "الإدارة العامة الجديدة.. خارطة للتطوير الإدارية وتحسين الممارسات الحكومية".

(2)    أمّا المشاركة الثانية فكانت عبر محاضرة ألقيتها ضمن فعاليات برنامج "المرتكزات والمبادئ الموجهة لسياسة الدولة"، والتي تناولت "دور الإعلام في دعم مسيرة التنمية".

نجاحات عُمانية:
(1)     نجحت حكومتنا- ولله الحمد- في تحقيق العديد من أهداف التنمية المستدامة، انطلاقا من الحرص على الاستفادة مما تجنيه البلاد من ثمار التنمية.

(2)     ترجمت حكومتنا التنمية إلى مشروعات تخدم الإنسان العماني وتوفر له سبل الرخاء والرفاه.

(3)     نجحت السلطنة بكفاءة وتميز في تحقيق أهداف مؤتمر "دور الحكومات العربية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030" التي عقد من أجلها، وأبرزها مساعدة الحكومات العربية على وضع خارطة طريق لنموذج تنمية جديد وفاعل يضمن بناء مستقبل عربي أفضل، تكون الأولوية فيه للتنمية والعمل على استدامتها بشتى الطرق وأنجع الوسائل.

 

تعليق عبر الفيس بوك