علي بن بدر البوسعيدي
انتشرتْ في عُمان الجوامع والمساجد في كلِّ المناطق والولايات المختلفة، وقد تم بناؤها من قبل الحكومة الرشيدة وبتوجيهات سامية لصاحب الجلالة سلطان البلاد المفدَّى -حفظه الله ورعاه- حيث إن إنشاءها في أمهات المدن كنزوى والرستاق وصلالة ومسندم على سبيل المثال لا الحصر، بجهود مقدرة ومشكورة من ديوان البلاط السلطاني، بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، كما أن هناك جوامع ومساجد أنشئت عبر أفراد وجماعات وجهود تطوعية، حيث إنَّ هناك تبرعات يتم جمعها في كل منطقة ومدينة وأينما وجدت التجمعات، ولم يقتصر الأمر على بناء المسجد أو الجامع فقط، بل يتم إضافة مرافق؛ مثل: المكاتب والمجالس العامة، التي أفادت الناس؛ حيث يتم استخدامها في المناسبات العامة كالعزاء وإقامة جلسات قراءة القرآن، أو اجتماعات المواطنين في المنطقة أو الولاية، من هذا كله هناك بعض الملاحظات أثارتني كما أثارت الكثيرين من أبناء هذا الوطن، تتعلق بالأذان وإقامة الصلوات الخمس؛ حيث من الملاحظ أحياناً وجود تأخير في رفع الأذان أو إقامة الصلاة؛ مما يضطر الآخرين للنهوض بدلا من الإمام للصلاة بالناس أو رفع الأذان في أحيان كثيرة، رغم أن الوزارة المعنية -كما أعرف- تخصِّص موظفين يتقاضون رواتب شهرية، وليس هناك عذر يبرر عدم أدائهم لواجبهم، كما لوحظ أنَّ بعض الأئمة لا يحضرون كليًّا عند الإجازات الأسبوعية وحتى الإجازات الرسمية للبلاد، بحجة تواجدهم مع عائلاتهم خارج مسقط -موطنهم الأصلي- من ناحية أخرى، كذلك هناك ملاحظة تتعلق بعدم نظافة بعض دروات المياه.
من هنا، نقول إنه من االمناسب للجهة المختصة اتخاذ الإجراءات الملائمة، والحرص على مثل هذه الأمور، ومحاسبة المقصِّرين منهم؛ فليس من المعقول أن يوجد مسجد بدون إمام، ولا يوجد من يهتم بنظافته؛ لذا فإنَّني أقترح أنْ يكون الإمام دائما من نفس المنطقة التي يوجد بها المسجد، حتى لا يضطر إلى الذهاب خارج تلك المنطقة، ويكون قريبًا من عمله دوما.
كما أن هناك ملاحظة أخرى تتعلق بالمصلين للأسف الشديد؛ حيث بعضهم يأتي للمسجد بملابس النوم وغير مُستعدين، رغم أهمية التزيُّن ووضع الطِّيب كما أوصانا رسولنا الكريم -عليه أفضل الصلاة والسلام.