علي بن بدر البوسعيدي
تتميز الدبلوماسية العُمانية بأنها تستند لثوابت وطنية وقيم أصيلة تعكسُ الرؤية الثاقبة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- كما تنطلق من محاور تخدُم العمل والمصالح المشتركة مع مختلف دول العالم.
وخلال الأيام القليلة الماضية، كانتْ الدبلوماسية العمانية تتصدَّر عناوين الأخبار والصحف المحلية والإقليمية والعالمية، بعدما استقبلَ جلالة السلطان المعظم -أيَّده الله- فخامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لبحث تطورات القضية الفلسطينية، بما يضمن تحقيق السلام والاستقرار للأشقاء في فلسطين. وبعد ذلك، استقبل جلالته رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ حيث تمَّ مناقشة سبل دفع عملية السلام في الشرق الأوسط؛ بما يعني تحريك ملف التفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين عبر بوابة مسقط؛ لما تتمع به من ثقة جميع الأطراف حتى وإن اختلف البعض عليهم. وهنا، تتكشف لنا وللجميع أهمية الدور العُماني في دفع جهود السلام إلى الأمام، والعمل على تقريب وجهات النظر، وتيسير عَودة المفاوضات، وتهيئة المسار أمام جلوس جميع الأطراف على مائدة التفاوض، لاسيما بعد ما شهده هذا الملف من جمود استمرَّ لسنوات، في ظل تراجع الدور الأمريكي، وما تعرضت له منطقتنا من مشكلات وأزمات وصراعات وحروب أهلية، صرفت الأنظار عن هذه القضية المهمة، التي يُؤكد القادة أنها لا تزال قضية العرب المركزية.
لقد تباينتْ رُدود الأفعال حول الدور العماني في هذه القضية، ومن المؤسف أننا رأينا البعض على وسائل التواصل الاجتماعي يتداولون ما يسمونه "تحليلات سياسية"؛ حيث إنَّ هناك من أدلى بدلوه في هذه القضية عن جهل وعدم دراية، بل والبعض منهم ذهب بعيدا فكان محلَّ انتقاد لاذع من المخلصين من أبناء وطننا الحبيب.
إننا يجب علينا كعُمانيين مخلصين للوطن وأوفياء لجلالة السلطان المعظم، ألا نترك المجال لأمثال هؤلاء المتحدثين بغير علم، والبعيدين كل البعد عن فهم مجريات السياسة؛ فالدبلوماسية العمانية مؤسسة وطنية راسخة الأقدام، والجميع يشهد لها بالحكمة والنزاهة والحيادية، لذلك تتوافد الوفود إلى عمان بحثا عن رأي حكيم العرب جلالة السلطان المعظم، متأملين أن يجدوا في وجهة النظر السامية ما يُنهي الصراعات، ويضع حدًّا للخلافات، ويقضي على الفتن، وينشر السلام والاستقرار في المنطقة.