أزمة طريق عبري - الرستاق

حمود الحاتمي

في العام 2006، شهدتْ ولايات محافظة الظاهرة وجنوب الباطنة فرحةَ افتتاح طريق عبري-الرستاق، بطُول ما يقارب 80 كم، وكانوا يتابعون المنجز وهو يأخذ وتيرة متسارعة، ولم يعلموا كيفية التصميم، وهل هو سالك الحركة أم لا.. الطريق يخترق الجبال والأودية، والمواطنون القاطنون على جانبي الطريق يعدُّون هذا المنجز حُلماً وقد تحقق.

المشروع يُعد منجزًا وطنيًّا؛ حيث يمر بأودية سحيقة وجبال شاهقة، ولكن مع التخطيط والإمكانيات تحقق، فكم كانت فرحة المواطنين بهذا المنجز، ويُشاركهم في ذلك مواطنون في محافظات أخرى. ومع افتتاح الطريق، لاحت آفاق للسياحة العُمانية؛ حيث صار الطريق قبلة السياح؛ كونه يخترق القرى الوادعة والمزارع الغناء، مُشكِّلًا لوحة غناء تمتزج فيها الخضرة بالجبال. وتعاظمت أهمية الطريق مع ربطه بمحافظات الظاهرة والبريمي والداخلية، وأيضا ربط مسكن بالخابورة، صار هناك ربط بجنوب الباطنة في شبكة متكاملة من الطرق المُعبَّدة.

وبعد سنوات، يستفيق المواطنون على عقبات تواجه الطريق؛ فالطريق بوَضْعِه الحالي لا يُغطِّى احتياجات المرحلة الحالية والمستقبلية، وبه عقبات تتمثَّل في عدم وجود جسر عند وادي الطيب وعند قرية مسكن، وعند هطول الأمطار ونزول الأودية تتوقَّف الحركة المرورية عند معابر الأودية، وتتكدس السيارات وتنتظر الناس الساعات الطوال، دون وجود للخدمات فهم يحتاجون لدورات المياه والتغذية، كما يُعاني المسافرين وقت الصيف عدم وجود مياه الشرب، وقت نزول الأودية، ومنها: قريتا الرجلة والمهبب.

كذلك الطريق به تعرُّجات ومُنحدرات سرعة قليلة مع ازدحام الطريق، وبحاجة لإنارة في الوقت الحالي. ويُطالب المواطنون وزارة النقل والاتصالات بإعادة دراسة الطريق، والنظر في طلبات المواطنين والتي ذكروها في تحقيق صحفي نشرته جريدة "الرؤية" بتاريخ 17 أغسطس 2015، بعنوان "أهالي جنوب الباطنة والظاهرة يناشدون "النقل" إنارة ازدواجية طريق الرستاق - عبري للحد من الحوادث".

ونقل التحقيق الصحفي عن يعقوب بن حميد المقبالي، قوله: "إنَّ المتتبِّع لطريق وادي بني غافر يراه في غاية الأهمية؛ فهو طريق حيوي وشريان مُغذٍّ لمحافظتي جنوب الباطنة والظاهرة، ويُوصل العابرين من مسقط والباطنة إلى الظاهرة، ومنها إلى دول الخليج، كما يربط السلطنة بالطريق الجديد إلى المملكة العربية السعودية، والذي سيرى النور في السنوات القليلة المقبلة، كما أنَّ طريق الرستاق-عبري أُقيم وفق معايير عالمية، لكن لم يُؤخذ في الحسبان الظروف الطبيعية المحيطة به من جبال وأدوية؛ فكثيراً ما نعاني من المنحنيات التي سبَّبت مشكلات كثيرة لمرتادي الطريق وللسكان المقيمين على جانبي الشارع العام. كذلك لم يُراعَ عند تخطيط الطريق عمل جسور لعبور مياه الأمطار وجريان الأودية؛ مما يتسبَّب في انقطاع الطريق وتعطيل المسافرين لساعات طويلة لحين عبور مياه الأودية؛ لذلك أقترح إعادة هيكلة الشارع ليكون حارتيْن لكل اتجاه، ومراعاة عبور الأودية بإنشاء جسور وعبارات للمياه، كما أقترح بناء جسور علوية لعبور المشاة، خاصة أمام المراكز الصحية والمدارس والدوائر الخدمية والمحلات التجارية ومساكن المواطنين، إضافة لإنارة الشارع بأكمله". أما وليد بن زاهر الغافري، فقال: "إنَّ الشارع الذي يربط بين ولايتين كبيرتين كالرستاق وعبري، لا يجوز أن يظل بلا إنارة وغير مزدوج؛ فنلاحظ يوم الخميس والسبت طوابير السيارات القادمة أو المتجهة إلى مواقع العمل، كما أنَّ الشارع يخدم سكان ولايتي ينقل وضنك، ويستخدمونه للعبور إلى مسقط، فلا ندري السبب في عدم العمل على ازدواجيته من البداية، وهو الرابط الوحيد المباشر بين محافظتي الباطنة والظاهرة".

لذلك؛ ومن خلال سرد حديث المواطنين ومعايشة الوضع الحالي، نُطَالب وزارة النقل والاتصالات بإنشاء الجسور وإنارة الطريق في المرحلة الحالية، مع إيجاد خطة ضمن رؤية "عمان 2040" لازدواجية الطريق، حتى يلبي النمو المضطرد لمحافظتي جنوب الباطنة والظاهرة والمحافظات الأخرى، وإنشاء المناطق اللوجستية في تلك المحافظات، بما يجعل الطريق يخدُم ذلك التوجه.