علي بن بدر البوسعيدي
كانتْ فلسطين وستظل في القلب؛ حيث تتَّصف العلاقات العمانية-الفلسطينية بالعراقة والمتانة والعُمق، ولم تدخر عُمان جَهداً من أجل مناصرة القضية الفلسطينية، والدفاع عن الحق الفلسطيني، وظلت فلسطين حاضرة في المقدمة بالنسبة للسلطنة: دولةً، وشعبًا.
ومن المناسب اليوم الإشارة إلى هذه العلاقات بين الأشقاء، بينما تحتضن السلطنة زيارة فخامة الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين رئس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفسطينية، ويطيبُ لنا أن نتذكَّر وقوف السلطنة الدائم والحازم مع قضية الشعب الفلسطيني، الذي يعمل من أجل استرداد حقوقه وإقامة دولته المستقلة، إيمانا بحق الشعب الفلسطيني الشقيق في العيش في أمن وسلام، في اطار دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ويقينا أيضا بأن السلام والأمن والاستقرار لا يمكن أن تتحقق جميعها لطرف على حساب آخر، بل إن ضمان السلام والاستقرار والأمن هو أن يكون عادلا ومتوازنا، وهو ما سعت وتسعى إليه القيادة الفلسطينية برئاسة فخامة الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين، من خلال المطالبة بتطبيق حل الدولتين الذي أيدته السلطنة والدول العربية والمجتمع الدولي.
وطوال السنوات الماضية والسلطنة لم تتوقف لحظة عن دعم وتأييد الموقف والحقوق الفلسطينية عبر المؤسسات العربية والإقليمية والدولية، إضافة لدعم الجهود الفلسطينية، والعمل على التخفيف مما يواجهه الشعب الفلسطيني من أزمات.
وما أكثر الأمثلة التي يُمكن ذكرها للتدليل على مستوى عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين؛ حيث يرتكز الموقف العماني من القضية الفلسطينية، على الإيمان العميق بأهمية الوصول إلى سلام عادل وشامل، لطالما عبرت عنه السلطنة، ضمن تصور يؤكد أن هذه المعادلة ستظل موضع اهتمامها وهدفها الثابت من أجل نصرة المظلوم وصون المقدسات وإعادة الحقوق إلى أصحابها.
إنَّ وصول فخامة الرئيس محمود عباس للسلطنة ومقابلة صاحب الجلالة -حفظه الله ورعاه- لهو دليل واضح عن عمق العلاقات بين البلدين، كما أن الرئيس الفلسطيني جاء من أجل أن يُطلع جلالته على آخر التطورات الحاصلة هناك، ويستضئ بحكمة ورأي مولانا -حفظه الله ورعاه- وهو حكيم العرب.