6 ملايين طن معدل النمو المتوقع باستثمارات 8 مليارات دولار.. وعُمان تقود الارتفاعات

"مؤتمر جيبكا" يبرز أهمية قطاع الأسمدة في مواجهة تحديات الأمن الغذائي

...
...
...
...
...
...
...
...
...

 

◄ الساجواني: آفاق واسعة لمستقبل صناعة الأسمدة في السلطنة

◄ العوفي: المؤتمر يفتح الباب للتعرف على الابتكارات العالمية وسبل تأمين الغذاء

 

الرؤية- نجلاء عبدالعال

 

انطلق أمس مؤتمر الاتحاد الخليجي للصناعات البتروكيماوية والكيماويات "جيبكا" للأسمدة في نسخته التاسعة والذي تستضيفه السلطنة في الفترة من 18 إلى 20 سبتمبر الجاري، تحت شعار "آفاق وفرص جديدة"، ورعى افتتاح المؤتمر معالي الدكتور فؤاد بن جعفر الساجواني وزير الزراعة والثروة السمكية.

وشهد المؤتمر افتتاح معرض مصاحب في يومه الأول، وعقب افتتاح المؤتمر والمعرض المصاحب، قال الساجواني في تصريحات صحفية إن المؤتمر يحمل أهمية كبيرة نظرا لأهمية صناعة الأسمدة التي نمت وتطورت خلال الستين عاما الماضية، واستفادت من الغاز في صناعة ذات قيمة مضافة وميزة نسبية للدول المنتجة خاصة في دول الخليج العربية، علاوة على التأثير الذي تحدثه الأسمدة على الإنتاج الزراعي وإنتاج الغذاء واللذين يشكلان تحديا من أكبر التحديات أمام المجتمع الدولي.

وحول مستوى الإنتاج العماني من الأسمدة ومدى تغطيته للسوق المحلي وتصديره، قال معاليه إن إنتاج السلطنة من السماد يشكل نحو 30 ألف طن من حاجة السوق المحلي، كما يجري التصدير للخارج للاستفادة مما يتمتع به هذا الإنتاج من سمعة ممتازة مع مواصفاته وجودته العالية، مشيرا إلى المزيد من آفاق الإنتاج والتصدير مستقبلا.

من جانبه، قال سعادة المهندس سالم بن ناصر العوفي وكيل وزارة النفط والغاز إن أهمية هذا المؤتمر تتمثل ليس فقط في انعقاده في السلطنة لأول مرة بل أيضًا لأنه حقق رقما قياسيا في عدد الحضور بأكثر من 300 من الخبراء والمعنيين من أنحاء العالم. وأوضح سعادته أن الأسمدة الكيماوية تتسم بطبيعة خاصة، لأنها تربط صناعة النفط والغاز والبتروكيماويات مع الحاجات الأساسية اليومية من الغذاء عبر قطاع الزراعة، لذلك فإن مناقشة موضوع الأسمدة ودورها في الأمن الغذائي سيكون من الأهمية بمكان أن يخرج بأفكار تفيد العالم كله، في ظل التركيز الكبير عالميا على موضوع الأمن الغذائي. وأشار سعادته إلى أهمية المعرض المصاحب الذي يلقي الضوء على الصناعات البتروكيماوية وخاصة صناعة الأسمدة في منطقة الخليج والسلطنة، كما يفتح الباب للتعرف على الابتكارات الجديدة في هذا المجال.

وقال الدكتور عبدالوهاب السعدون الأمين العام للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات "جيبكا"- في تصريحات صحفية- إن صناعة الأسمدة في الدول الخليجية طابعها تصديري وتستهدف الأسواق العالمية خاصة الآسيوية؛ حيث تصدر الدول حوالي 90% من الإنتاج الخليجي الذي بلغ في عام 2017 نحو 39 مليون طن من اليوريا والأمونيا والأسمدة الفوسفاتية، مؤكدا أن طبيعة التصدير تتأثر بحركة الطلب وإن كان الأسمدة والصناعات الغذائية لديها زيادة مضمونة في الطلب، نظرا لارتباطها بمعدلات نمو السكان عالميا خاصة في الدول النامية. وأضاف: "ما يهمنا أكثر هو موضوع حرية التجارة وإزالة الحواجز الجمركية، كما نركز على جودة الإنتاج والوصول إلى المستهلكين بالوقت والكمية والجودة الأفضل، مع الحفاظ على معايير البيئة وضمان الاستدامة". وكشف السعدون أن الاتحاد يتوقع أن معدل نمو 6 ملايين طن من الطاقة الإنتاجية للأسمدة بتكاليف استثمارية تصل إلى نحو 8 مليارات دولار، مؤكدا أن النمو سيكون مدفوعا بالأساس من سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية. ولفت إلى أن صناعة الأسمدة ترتبط بخامات التغذية وهي الغاز الطبيعي والمشتقات النفطية والفوسفات، موضحا أن توفر هذه الخامات في منطقة الخليج كانت العامل الأكبر في نمو هذه الصناعة والتي جعلت إنتاج البتروكيماويات في دول الخليج يشكل 9% من إنتاج العالم، و8% في الأمونيا، ونحو 7% في إنتاج اليوريا العالمي و6% في الأسمدة الفوسفاتية، والمنطقة بحكم طبيعتها المناخية والصحراوية تعد أكبر منطقة مصدرة للأسمدة، لذا فإنها تشكل نحو 33% من حجم الأسمدة التي يجري تصديرها عبر العالم، ويتوقع أن تتزايد هذه النسبة.

وقال السعدون- في تصريح لـ"الرؤية"- إن أسعار الأسمدة تخضع لمبدأ العرض والطلب بالأساس، خاصة الدول التي تشتري بعقود كبيرة، لكنها في الوقت نفسه تعتمد على أسعار النفط والغاز العالمية. وأضاف أن الاهتمام الأكبر ينصب في دول الخليج على الابتكار في مجال تصنيع الأسمدة، بحيث تستهلك كميات مياه أقل مع ضمان كميات زراعية أكبر. ولفت السعدون إلى جاذبية قطاع الأسمدة كصناعة للشباب الخليجي كمجال للعمل خاصة مع ما تتمتع به من تكنولوجيات متطورة.

منصة رائدة

وقال المهندس عصام بن سعود الزدجالي الرئيس التنفيذي لشركة النفط العمانية ورئيس مجلس إدارة الشركة العمانية الهندية للسماد "أوميفكو": "سعداء باستضافة مؤتمر جيبكا للأسمدة، وذلك بالشراكة مع الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات ’جيبكا‘؛ حيث ينظم هذا الحدث، والذي تحتضنه السلطنة للمرة الأولى، في دورته التاسعة ليكون منصة رائدة تجمع الخبراء والمبتكرين وصناع القرار في مجال حماية الامن الغذائي العالمي وذلك تحت مظلة واحدة".

وقال الدكتور عبدالوهاب جواهري نائب رئيس الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات "جيبكا" إن الاتحاد يعد رمزا للعمل الخليجي المشترك والمثمر والمهني الذي يعمل فيه الجميع بشفافية وتعاون، مؤكدا أنه عندما يتعلق الأمر بسلامة العمل والإنتاج وسلامة البيئة وتطوير الكوادر البشرية فإنه لا مجال للمنافسة بل للتكامل والتعاون.

وقال المعتصم بن سعيد السريري عضو مجلس إدارة الشركة العمانية الهندية للسماد في تصريح لـ"الرؤية" إن استضافة شركة النفط العمانية لمؤتمر جيبكا السنوي التاسع عبر الشركة العمانية الهندية للسماد (إحدى الشركات التابعة لها) تأتي كجزء من استراتيجيتنا في تعزيز تبادل الخبرات خاصة فيما يتعلق بصناعة الأسمدة، مشيرا إلى أن المؤتمر التاسع لجيبكا يتناول قضية في غاية الأهمية وهي الأمن الغذائي التي تهم الجميع.

وخلال الجلسة الرئيسية من المؤتمر، أكد المتحدثون أهمية الدور الذي يؤديه قطاع الأسمدة في التصدي لتحديات الأمن الغذائي على المستوى العالمي، خاصة في ظل التزايد المستمر لأعداد السكان مما يدفع إلى توفير المزيد من مصادر الغذاء وتحسين كفاءة استغلال الموارد.

وفي كلمته الترحيبية، حث سعادة المهندس سالم العوفي وكيل وزارة النفط والغاز على ضرورة بناء القدرات والاستعداد التام لمواجهة تحدي النمو السكاني الهائل، وقال إن "العديد من الجهات، بما في ذلك الأمم المتحدة، تضع قضية الأمن غذائي على رأس أجندة أعمالها، بجانب تحدي أمن الطاقة. فهي تتماشى جنبا إلى جنب مع الدور الحيوي للأسمدة.  وإنه ليسرني أن أرى "جيبكا" قد اختارت مسقط لاستضافة هذا الحدث الهام والتركيز على التحديات التي تواجه صناعة الأسمدة والحاجة للتعاون في مجال البحوث والتقنيات وتبادل أفضل الممارسات في سبيل أن يعم الخير والرخاء لسكان العالم أجمع".

وسلط المؤتمر الضوء على التطورات الأخيرة الجارية في العالم والمنطقة في قطاع الصناعة وتحديداً في حقل الأسمدة والحلول الزراعية المستدامة وكذلك فرص التطوير والتحسين في سلسلة القيمة. وأوضح المتحدثون أن ارتفاع الطلب يفتح آفاقاً وفرصاً متميزة أمام قطاع الأسمدة ليتصدى لهذه التحديات من خلال إطلاق الجيل الجديد من منتجات الأسمدة المستدامة عالية التقنية والمصممة خصيصاً للرفع من كفاءة الإنتاج الزراعي، مع مراعاة ظواهر التغير المناخي وانجراف التربة وشح الموارد المائية. 

وألقى الدكتور عبد الرحمن جواهري رئيس شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات ونائب رئيس مجلس إدارة جيبكا الكلمة الافتتاحية للمؤتمر وقال فيها: "إن قطاع الأسمدة هو بلا شك من أهم القطاعات الصناعية في العالم، لأن الأسمدة توفر إجابة لتحديات الأمن الغذائي التي تواجه سكان العالم اليوم، وتحقق الرخاء والنماء في قطاع الزراعة، وفي حال تم تطبيقها بالطريقة السليمة الفعّالة فإنها تحمي النظم البيئية على كوكبنا، لذا فإن لقطاعنا دور محور وحيوي يلعبه في تحقيق الرخاء العالمي وسنرى ازدياد هذه الأهمية بشكل كبير في السنوات المقبلة فالوقت الذي نشهد تفاقم ازمة شح الموارد وارتفاع الطلب على الغذاء".

بدوره شدد السيد جون بافيس، الاقتصادي البارز في البنك الدولي (مجموعة آفاق التنمية) في كلمته على أهمية دور قطاع الأسمدة في تحقيق اهداف التنمية المستدامة، وخاصة القضاء على الجوع وتحقيق الأمن الغذائي.

تعليق عبر الفيس بوك