دوري الأبطال بدأ.. الترشيحات لمن تصب؟

حسين الغافري


تعود بطولة دوري الأبطال الأوروبي لنشاطها المُعتاد ومبارياتها الساخنة، وهذه المرة بمواجهات مثيرة ستفرض على المشاهد متابعة مختلف الأحداث بترقّب كما جرت العادة. هذه المرة تبدو الأمور أكثر سلاسة فيما يتعلق بالنقل التليفزيوني بعدما تم تجزئة المباريات يومي الثلاثاء والأربعاء على فترتين في اليومين على عكس السابق عندما كانت تُلعب في ذات اليوم بذات التوقيت، وبالتالي مضاعفة المتابعة عبر الشاشات. ريال مدريد الإسباني يدخل هذا الموسم وعينه على لقبه الرابع عشر وربما لا تبدو الأمور سهلة، ومتوقع أن يواجه أندية أعدّت العدة وجهزت التجهيز الملاءم لمقارعة البطل التاريخي. الحديث عن اللقب ليبدو سليما  من دور المجموعات، لأن النصف الأول بطبيعته يحتاج إلى آلية مختلفة عما سيكون في الأدوار الإقصائية. الدور هذا يفرض على الأندية جمع النقاط والصراع على أحد مراكز التأهل.
وبالعودة لدور المجموعات تبدو الأنظار ستتوجَّه بشكل كبير إلى المجموعة التي تضم برشلونة الإسباني وآيندهوفن الهولندي وتوتنهام الإنجليزي وإنتر الإيطالي. برشلونة يبدو أنه يصب كل تركيزه على البطولة الأوروبية التي حققها آخر مرة في العام 201؛ لأن اللقب المحلي ظفر به كثيراً في العقد الأخير، وهو ما صرّح به اللاعبون عن أن دوري الأبطال ضرورة ملحة لابد من تحقيقها حتى يتم تصنيف الموسم بأنه ناجح. إنتر محليا  لا يبدو يسر بشكل جيد آخرها سقوطه أمام بارما بهدف نظيف. "الأفاعي" متخبطون في الكالتشيو منذ بدايتهم، وبحاجة لإعادة ترتيب الأوراق وتوحيد الصفوف حتى يستفيقوا من السُبات الذين هم عليه.
أيضاً لا نتجاهل أتلتيكو مدريد الإسباني بتواجد نجوم كبيرة في مختلف الخطوط. النادي الإسباني كان ورقة صعبة المِراس ووصل إلى النهائي مرتين في آخر خمس مواسم. وباستمرار نجوم مطلوبين من الأندية الكبيرة أوروبياً مثل الفرنسي جريزمان يعطي المتابع انطباعا بأن رجال الأرجنتيني سيميوني مؤمل منهم تكرار التفوق والصراع على اللقب ولعب أدوار متقدمة. الحال ذاتها تنطبق على نادي ليفربول الإنجليزي بعدما استقطب الالماني يورغن كلوب. الريدز مع كلوب مختلف بشكل كبير عن الفترة المهزوزة التي عاشها الفريق سابقاً. كلوب أسهم بشكل محترم في إيجاد توليفة تنافسية، وراهن على أسماء ليست بذلك الصيت؛ أمثال: السنغالي ماني والبرازيلي فيرمينو.. الراهن على ليفربول أراه كحال أتلتيكو مدريد تماماً.
كذلك يوفنتوس من الأندية التي باتت مرعبة من حيث قوة الأسماء التي يملكها الإيطالي أليغري. بقدوم رونالدو ارتفعت حظوظ الفريق وطموحاته في كسر نحس النهائيات في البطولة الأوروبية. الفريق محليًّا لا تبدو لديه أشكالية تحقق اللقب، فبدون الأسماء التي انتدبها هذا العام يتفوق ورقيا وفنيا عن منافسيه، وهو ما ضمن له اللقب لستة أعوام متتالية. اليوفي طموحه اللقب الأوروبي الذي عانده كثيرا في النهائيات آخرها سقوطه العام الماضي أمام ريال مدريد.
أمام باريس سان جيرمان الفرنسي ومانشستر سيتي الإنجليزي؛ فالتماثل في مسألة الترشيح قوية جدًّا، إذا ما سلمنا فارق البطولتين لصالح الدوري الإنجليزي الممتاز على نظيره الفرنسي. السيتيزن قوي للغاية كأداء فني وسيواجه بدون شك منافسه شرسة محلياً ولكن ستغفر له الجماهير خسارة كل الألقاب المحلية إذا ما حقق دوري الأبطال الدي حضر جوارديولا خصيصا من أجله. النادي الباريسي صعب كذلك والأسماء التي يمتلكها الرهان عليها سيكون أوروبيًّا بدرجة أولى؛ لأنَّ الفروقات مع أندية الدوري الفرنسي كبيرة لصالحه.
هذا العام سيكون دوري الأبطال أكثر ندية وشراسة، أندية كثيرة طموحة أوروبيًّا لا يمكن تجاهلها مثل العريق مانشستر يونايتد وبايرن ميونخ وبروسيا دورتموند في ألمانيا. الرهان الأكبر على رؤية بطولة تنافسية، المستفيد الأكبر منها هو المشاهد قبل كُل شيء.. دعونا ننتظر ونستمتع.