ومضات فكريّة من كتابات حاتم الطائي (29)



الشكر موصول:
(1)     التعليم، ومنذ بواكير النهضة المباركة، هو الرَّكيزة الأساسية واللبنة الرئيسية في بناء الدولة العُمانية الحديثة، ولقد رسَّخ جلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- تلك القاعدة في مقولته الخالدة: "سنعلِّم أبناءنا ولو تحت ظل شجرة"، وهو تأكيدٌ على أنَّ التعليم أولوية قصوى قبل كل شيء.

(2)     لا يعترضني رَيْب في أنَّ حُكومتنا الرشيدة تعمل بتفانٍ ومسؤولية على مدى نحو خمسة عقود، على وضع أفضل السياسات التعليمية والتربوية، وها نحن الآن نجني ثِمار هذه الجهود التي لم تتوقف ومتواصلة.

(3)    كي تتحقق أعلى معدلات الاستفادة. وهنا، نوجِّه الشكرَ إلى المركز التخصصي للتدريب المهني للمعلمين، وما يبذله من جهود مُقدَّرة لتعزيز خطط الإنماء المهني، وفق أعلى المعايير النظرية والتطبيقية.

(4)    حسنًا تقوم وزارة التربية والتعليم بتوظيف التقنيات، التي لا نُنكر وجودها، لكنها لا تزال بحاجة إلى جَهْد أكبر يُعزِّز حقول المعرفة لدى الطالب والطالبة.


(5)    لا بد أن أسجل عظيم تقديري لتطبيق "ولي الأمر"،  المتميز، الذي يُوفر آلية عصرية للتواصل بين المدرسة وولي الأمر.

لا مفرّ من ثورة تعليمية وعلمية:
(1)     ما يدعونا للحديث عن توظيف التقنيات الحديثة في البيئة التعليمية أكبر بكثير من مجرد مُوَاكبة العصر، بل استباقه؛ فسوق العمل بصُورته الحالية لن يكون ملائِمًا لأبنائنا الطلاب عند تخرجهم بعد إكمال دراستهم.

(2)     من الضروري أن نستبق المتغيرات المستقبلية في سوق العمل العالمي، وتأهيل أبنائنا على وظائف المستقبل، التي بلا شك تقوم على معطيات الثروة الصناعية الرابعة وتقنيات الذكاء الاصطناعي.

(3)     تفاصيل الثورة الصناعية الرابعة لم تعُد موضعًا للرفاهية أو التمني؛ فمن الضروري أن يصاحب هذه الثورة ثورات في آلية إيصال المعلومة للطالب وطرق التدريس وأدوات التحصيل لدى الطلاب، ووسائل التقييم والامتحان، وغرس الفكر التحليلي وتعزيزه، بدلا من عمليات التلقين.

(4)     لِزَاما أن تنتقل تقنيات الثورة الصناعية إلى محتوى المناهج، وأن يتم تأهيل المعلمين - لا سيما في الرياضيات والعلوم - على أحدث النظريات والبحوث العلمية، وأن تكون الدراسة في مدارسنا داعمة ومحفزة للطلاب على الإبداع، وزيادة الاهتمام بمجالات الابتكار وإجراء التجارب العملية داخل المختبرات.

(5)    عدم الاستفادة من تقنيات الثورة الصناعية الرابعة على النحو المطلوب سيكون بمثابة الحرث في البحر؛ فلا تنمية مستقبلية لا تعتمد على مواكبة التطورات التقنية، وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي، وما ينتج عنه من تطبيقات تخدم مجال إنترنت الأشياء.


(6)    لا تطوُّر يتحقق بدون التعليم، ولا نهضة تتواصل في غياب جيل مُتعلِّم قادر على تسلم الراية من الجيل السابق له؛ فالمييز في جهود نشر مظلة التعليم أنها متواصلة دون توقف، ومستمرة على أسس مرحلية تضمن لها الديمومة والرُّقي.

أمنيات الغد القريب:
(1)     نتأمل في العام المقبل طالبًا يؤدي الامتحان على جهازِه اللوحي؟ أو يجتاز اختبارًا بتجربة عملية في المختبر؟ أو يثبت نبوغه عبر ابتكار عبقري يدفع به إلى مقعد الجامعة مباشرة، متفوقا على أقرانه، بفضل اجتهاده وإبداعه؟!

(2)     نُنَادي في كلِّ مُبادراتنا بضرورة الاستفادة من طاقة الأمل المتدفقة من أجل بناء المستقبل، هذا الأمل المتجسِّد اليوم في بداية عام دراسي جديد؛ إذ يتعين علينا جميعا -المؤسسات التربوية، والمُعلمين، والطلاب، والأسر- أن نعمل على توظيف هذا الأمل لخدمة نَهضتنا، ودفعها نحو مَرَافئ التقدُّم والرُّقي.

(3)     نرجو ألا تركز السياسات التعليمية في بلادنا فقط على جوانب تحصيل المعرفة، أو تطوير المنشآت، بل بالتوازي مع ذلك تضع رُؤى طموحة لتحفيز طلابنا وطالباتنا على إحراز التقدم، وتحقيق أعلى مراتب التميُّز في الأنشطة المدرسية، وهي أنشطة أساسية ورئيسية في تحقيق رؤيتنا لتعليم أفضل.

(4)     من الضروري أن تكون الأنشطة الرياضية بمختلف الألعاب، والأنشطة الفنية وغيرها من الأنشطة، عصبًا رئيسًا في خريطة النهضة التعليمية.
القطاع الخاص والدور المنتظر:
(1)    انطلاقا من مسؤولية القطاع الخاص الاجتماعية، والآمال المعلقة عليه لدعم تقدم مسيرة النهضة؛ من الضروري تبنيه لمبادرات تعليمية تعود بالنفع والخير على جهود التطوير والتحديث.

(2)    تتزايد التطلعات لقيام الشركات الكبرى بتوزيع أجهزة لوحية على طلابنا ومعلمينا؛ كي يتمكنوا من التواصل المشترك، والاستفادة من الخدمات المهمة التي يقدمها تطبيق "ولي الأمر".

(3)    يحدونا الأمل في مزيد من التطوير، ليكون المحتوى الدراسي بأكمله متاحا على تطبيقات إلكترونية ذكية، تيسّر على الطالب عملية الاستذكار، وتعينه على التفوق من خلال ربط الطلاب جميعهم بشبكة واحدة، تسمح لهم بإمكانية مناقشة واستذكار الدروس وتبادل الخبرات وأفضل الممارسات في عملية الاستذكار والتعلم.

(4)    نأمل في دعم تطبيقات ذكية تكون لديها إمكانية تقديم المعلم للحصص بطريقة تفاعلية مع الطلاب، تقوم على تقينات الروبوت والبرمجة القائمة على الذكاء الاصطناعي؛ مثل: وضع برمجية متخصصة تسمح بقيام عمليات حسابية في الرياضيات، أو تضع قواعد لغوية لمراجعة النصوص، وبما يسمح للطلاب بإثراء معارفهم العلمية.

 

تعليق عبر الفيس بوك