تنظمه غرفتا التجارة والصناعة على هامش زيارة رئيس وزراء كوريا للسلطنة

منتدى الأعمال العماني الكوري يستعرض فرص الاستثمار المشترك.. ومذكرة تفاهم لإنشاء "المدن الذكية" بـ"الدقم"

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

 

≥ يون: تصدير السلطنة للغاز الطبيعي المسال إلى كوريا أسهم في التنويع الاقتصادي

≥ السنيدي: متفائلون بتوقيع مذكرة التفاهم في مجال إنشاء المدن الذكية بـ"اقتصادية الدقم"

≥ اليوسف: التبادل التجاري بين البلدين زاد على مليار ريال عماني بنهاية 2017

≥ الحارثي: سفارة السلطنة بكوريا تبذل كافة الجهود لتذليل الصعوبات وتقديم التسهيلات للمستثمرين

 

الرؤية - فايزة الكلبانية

استقبلتْ غرفة تجارة وصناعة عمان، أمس، وفدا تجاريا كوريا، برئاسة معالي دولة رئيس الوزراء بالجمهورية الكورية، وبحضور معالي الدكتور علي بن مسعود السنيدي وزير التجارة والصناعة، وسعادة  قيس بن محمد اليوسف رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان، إلى جانب عدد من أصحاب المعالي والسعادة والمسؤولين ورجال الأعمال من البلدين الصديقين. وتعمل الشركات الكورية المشاركة بالمنتدى في مجالات الهندسة والبناء والتجارة البحرية، والطاقة والصناعات الثقيلة والاتصالات السلكية واللاسلكية والابتكار...وغيرها من المجالات.

ويهدف "منتدى الأعمال العماني/الكوري" الذي نظمته غرفة تجارة وصناعة عُمان ونظيرتها الكورية إلى تعريف أصحاب وصاحبات الأعمال في البلدين بفرص الاستثمار والتبادل التجاري في الجانبين، إضافة لتعزيز التواصل وبناء العلاقات بين أوساط الأعمال وبحث إمكانية إقامة شراكات إستراتيجية لزيادة الاستثمار والنشاطات التجارية بين البلدين.

وأشاد دولة لي ناك يـون رئيس وزراء جمهورية كوريا بالإستراتيجية الوطنية التنموية التي تتبناها السلطنة منذ تولي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم في البلاد، معتبرًا أن الاستقرار السياسي الذي تشهده السلطنة جاء من خلال اعتماد دبلوماسية متزنة وتحقيق التنويع الاقتصادي عبر تنفيذ الخطط الخمسية منذ العام 1976 وتبعتها "رؤية عُمان 2020" وحاليًا "رؤية عُمان المستقبلية 2040".

وقال دولة رئيس وزراء جمهورية كوريا -في كلمة له خلال أعمال المنتدى- إن السلطنة تعد واحدة من الدول المصدِّرة للغاز الطبيعي المسال إلى كوريا، والذي ساعد على التنويع الاقتصادي في كوريا، وهي من أكبر الأسواق التي تعتمد عليها من حيث حجم التجارة، منوهًا بإمكانية التعاون المشترك في مجالات في مجال تكنولوجيا المعلومات والمدن الذكية والصحة والرعاية الطبية والصناعات والثروة السمكية في المستقبل.

ودعا رئيس وزراء جمهورية كوريا رجال الأعمال في البلدين الصديقين إلى الشراكة والاستفادة من الفرص الاستثمارية والاقتصادية المتاحة، خاصة في مجالات الصناعات البتروكيماوية والسكك الحديدية والطاقة الشمسية والمدن الذكية، في ظل سعي السلطنة إلى تطوير هذه المجالات وتنويع اقتصادها عبر خططها ورؤاها المستقبلية .

من جانبه، وصف معالي الدكتور علي بن مسعود السنيدي وزير التجارة والصناعة، العلاقات التجارية بين السلطنة وجمهورية كوريا بأنها قديمة، وتتركز حول مشاريع التعاون والشراكة بالدرجة الأولى في قطاعات النفط والغاز والبتروكيماويات والقطاع اللوجستي، موضحًا أن السلطنة تشهد في الفترة الأخيرة تنفيذ مشاريع جديدة في مجال إنتاج الكهرباء عبر الطاقة الشمسية بما تمتلكه جمهورية كوريا الجنوبية من شركات عملاقة في هذا المجال.

وأعرب معاليه عن أمله في أن يسهم لقاء رجال الأعمال في البلدين بالانتقال إلى مجالات أوسع وأرحب، خاصة في مجال الاقتصاد المعرفي؛ إذ وقع الجانبان، أمس، مذكرة للتفاهم في مجال إنشاء المدن الذكية في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، وهي خطوة جديدة في جانب التعاون والشراكة وتكوين علاقة قائمة وناجحة تتمثل في مشروع صيانة السفن في الحوض الجاف بميناء الدقم.

وأوضح معاليه أن تحويل المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم إلى مدينة ذكية سيكسب السلطنة خبرات جديدة، ويفتح الباب أمام الشركات المحلية والشركات العالمية -ومنها الشركات الكورية- وقد تكون هناك مبادرات مماثلة لمشاريع اقتصادية أخرى في صحار وصلالة وصور...وغيرها قيد التصميم أو التنفيذ كمدينة العرفان بمحافظة مسقط، أو المدينة اللوجستية "خزائن" في محافظة جنوب الباطنة.

من جهته، أكد سعادة قيس بن محمد اليوسف رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان، أن العلاقات التجارية والاستثمارية بين السلطنة وجمهورية كوريا في تحسُّن مستمر، وأن الجانبين يعملان بجد في سبيل تقوية هذه العلاقة بما يخدم المصالح المشتركة، موضحًا أن الغرفة تعمل جاهدة على أن تكون المكان والمنصة التي يستخدمها أصحاب وصاحبات الأعمال للاستفادة من الفرص المتاحة في البلدين؛ من خلال توفير المعلومات والبيانات وتسيير واستقبال الوفود التجارية للتعرف عن قرب على الفرص في البلدين.

وقال سعادته إن الإحصائيات تشير إلى أن التبادل التجاري بين البلدين بلغ حتى نهاية العام 2017 ما يزيد على مليار ريال عماني وتمثل الواردات العمانية من كوريا ما قيمته حوالي 225 مليون ريال عماني فيما تمثل الصادرات العمانية إلى كوريا 844 مليون ريال عماني، مؤكدًا أنه لا يزال هناك الكثير من الفرص التي يمكن الاستفادة منها في تنمية المبادلات التجارية والاستثمارية بين البلدين الصديقين، وأن غرفتيْ البلدين تسعيان باستمرار من أجل تكثيف الجهود لتوطيد العلاقات والتعاون التجاري، وإيجاد آلية لتعزيز الاستفادة من الخدمات التي تقدمها الغرف التجارية في كلا البلدين بشكل أفضل وأكثر فاعلية.

من جانبه، قال سعادة السفير محمد بن سالم الحارثي سفير السلطنة المعتمد لدى جمهورية كوريا: إن زيارة الوفد الكوري برئاسة دولة لي ناك يون رئيس وزراء جمهورية كوريا، تأتي في إطار توطيد العلاقات بين البلدين الصديقين وتعزيز مجالات التعاون وتوسيعها وتعميقها لآفاق أوسع، تشمل مجالات وقطاعات عديدة؛ تتمثل في قطاعات اللوجستيات والصناعات والقطاع الصحي والطبي والرعاية الطبية والسياحة والتعليم والبحث والتطوير والابتكار.

وأوضح أنَّ الشراكة بين القطاعين الخاص العماني والكوري لها أهمية كبيرة على اقتصاد البلدين، وأن سفارة السلطنة بجمهورية كوريا ستبذل كافة جهودها لتذليل الصعوبات وتقديم كافة التسهيلات للجانبين العماني والكوري للشراكة بين القطاعين، مُعتبرًا أن كوريا هي من الدول المتقدمة خاصة في مجالات المدن الذكية وتكنولوجيا المعلومات والانترنت والاتصالات، وأنه يمكن الاستفادة من هذه التجارب والمعارف، ونقلها إلى السلطنة من خلال الشراكة مع الجانب الكوري.

وشهد المنتدى تقديم العديد من العروض المرئية حول أهم مرتكزات الخطة الخمسية الحالية والإمكانات التي توفرها المناطق الاقتصادية والمناطق الحرة والموانئ والمطارات والخدمات المكملة لها.. كما تم استعراض الفرص الاستثمارية في القطاعات الاقتصادية الواعدة في السلطنة، خاصة في مجالات السياحة والصناعات التحويلية والثروة السمكية والتعدين والخدمات اللوجستية وصناعة قطع غيار السيارات وصناعة الإلكترونيات ومستلزماتها...وغيرها من المجالات.

وقال صالح بن حمود الحسني مدير المحطة الوحدة في هيئة المنظقة الاقتصادية الخاصة بالدقم: إنَّ التنسيق متواصل بين الهيئة الاقتصادية الخاصة بالدقم والمسؤولين بكوريا الجنوبية بشأن اتفاقية المناطق الذكية للاستفادة من تجارب جمهورية كوريا سباقة في ذلك الشأن، ويدري العمل على وضع تصور ودراسات شاملة لهذا المشروع؛ حيث إن المناطق الاقتصادية والمتكاملة مهمة للاستثمار والمستثمرين، وستبرز المذكرة أهمية المشاريع والمجالات الاستثمارية، الهدف من توقيع مذكرة التفاهم هذه الخروج بتصور واضح للمدن الذكية. وعلى ضوء مخرجات الدراسات، سيجري التطرق للمجالات التي يستهدفها هذا الاستثمار بما يتوافق والمخطط الشامل للمنطقة، وستأخذ الدراسة وقتها قبل الإعلان عن التفاصيل.

تعليق عبر الفيس بوك