عمرو عبد العظيم
مع مرور السنين حظي مجال الفئات ذوي الاحتياجات الخاصة برعايةٍ واهتمامٍ كبيرٍ حيث أوردت (مصطفى ،2015) مرور هذا المجال بأربع مراحل الأولى منها تمثلت في الإهمال والغموض والمرحلة الثانية كانت الرعاية الخيرة وجاءت المرحلة الثالثة حيث شملت الرعاية العزلية المتخصصة وشبه المتخصصة، وتميزت المرحلة الرابعة بالدمج والتكامل مع الفئات الطبيعية في المجتمع كما في (عثمان وأمين ونجدي،2016)، ولوحظ هذا الاهتمام خاصة مع الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة في المجال التعليمي حيث أوضح (حنفي،2015) أنّ العديد من الدول بدأت بدارسة شاملة لهذه الفئة ولخصائصها، وصدرت العديد من القوانين في مجالات مختلفة لخدمة هذه الفئات التي تمثل اليوم نسبة لا يستهان بها من أفراد المجتمع بشكلٍ عام وأيضًا تمثل نسبة لا تُغفل في المؤسسات التعليمية وجب دراستها والتعامل معها بالطرق العلمية والنفسية التي تناسبهم لتنمية مهاراتهم والمساهمة في حل المعوقات التي تواجههم نحو اكتساب المعارف وتعلم المهارات المختلفة المتضمنة في المحتويات التعليمية حسب المرحلة الدراسية التي يمر بها الطالب صاحب الإعاقة كما اتجه إلى ذلك(Capewell,2016).
إنّ جميع الأطفال قابلين للتعلم حتى الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، فجميع الفئات مثل الموهوبين والإعاقة البصرية والسمعية والعقلية وصعوبات التعلم واضطرابات السلوك واضطرابات اللغة والكلام والتواصل يمكن إعداد برامج تربوية خاصة لهم تتوافق وتلائم كل فئة من هذه الفئات حيث تستطيع من خلالها تعليمهم وجعلهم قادرين على التفاعل مع المجتمع والتواصل مع أفراده.
وقد أشار (العمرو،2015) إلى أنّ الجمعية العامة للأمم المتحدة "أقرت عقدًا لذوي الاحتياجات الخاصة يضمن لهم المساوة مع باقي فئات المجتمع ويضمن المشاركة الفاعلة لهم في الأنشطة المجتمعية المختلفة وإزالة جميع العقبات أمامهم وإعطاءهم فرصا متكافئة للتعلم والتعليم والتربية والرعاية منذ طفولتهم، وتوفير أماكن مناسبة لتعلمهم، كما أكدت على "أهمية وضرورة إعداد وتأهيل المعلمين القادرين على التعامل مع الفئات المختلفة من ذوي الاحتياجات الخاصة وإكسابهم المهارات اللازمة للتعامل مع تلك الفئات من خلال تبادل الخبرات وإقامة برامج تدريبة مناسبة معينة على تنمية مهارات المعلمين في جميع الجوانب المهنية والأكاديمية والنفسية المطلوبة".
ونالت فئات ذوي الاحتياجات الخاصة في البلدان العربية الاهتمام المتزايد في الآونة الأخيرة لمواكبة التطور الواضح في رعاية وتنمية فئات ذوي الاحتياجات الخاصة، ولقد تعددت فئات ذوي الاحتياجات الخاصة ما بين الأطفال المتفوقين والموهوبين.
ونؤكد هنا أنّ الإعاقة بشكل عام تمثل حاجزًا للفرد يعيقه عن القيام بأنشطة الحياة المحتفلة وعن التفاعل مع مجريات الحياة وأفراد مجتمعه بصورة تضمن له سلامةً في علاقته ونموًا في وظائفه الجسمية والنفسية والاجتماعية كما في (سيد ومنيب ،2015)، ومن هنا نجد عظم مسؤولية المجتمع بكل أفراده فالأسرة مسؤولة عن حماية أفرادها منذ طفولتهم حتى لا يتعرضوا للإصابات الخطيرة التي قد تسبب لهم إعاقة دائمة تستمر معهم طيلة حياتهم فتعيق الفرد على ممارسة حياته الطبيعية وتحد من نمو شخصيته بكافة جوانبها.
ولتعليم فئة ذوي الاحتياجات الخاصة بكفاءة وفاعلية يجب توظيف تكنولوجيا التعليم والاتصالات في ذلك، حيث إن استخدام البرمجيات وتطبيقات الهواتف الذكية يساعد على تخطي حدود الإعاقة بالاستعانة بعناصر غنية جدًا من الوسائط المتعددة والتي تخاطب حواس مختلفة لديهم لا يشترط أن تكون حاسة السمع أو البصر فقط، ومن هنا يمكن لنا تحقيق الأهداف التعليمية ومواصلة هذه الفئة تعليمها لمراحل لتعليمية لاحقة.
Amrwow2010@gmail.com