محمد بن علي البادي (أبو خالد)
الله أكبر، الله أكبر
أشهد أن لا إله إلا الله
أشهد أن محمدًا رسول الله
حيّ على الصلاة، حيّ على الفلاح
الله أكبر، لا إله إلا الله
أما آن لهذا الأذان أن يعلو من أجل غزة؟
"الله أكبر"... هذا النداء الذي إذا ارتفع، ارتجف منه الطغاة، واطمأنت له قلوب المؤمنين.
لقد كان هتاف "الله أكبر" راية المجاهدين، وشعار الحق في وجوه المعتدين، فلماذا لا نرفعها اليوم في وجه الحصار والجوع والموت؟
أليس من الواجب أن تصبح "حيّ على الصلاة" دعوةً للوعي،
و"حيّ على الفلاح" صرخةً لنصرة المظلومين؟
---
أيُعقل أن تُقام الصلوات لظواهر كونية،
ولا تُرفع الأكف لأجل أطفالٍ يتضوّرون جوعًا،
وأمهاتٍ يعصرهنّ الوجع،
ودماءٍ تُراق تحت أنقاض الصمت العالمي؟
---
"الله أكبر"... نداء يُطلقه المؤذن ليوقظ النائم، ويشدّ الهمة.
فلماذا لا يُطلق اليوم لأجل غزة؟
أما تستحق غزة أن نكبّر لها؟
أما يستحق الحصار والقصف والخذلان أن تهتز له المنابر؟
أين الغافلون من هذا الوجع الممتد؟
وأين صوت الأمة الذي كاد يخفت خلف الأسوار العالية من اللامبالاة؟
---
يا من تملؤون المساجد،
يا من تتسابقون للصفوف الأولى،
ارفعوا أكفّ الدعاء... واجعلوا غزة في قلوبكم وسجودكم.
ثقوا بالله، وادعوا بفكّ الحصار،
واجعلوا منها قضية حاضرة في كل منبر، وكل دعاء، وكل مجلس إيمان.
---
غزة لا تحتاج صمتًا... بل موقفًا.
لا تحتاج تنظيرًا... بل فعلًا.
هي بحاجة إلى تكبيرات توقظ الضمائر،
و"حيّ على كسر الحصار"،
و"حيّ على إنقاذ النفس البريئة"،
و"حيّ على توفير لقمة العيش"،
قبل أن تُوارى الحقيقة في تراب الجوع، وتُدفن معها إنسانيتنا.