صورٌ قديمة ٌعلى شباك اعترافٍ

رضا أحمد – القاهرة


ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻲّ ﺃﻥ ﺃﺗﺨﻄﻰ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ
ﻭﺍﻟﻤﻼﻣﺢ ﺍﻟﻨﺎﻋﻤﺔ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ ﺑﻴﻦ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﺮﻣﺎﺩﻱ
ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺣﺮﺻًﺎ ﺣﻴﻦ ﺗﻨﺰﻟﻖ ﺃﺻﺎﺑﻌﻲ
ﻋﻠﻰ ﻗﺸﻮﺭ ﺍﻟﻄﻼﺀ؛
ﻫﻨﺎﻙ ﻟﻤﺴﺎﺕٌ ﻭﻧﻈﺮﺍﺕٌ ﻫﺸّﺔ ﺗﺴﻘﻂ
ﻭﺃﺻﻮﺍﺕٌ ﺗﻨﻜﻤﺶ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻬﺎ
ﺧﺎﺋﻔﺔ
ﺗﺤﺪﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺿﻮﺽ ﺍﻟﻤﻠﻮﻧﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺴﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺟﺴﺪﻱ.

ﻓﻲ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﺍﻛﺮﺗﻲ
ﺑﻌﺜﺮﺙ ﺧﻠﻔﻲ ﺃﺟﺰﺍﺀ ﻣﻨﻔﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻲ،
ﺗﺮﻛﺘﻬﺎ ﻋﺎﻟﻘﺔ ﻓﻲ ﻫﺪﻭﺀ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻭﺍﻟﻐﺒﺎﺭ.

ﻛﻨﺖُ ﺭﺳّﺎﻣﺔ ﻣﺎﻫﺮﺓ
ﺃﺳﺘﻌﻴﺮ ﻣﻼﻣﺢ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻮﻗﺖ،
ﺃﺗﺮﻙ ﺳﺘﺮﺍﺗﻬﻢ ﺍﻟﺨﻔﻴﻔﺔ تتمزق ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻮﺭﻕ
ﻭﺃﺟﺴﺎﺩﻫﻢ ﺗﺘﻌﺮﻯ،
ﺃﺗﻔﻘﺪﻫﻢ ﻭﻫﻢ ﻳﻨﺼﻬﺮﻭﻥ ﺃﻣﺎﻣﻲ ﺑﺒﻂﺀ
ﻓﻲ ﻫﻮﺍﻣﺶ ﻛﺘﺎﺏ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻠﻐﺔ
ﻛﻌﺎﺩﺓ ﻧﺼﻮﺻﻲ ﺍﻟﺠﻴﺪﺓ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﻴﺒﻬﺎ ﺃﺧﻄﺎﺀ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﻭﺍﻟﺼﺮﻑ.

ﻛﻨﺖ ﻃﺎﻫﻴﺔ ﺟﺮﻳﺌﺔ
ﻳﻌﻮﺯﻧﻲ ﻫﻠﻊ ﺃﻥ ﻳﺠﺮﺡ ﻳﺪﻱ ﺍﻟﺴﻜﻴﻦ؛
ﺑﺪﺃﺕ ﺃﻭﻟﻰ ﻭﺻﻔﺎﺗﻲ
ﺑﺘﺸﻜﻴﻼﺕ ﺷﻬﻴﺔ ﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﻗﺼﻴﺮﺓ ﻣﻊ ﻣﻌﺎﺭﻓﻲ،
ﻓﻮﻕ ﺃﻃﺒﺎﻕ ﺑﺤﻮﺍﻑ ﻓﻀﻴﺔ
ﻋﻠﻘﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻮﺍﺋﻂ ﺣﻮﻟﻲ
ﻭﺣﺪﻗﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻃﻮﻳﻠًﺎ

ﻛﻨﺖ ﻭﺣﻴﺪﺓ ﻭﺳﺠﻴﻨﺔ ﺇﻧﺠﺎﺯﻱ ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ،
ﺑﻤﺮﻭﺭ ﺍﻷﺳﻰ
ﻏﻔﺮﺕ ﻟﻠﺒﻜﺘﺮﻳﺎ ﻟﻄﺨﺘﻬﺎ ﺍﻟﺰﺭﻗﺎﺀ
ﻭﻟﻠﻌﻔﻦ ﺃﺻﺎﺑﻌﻪ ﺍﻟﺒﺮﻳﺔ،
ﺭﺃﻳﺖ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻲ ﺗﻨﺘﻔﺾ ﻫﺎﺭﺑﺔ
ﻭﺷﻔﺘﻲ ﺗﺘﻘﻠﺺ كعود ﺛﻘﺎﺏ ﺭﻓﻴﻊ
ﺗﺮﻛﺖ ﺍﻟﻤﻄﺒﺦ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻪ
ﻣﻊ ﻳﻘﻴﻨﻲ ﺃﻧﻨﻲ ﺳﻤﻌﺖ ﺧﻠﻔﻲ
ﺟﻠﺒﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ
ﻭﺭﺃﻳﺖ ﺍﺳﻤﻲ ﻳﺘﻘﺎﻓﺰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﺧﺎﻥ
ﻭﺷﺠﺮﺓ ﻋﺎﺋﻠﺘﻲ ﺗﺤﺘﺮﻕ.

ﺃﺻﺒﺤﺖُ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺛﺮﺛﺎﺭﺓ ﺃﻧﻴﻘﺔ
ﺃﺗﻤﺘﻊُ ﺑﺤﻮﺍﺱ ﺍﻟﻌﺠﺎﺋﺰ ﺍﻟﺨﺒﻴﺮﺓ
ﻓﻲ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﺋﺐ ﻣﻦ ﺃﻗﻞ ﺣﺒﻜﺔ،
ﺃﺣﺼﺪ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺎﺕ ﻋﻨﺪ ﺑﺪﺍﻳﺘﻬﺎ
ﻭﻻ ﺃﺟﺎﻟﺲ ﺍﻟﻤﺴﻨﻴﻦ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ
ﺣﺘﻰ ﻻ ﻧﺘﺠﺎﺩﻝ ﻋﻠﻰ ﺯﺑﺎﺋﻦ ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ
ﻭﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺤﻜﻴﻤﺔ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ
ﺃﻭ ﻧﺘﺒﺎﺩﻝ ﻣﺴﻜﻨﺎﺕ ﺍﻟﻜﺪﻣﺎﺕ،
ﻓﻮﺍﺋﺪ ﺍﻻﻟﺘﻬﺎﺏ ﺍﻟﺴﺤﺎﺋﻲ،
ﻟﻔﺎﺋﻒ ﺍﻟﺘﻌﺎﺯﻱ ﺍﻟﺤﺎﺭﺓ ﻛﻞ ﻣﺴﺎﺀ
ﻭﻭﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﻓﺮﻫﺎ ﺍﻟﻤﻘﺎﻫﻲ.

ﺻﺮﺕ ﻣﻔﺘﺎﺣًﺎ ﺭﺩﻱﺀ ﺍﻟﺼﻨﻊ
ﺗﻨﺎﻭﺑﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻷﻳﺪﻱ
ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺳﻘﻄﺖ ﺃﺳﻨﺎﻧﻪ ﺗﺒﺎﻋًﺎ
ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻔﺘﺢ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ،
ﺃﺿﻌﺖُ ﺿﻤﻴﺮَ "ﺃنتَ" ﻓﻲ ﺭﺳﺎﺋﻠﻲ
ﻣﻨﺬ ﺯﻣﻦ ﻃﻮﻳﻞ
ﻭﺑﺖ ﺃﻗﺒﻞ ﺳﺎﻋﻲ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﻛﺤﺒﻴﺐ ﻏﺎﺋﺐ
ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺗﺴﻠﻢُ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻲ
ﻛﻞ ﺻﺒﺎﺡ ﻓﻲ ﻃﺮﺩ،
ﺃﻋﻄﻲ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻣﺼﺎﺻﺎﺕ ﻟﻌﻘﻬَﺎ ﺗﺮﺍﺏُ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﺮ
ﻭﻟﻤﺮﺍﻫﻖٍ ﻳﺘﻮﺩﺩ ﺇﻟﻰ ﻣﺆﺧﺮﺗﻲ
ﻛﻌﻜًﺎ ﻣﻨﺰﻟﻴًﺎ
ﻣﺼﻨﻮﻋًﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﻊ ﻭﺍﻟﻔﻠﻔﻞ ﺑﺮﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﻘﺮﻓﺔ
ﻭﻟﻔﺘﺎﺓ ﺗﺼﻔﻒ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﺍﻟﻐﺠﺮﻱ
ﻗﺒﺎﻟﺔ ﻣﺮﺁﺗﻲ ﻛﻠﻤﺎ ﺍﺳﺘﻴﻘﻈﺖ
ﺻﻮﺭﺗﻲ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻨﻴﺔ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﻋﻴﻮﺏ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ.

ﻻ ﺃﻋﺘﻞ ﺑﺤﺰﻧﻲ ﺧﻼﻝ ﺧﻄﺎﺏ ﻃﻮﻳﻞ
ﻓﻲ ﺣﻔﻼﺕ ﺍﻟﺘﻘﺎﻋﺪ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺻﺎﺭﻭﺍ ﻣﻬﻮﻭﺳﻴﻦ ﺑﺎﻟﻘﺼﺎﺋﺪ
ﻭﺷﺬﻯ ﺍﻷﻛﺴﺠﻴﻦ ﺍﻟﻤﻌﻠﺐ ﻓﻲ ﻧﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺮﺑﻮ،
ﻻ ﻳﻜﺘﻔﻮﻥ ﺑﺎﻟﻮﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻟﻮﺟﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ؛
ﻳﺘﻨﺼﺘﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺒﻼﺕ ﺍﻟﻤﻄﺎﻋﻢ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ
ﻭﻳﻄﻠﺒﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﻏﻼﻣًﺎ ﺻﻐﻴﺮًﺍ
ﺑﻮﺟﺒﺔ ﺳﺎﺧﻨﺔ،
ﺭﻛﻠﻮﺍ ﺑﺤﻤﺎﻗﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ
ﻣﻔﺎﺗﻦ ﺍﻟﻐﺎﻧﻴﺎﺕ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺿﻲ.

ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻟﻴﺲ ﺣﻘﻴﻘﻴًﺎ
ﺍﻷﺿﻮﺍﺀ ﺍﻵﻥ ﺳﺨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻲ،
ﺟﺴﺪﻱ ﻳﻨﺤﻒ ﻓﻲ ﻓﺴﺘﺎﻧﻲ ﺍﻟﻀﻴﻖ
ﻭﻳﺘﻤﺴﺢ ﺑﻐﻨﺞ ﻓﻲ ﺿﺒﺎﺑﻴﺔ ﻧﻈﺎﺭﺗﻲ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ،
ﺷﻘﻮﻕ ﺗﺠﺎﻋﻴﺪﻱ ﺗﻤﺘﻠﺊ ﺑﺎﻟﻤﺴﺎﺣﻴﻖ ﺍﻟﺠﺎﻓﺔ،
ﺟﻴﻮﺑﻲ ﺗﺴﺘﻐﻴﺚ ﻭﻫﻲ ﺗﻌﺐّ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩَ
ﻭﺍﻹﺳﻔﻠﺖ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻜﺲ
ﺑﺮﻳﻖ ﺟﻮﺍﻫﺮﻱ
ﻭﻫﻲ ﺗﺜﻘﻞ ﺧﻄﻰ ﻇﻞ
ﻳﺴﺒﻘﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﺮ
ﻟﻴﺘﺮﻙ ﺑﺮﻗﻴﺎﺕ ﻣﻌﺎﻳﺪﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ.

تعليق عبر الفيس بوك