كروس من تعيس الحظ إلى صانع النصر للألمان

 

موسكو – فيفا – وكالات

توني كروس ليس من النوع الذي يُحب التصريحات الرنانة والحركات المُثيرة. فهذا اللاعب، الذي يُعتبر أول ألماني يفوز أربع مرات بلقب دوري أبطال أوروبا، لا يُحب كثيراً أن يكون تحت الأضواء، وإنما يُفضّل أن يكون دائماً محاطاً بأفراد عائلته وأحبائه لكن بعدما سجل ضد السويد من ركلة حرة ذلك الهدف، الذي أبقى على حظوظ حامل اللقب كاملة في التأهل إلى الدور التالي من نهائيات كأس العالم، انفجر فرحاً وأخرج كل التوتّر الذي كان بداخله. فقد انطلق بسرعة وحماسة إلى راية الركنية، نحو الجماهير الألمانية في ملعب سوتشي، ورفع قبضة النصر عالياً، ثم فتح ذراعيه للاحتفال وصرخ عالياً تعبيراً عن فرحته الغامرة وارتياحه الكبير .

كانت عناوين الإقصاء المبكر لكروس والفريق الألماني قد كُتبت حتى قبل صافرة النهاية. مرة أخرى استقبل بطل العالم الحالي هدفاً وتأخّر في النتيجة، لكن هذه المرة، كانت تمريرة كروس الخاطئة هي السبب رغم أنه يُعتبر أكثر اللاعبين الألمان دقة وبراعة في التمرير. كروس من أبرز الممررين وأمهرهم في عالم كرة القدم. لكن أن يصدر منه هذا الخطأ، فهذا مؤشر قوي على أنَّ الفريق الألماني كان قريباً من الانهيار.

وقد صرّح صاحب القميص رقم 8 أمام الصحفيين عقب نهاية المباراة "عندما تلعب 400 تمريرة، وتُخطئ في اثنتين. يجب أن تكون لديك عزيمة فولاذية لتقدّم أداء كهذا في الشوط الثاني. لكن لا أحد يرى ذلك. لقد كنا جيّدين بالفعل، غير أننا لم نتمكن من استغلال هذه الفترات. أعتقد أن الهدف الذي سجّلناه في اللحظات الأخيرة كان مستحقاً

والإحصائيات تؤكد كلامه، حيث وصلت نسبة تمريراته الناجحة 95 بالمائة عند نهاية الشوط الأول. لكن جاءت كرة واحدة لتنسف كل الجهود التي بذلها وأبدى يواكيم  لوف تعاطفه مع نجم خط الوسط وسعادته بالهدف، حيث قال "أنا سعيد جداً من أجل كروس الذي تسبّب في استقبال الهدف بالرد باحراز هدف الفوز . انه شعور رائع"  كلام لوف واضح ولا لبس فيه، فكروس كان يعمل منذ البداية بجد ومثابرة من أجل الفريق، حيث كان يتقدّم دائماً للضغط على الخصم ويستعيد الكثير من الكرات الضائعة. وبعد التأخر في النتيجة، أراد بكل ما أوتي من قوة إدراك هدف التعادل، فكان يتقدّم بالكرة إلى منطقة الخصم وحاول عدة مرات بتسديدات بعيدة، غير أنها كانت تُصد في الغالب. لقد كان في بحث دائم عن التعويض، وجاء الفرج أخيراً بتسجيله ذلك الهدف الرائع، أفصح ماركو رويس الذي ساعد كروس في الركلة الحرة بقوله "كانت الفرصة الأخيرة في المباراة. وبطريقة رائعة أرسل الكرة إلى زاوية المرمى،" مضيفاً "وبعدها كانت النشوة العارمة. أعتقد أننا فزنا عن جدارة واستحقاق" وفي نهاية المطاف، لم يكسب الفريق النقاط الثلاث فقط، بل استعاد مزاجه ومعنوياته العالية أيضاً. فقد قفز ماتس هاملز، الذي اضطر لمتابعة المباراة من دكة الإحتياط بسبب إصابته في فقرة العنق ، من مقعده وانضم إلى زملائه للإحتفال بالفوز الثمين ، وعلّق قائلاً "صرخت عالياً أنه ينبغي عليه أن يمرّر الكرة. بسبب ذلك سمعت بعض التعليقات الساخرة في غرفة الملابس. الفريق أصبح في حال جيدة، ويتعين عليه الآن أن يضمن التأهل إلى دور الستة عشر في مباراة كوريا الجنوبية".

تعليق عبر الفيس بوك