أحوال عربية في "مونديال روسيا"

 

حسين بن علي الغافري

 

***

لم توفق المنتخبات العربية في مونديال روسيا بالوصول إلى ما يرضي الطموحات، وجرت أذيال الهزائم كالعادة. تعشمنا خيراً في تنافسية وحضور ملفت يلبي الطموحات ودورس تعلمناها من تجارب مونديالية سابقة، ولكن بكل أسف جاءت مشاركتنا هذا العام بشكل مخجل خصوصاً. قد يقول قائل بأنّه جانبنا التوفيق في الفوز أو الخروج بنقطة التعادل في غالبية المباريات، ولكن هل فعلنا هذا الأمر هو أقصى الطموحات المرسومة، أم أنّ الأمر بحاجة إلى أن يتغير ويصبح التنافس واللعب هجومي مدروس، وترسيخ مفهوم الفوز أمام أي منتخب هو السائد؟

***

تقريباً جل المنتخبات العربية في هذا المونديال شربت من نفس الكأس وتجرعت من ذات المرارة. صحيح أنّ السعودية سقطت بنتيجة عريضة في افتتاح المونديال أمام روسيا، إلا أنّ هدفين من أصل الخمسة جاءا في أوقات متأخرة وتعمّقت جراح الهزيمة بشكل أكبر. الأمر ذاته حدث لكل من مصر عندما كانت قريبة من التعادل أمام الأورغواي وحتى أنّها وصلت إلى مرمى موسيليرا كثيراً إلا أنهم سقطوا بهدف متأخر من كرة ثابتة، ولتأتي بعدها تونس وتكرر المشهد الذي فهمناه وتتخلف بهدف الهزيمة في أواخر أنفاس لقاء نسور قرطاج أمام إنكلترا. ولا ننسى الهدف العكسي للمنتخب المغربي في مرماه أمام منتخب إيران!. كل العرب في أول جولاتهم كانوا على شكل واحد وطريقة هزيمة مماثلة في المشاهد الأربع. وهو ما يفسر أنّ المشكلة تبدو ذاتها، والخلل نفسه عند العرب!.

***

يمكن القول بأننا نعاني كثيراً من الحضور البدني الجيد في المنافسات القارية، خصوصاً بعد بداية اتسمت بسقوط في آخر الدقائق رغم أنّ الانطلاقة كانت مقبولة. أيضاً الحضور الذهني له دور في استمرار ثبات اللاعب العربي على طريقة الأداء ذاتها التي بدأ بها المباراة، وهما سببان واضحان لا نقاش فيهما بعد هزائم موجعة حدثت في آخر الدقائق. ولا ننسى عامل الخبرة وسياسة التعامل مع لقاءات تحتاج إلى استيعاب كيفية اقتناص الفوز. وهو ما نراه يحدث مع منتخبات لا تملك ذلك الاسم الكبير ولكنّها فرضت نفسها رقماً صعباً في المونديال مثل المنتخبات الأفريقية كالسنغال ونيجيريا بالإضافة إلى آيسلندا وسويسرا وصربيا.

***

إجمالاً، يبدو الأمر لا يدعو للتفاؤل بشكل كبير في قادم المواعيد، العقلية التي يتسم بها اللاعب بحاجة إلى أن تواكب الخبرات العالمية الكبيرة.. بحاجة إلى تطبيق الاحتراف بحذافيره من جميع جوانب الاحتراف.. وإلا لما نجحت منتخبات كنيجيريا والسنغال رغم أن لاعبوها من فئة الشباب ودون سن الخامسة والعشرين!، وهو ما يقودنا إلى كيفية تكوين هؤلاء المواهب في أندية أوروبا. نطمح في رؤية منتخباتنا العربية تقارع الكبار وتنتصر خصوصاً بعدما شاهدنا ذوبان كثير من الفوارق الفنية بين جميع المنتخبات. بحاجة إلى أن نتجاوز فكرة المشاركة لمجرد المشاركة. أليس كذلك؟