بتكلفة 2 مليون و300 ألف ريال.. افتتاح المركز الوطني لطب الأعماق اليوم

...
...
...
...
...
...
...

مسقط - الرؤية

تحتفل وزارة الصحة اليوم الأربعاء بافتتاح مشروع المركز الوطني لطب الأعماق بالمستشفى السلطاني بولاية بوشر بمحافظة مسقط بتكلفة إجمالية بلغت حوالي مليونين وثلاثمائة ألف ريال.

يرعى حفل الافتتاح بموقع المشروع بمحيط المستشفى السلطاني معالي الدكتور علي بن مسعود السنيدي - وزير التجارة والصناعة- بحضور معالي الدكتور أحمد بن محمد السعيدي – وزير الصحة - وعدد من كبار المسؤولين في الدولة وجمع من المدعوين.

يتضمن برنامج الافتتاح العديد من الفقرات منها كلمة للدكتورة عائشة بنت حبيب البلوشية – الطبيب المسؤول عن المركز الوطني لطب الأعماق – وعرض مرئي وغيرها من الفقرات.

أقيم المركز على مساحة بناء تبلغ (851) مترا مربعا، وتم تزويده بكافة المعدات والأجهزة الطبية.

ويتألف مبنى المركز من قسم السجلات الطبية وغرفة الحاسب الآلي وغرفة المعاينة و(3) غرف للتشخيص والعلاج، ومخزن، والغرفة الرئيسية التي تحتوي على ثلاثة أجهزة علاج بالأكسجين المضغوط تعد الأحدث من نوعها في مجال طب الأعماق على الصعيد الدولي. جهازان منهما يتسعان لــ (12) شخصًا لكل جهاز، وجهاز واحد لغرفة علاج فردية.

وقد رُوعي عند إنشاء المركز الذي بدأ تشغيله في وقت سابق من العام الحالي؛ أن يتوافق مع كافة إجراءات وأنظمة السلامة، ولذلك تم تزويده بمعدات الإطفاء وأجهزة الإنذار وحساسات إطفاء داخل أجهزة الأكسجين المضغوط، فضلا عن مخارج الطوارئ المتعددة.

هذا؛ وقد خضع كافة العاملين الصحيين في المركز لبرنامج تدريبي بمراكز متخصصة في ألمانيا والنمسا إلى جانب برنامج تدريبي تطبيقي في المجمع الطبي بقاعدة سعيد بن سلطان البحرية.

ويعد طب الأعماق من التخصصات الطبية الحديثة نسبيا حيث يهتم بدراسة التأثيرات الفسيولوجية على صحة جسم الإنسان، مع إمكانية تسخير طب الأعماق في علاج وتسريع عملية الشفاء للعديد من الحالات المرضية عبر استخدام تقنية الأوكسجين المضغوط الذي يعد علاجا أساسياً لعدة حالات أهمها انسداد الأوعية الدموية بالفقاعات الهوائية، وحالات التسمم الحاد بغاز أول أكسيد الكربون، ومرض اختلال الضغط للغواصين، كما يستخدم الأوكسجين المضغوط كعلاج تكميلي مساعد في العديد من الحالات المرضية بما في ذلك تقرحات القدم السكري، والإصابات الناتجة عن الحروق، وحالات فقد السمع المفاجئ، والتهاب التسوس المزمن في العظام، والتهابات الأذن المزمنة، وإصابات السحق (الحوادث) فضلا عن استخدامه في علاج بعض الحالات المرضية التي تسببها الميكروبات الحادة، والجروح والتقرحات بطيئة الالتئام.

وكان معالي الدكتور أحمد بن محمد بن عبيد السعيدي وزير الصحة قد أكد في وقت سابق أنّ إدخال هذه الخدمة إلى النظام الصحي بالسلطنة يأتي استجابة للحاجة الماسة إليها في العديد من العلاجات من جهة ومن جهة أخرى تأكيدًا على حرص الوزارة على تطوير خدماتها الصحية وفق المؤشرات الصحية المحلية والتطورات العلمية والتقنيات الحديثة في مجالات الطب المختلفة التي تستدعي في أحيان كثيرة توفر خدمات صحية متخصصة في العديد من مجالات الطب، مشيرا إلى أنّ المراكز الوطنية لعلاج الأورام وأمراض القلب والسكري والصحة الوراثية والغدد الصماء تعد خير مثال على توفر تلك الخدمات المتخصصة يضاف إليها الآن المركز الوطني لطب الأعماق.

تتلخص طريقة العلاج بالأوكسجين المضغوط بإدخال المريض في غرفة مغلقة أسطوانية الشكل، تدعى "غرفة معادلة الضغط العلاجية"؛ ليستنشق المريض الأوكسجين النقي بنسبة 100% بواسطة قناع تنفس وتحت ضغط أعلى من الضغط الجوي العادي، حيث تستمر الجلسة العلاجية حوالي ساعتين في الحالات المرضية المستقرة، وقد يخضع المريض لعدة جلسات بالأوكسجين المضغوط، قد تتراوح بين 20-40 جلسة وفق تقييم الطبيب للحالة الصحية للمريض ومدى استجابته للعلاج. وتقوم الطريقة العلاجية بالأوكسجين المضغوط على إحداث إحدى خاصيتين: تتمثل الأولى في خاصية التأثير الميكانيكي الناتج عن ارتفاع الضغط الجوي، حيث أثبتت الدراسات أنّ الضغط يتناسب عكسيا مع الحجم، وهو الأمر الذي يتيح علاج بعض الحالات المرضية، أبرزها انسدادات الأوعية الدموية بالغازات، الذي يتسبب به اختلال الضغط بالجسم وهو ما يحدث غالبا للغواصين. أما الخاصية الثانية فهي التأثير الفسيولوجي، حيث إنّ استنشاق الأوكسجين بنسبة 100% تحت ضغط جوي عال يؤدي إلى زيادة الضغط الجزيئي للأوكسجين، وهو ما يجعل الأوكسجين يذوب في بلازما الدم فينتج بالتالي عن هذه العملية تشبع الدم بالأوكسجين وهو الأمر الذي يجعل كافة خلايا الجسم قادرة على القيام بوظائفها الحيوية على أكمل وجه. كما يساعد الأوكسجين على زيادة نشاط الخلايا المسؤولة عن مهاجمة الميكروبات الضارة بالجسم ودوره في تنشيط وتكوين الأوعية الدموية عبر زيادة إفراز الجسم لمادتي الكولاجين، والفيبروبلاست.

 

تعليق عبر الفيس بوك