سَـــرْدُ واقعةْ!


سعاد محمد - سوريا

 

(عساكِ بخير؟)
فقط لا غير...
اخضرَّ الهاتفُ ورنَّ قلبي
كلمتانِ بلباسِ النومِ..
بيجاما منقطّةٌ بالألغازْ
والفاعلُ مجهولْ!

العقلُ على البابْ يرمقني بعصا
والقلبُ لبِسَ لوحةَ (الطّفل الباكي)
جائعٌ بينه وبين طيفِ الوليمةِ سوطْ
أوشكَ الوقتُ على حربٍ
والّليلُ محايدٌ كالحظّْ

نجمتان مستعارتان وقعتا في خرائبِ الذّاكرةْ
عدوّتان كصدعٍ في معنى السّحابِ
يهربُ منه السنونو
 بل صديقتان..
وإلّا لمِ كرجَتْ برتقالاتُ أمي في دمي
ورقصَ الرعدُ فوق حقولِ البنفسجْ؟!

من الفاعلْ؟
لا يملكُ أرقامَ هواتفِنا إلّا من داسَ بساطَ العمر ِ
ولا يقتحمُ هذه المنطقةَ الحرجةَ من اللّيلِ..
إلّا من عرفَ حُرمةَ المفاتيحْ

حشدْتُ الأرقامَ المتّهمةَ في قبوِ الظّنِّ
وبدأتُ باستجوابِها
كلُّ من مرّوا بالقلبِ قتلْتُهمْ
أيردُّ الموتُ أمانةْ؟!

آخرُ الأحبابِ نعتني(بالشّمسِ الباردةْ)
قبلَ أن يدفعَني عن جسرِ النّبيذِ
إلى سحيقِ الصّحوِ, وماتْ
حدثَ هذا منذُ نسيانٍ ونَيّفْ!

والّذي سبقَهُ بدهورٍ..
كانَ مصاباً بالرّحيلِ
فقضى دربَهْ
وما بينهما أقلُّ من وحمةٍ على كتفٍ منسيّ!

في آخرِ سَكَراتِ الوجدِ
وجدٌ لأحدٍ أرتّبُ لهُ غزوةً
استعجلُ بها أجَلَ صمتهِ
يتقطّرُ دمُ الصّمتْ..
يرنُّ الهاتفُ
يركضُ قلبي
ذات الرّقمِ..
تضحكُ صديقتي:
تَقبّلي تمرينَ اللّهفةِ هذا!.

 

تعليق عبر الفيس بوك