أسود رجال قابوس

ناصر العبري

سيُسجِّل التاريخ من جديد بحروف من ذهب اللُّحمة الوطنية التي رسمتوها يا أهل عُمان من أقصى شمالها إلى أقصى جنوبها، أنكم أثبتم أنكم جسدٌ واحد متماسك، وسيظل كذلك -بعون لله- تحت القيادة الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -أبقاه الله- الذي تابع أيام الأنواء المناخية بنفسه مع حكومتنا الرشيدة المخلصة.

وظهر ذلك جليًّا في الأنواء المناخية وإعصار مِكونو. إننا نفخر بالأجهزة الأمنية التي كانت ولا تزال الحصن المنيع لهذا الوطن الكبير، برجاله المخلصين الأوفياء. والشكر موصول للقوات المسلحة بكافة قطاعاتها ووحداتها، قهرتم إعصار مِكونو. وأثبتم أنكم سواعد بناء للوطن، بيد تنقذون حياة إنسان وبأخرى تضعون لبنة في طريق إعادة المشهد كما كان قبل الإعصار. وتحية إجلال لرجال حُماة الحق وحراس المبادئ شرطة عُمان السلطانية، ولرجال الدفاع المدني، في التعامل مع الأحداث، واستعدادكم للتضحية، ليس من أجل المواطن فقط، ولكن من أجل أي إنسان مقيم على أرض عُمان. لا ننسى أيضا الإعلام العماني الذي هو ثمرة النهضة المباركة، والذين أثبتوا قدرة كبيرة في التغطية الميدانية ومهنية عالية في نقل الرسالة، وهذه مكاسب تستحق البناء عليها. شكرا لزملائي الصحفيين كانوا حاضرين في الميدان يُؤدون مهنتهم ورسالتهم الصحفية الصادقة، كما أوجه رسالة شكر لمختلف مؤسسات الدولة بمختلف قطاعاتها، وليس بغريب على أسود قابوس المخلصين.

إن مختلف دول العالم تشيد بهؤلاء الأبطال، وعزيمتهم، وإصرارهم، والتحضير والتنسيق المسبق قبل وصول الإعصار؛ مما جعل أقل حدوث في الخسائر ولله الحمد. كما لا ننسى مركز الوطني للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة، أثبتم أنكم تعملون وفق خطط حقيقية وعلمية، وأنكم على قدر المسؤولية متى ما نادى منادي الخطر على هذا الوطن.. لقد استطعتم إدارة المنظومة بكفاءة عالية، كما أوجه الشكر والتقدير لمكتب معالي وزير الدولة ومحافظ ظفار، والولاة والمشايخ والمواطنين في أرض الأصالة.. أنتم أبطال هذا الوطن العزيز، لقد أرسلتم رسائل عدة للعالم أنكم درع حصين لهذا الوطن، وبذلتم الغالي والنفيس في تلك الأنواء التي عبرت، وضربتم أروع الأمثلة في التضحية والفداء، كيف لا؟ وأجدادكم هم من دحروا البرتغاليين وقهروا البحار ونشروا السلام والمحبة في مختلف دول العالم. حفظ الله عمان وقائدها وشعبها الوفي، وستعود أرض الاصالة واللُّبان بعون لله بحلتها الخضراء آمنة مطمئنة بعون لله.

الأكثر قراءة