برنامج اليوم الدراسي في رمضان

 

سيف بن سالم المعمري

تشكو الكثير من الأسر تضارب مواعيد بداية الدوام الرسمي في الوزارات والهيئات العامة وغيرها من وحدات الجهاز الإداري للدولة وبين برنامج اليوم الدراسي في مؤسسات التعليم العالي وجميع مدارس السلطنة، فبينما يبدأ الدوام في معظم المؤسسات الحكومية من الساعة التاسعة صباحًا، لا يتغير موعد الدوام في المؤسسات التعليمية عما هو عليه قبل وبعد شهر رمضان المبارك.

ولعل تحديد وتقليل ساعات الدوام في الوزارات والهيئات العامة وغيرها من وحدات الجهاز الإداري للدولة، وكذلك في شركات ومؤسسات ومنشآت القطاع الخاص بالنسبة للمسلمين؛ يأتي مراعاة لظروف الصائمين، ومنحهم فرصة أكبر للتهيئة المناسبة لبدء يوم عمل جديد، إلا أنّ قرار تحديد مواعيد الدوام الرسمي في رمضان أغفل وضع فئات مهمة في المجتمع، وهم الأساتذة والطلاب في مؤسسات التعليم العالي والمعلمين والمشرفين التربويين والطلاب في جميع مدارس السلطنة، فضلا عن إن قرار تحديد مواعيد الدوام الرسمي لا يراعي تزامن شهر رمضان المبارك مع فصلي الصيف والشتاء، فكما هو معلوم بأن أشهر الصيف يطول فيها النهار عن الليل حيث تمتد ساعات النهار في أشهر الصيف إلى 15 ساعة، فيما يصبح العكس في فصل الشتاء، حيث تطول ساعات الليل عن ساعات النهار، وبالتالي يستطيع الموظفون عند تزامن شهر رمضان في فصل الشتاء أن يخذوا قسط وافر من الراحة خلال الليل، مما يمكنهم من الدوام باكرا عند الساعة السابعة والنصف دون الحاجة إلى تأخير ساعات الدوام إلى التاسعة صباحًا، بينما تكون ساعات الليل في فصل الصيف قليلة جدًا، وتتخللها أوقات الإفطار وصلاة التراويح وفترة السحور، وساعات النوم الصحية التي يجب أن لا تقل عن 6 أو 7 ساعات حسب رأي الأطباء.

ويتزامن شهر رمضان المبارك خلال هذا العام والأعوام المقبلة مع فصل الصيف أولا، وثانيا مع العام الدراسي، وفي هذا العام بالتحديد يؤدي طلاب مؤسسات التعليم العالي وطلاب مدارس السلطنة امتحانات نهاية الفصل الدراسي الثاني، وما يؤسف حقًا أن مواعيد بدء الامتحانات لم يتم تأخيرها حتى الساعة التاسعة صباحا أسوة بدوام الوزارات والهيئات العامة وغيرها من وحدات الجهاز الإداري للدولة، مما يشكل إرهاقا ذهنيا وبدنيا للطلاب وأولياء أمورهم، حيث يقضي الطلاب 15 ساعة من يومهم وهم صائمون، وبعد الإفطار يحتاجون إلى فترة كافية للتغذية المناسبة والمذاكرة والتركيز للاستعداد لامتحان اليوم التالي، فيما يعاني أولياء الأمور من تضارب مواعيد دوامهم الرسمي في مؤسساتهم والتي تبدأ في الساعة التاسعة صباحا، حيث إنهم لا يستفيدون من ساعات تأخير الدوام، حيث ينهضون باكراً أما لتحضير وتجهيز الإفطار بالنسبة للطلاب في المراحل الدراسية التمهيدية والحلقة الأولى، أو لتوصيل أبنائهم إلى مؤسسات التعليم  العالي أو إلى المدارس سواء أكان في أيام الدراسة التي ستتزامن مع شهر رمضان خلال الأعوام المقبلة أو مثل الفترة الحالية التي تتزامن فيها الامتحانات في شهر رمضان، مما يؤثر سلبا على أدائهم لعملهم في مؤسساتهم؛ نتيجة الإرهاق الذهني والبدني وقلة النوم، ويقلل من فرص استثمار الشهر الفضيل لهم ولأبنائهم في الصلوات وقراءة القرآن الكريم وسائر الطاعات.

لذا فإن من الأهمية البالغة أن تلتفت الجهات المعنية بتحديد مواعيد وساعات الدوام الرسمي خلال شهر رمضان المبارك لمراعاة جميع فئات المجتمع، وألا يغفل القرار عن برنامج اليوم الدراسي في رمضان، بحيث يكون قرار تحديد الدوام الرسمي في الشهر الفضيل متكامل ومتوازن يخدم الجميع، ويحقق المصلحة العليا للوطن.

فبوركت الأيادي المخلصة التي تبني عُمان بصمت،،

 

Saif5900@gmail.com