البيئة التربوية الجاذبة

 

حمد بن صالح العلوي

اتصلت ابنتي مروى هاتفيًا من مكتب مديرة المدرسة تخبرني  بأنَّ ألمًا أصابها في حلقها فلم أسألها عن سبب ذلك وقلت لها إنني في الطريق إليك، اصبري عشر دقائق بمشيئة الله وأكون معك، انتظريني في مكتب الإخصائية الاجتماعية.

عندها  تحركت مسرعًا متجها إلى المدرسة، وصلت بفضل الله وعونه وتوفيقه، طرقت الباب الزجاجي وبدون إنذار إذ إنني آخذ التفاتة جهة اليمين وإذا بمنظر رهيب  وهو عبارة عن طاولة وحولها عدد من الكراسي  وعلى الطاولة لافتة كتب عليها "القراءة الحرة" فهمت من هذا أنَّ في ذلك إشارة إلى الطالبات بالاهتمام بالقراءة والاطلاع والاستمرار في ذلك وإشارة كذلك إلى أنَّ مدرسة العيجة للتعليم الأساسي مهتمة بإرشاد الطالبات إلى  الاطلاع الدائم في أمهات الكتب بشتى أنواعها ومسمياتها علمية دينية اجتماعية وغيرها.

 وقالت المعلمة وفاء بنت جمعة العلوية إخصائية مصادر التعلم: إننا نسعى إلى إيجاد بيئة تعليمية جيدة تفتح الأذهان وحجرات العقول  وتشجع على القراءة وفي نفس الوقت ممارسة الهوايات .

مؤكدة أنّ جميع هذه الأهداف تحقق إيجاد جيل مبدع ومثقف ومطلع على الساحة المحلية والوطنية والعالمية بكل ما هو جديد، جيل واع  بمعنى الكلمة، مشيرة إلى أن هدف مركز مصادر التعلم  توفير بيئة تعليمية للطالب والموظف والزائر وإتاحة فرصة القراءة للجميع واستغلال وقت الفراغ في قراءة كل ما هو ممتع ومفيد وجذب القارئ للقراءة بتوفير مكان مناسب وتوفير الجو المناسب للقراءة وفق الوسائل المتاحة وهذا لا يكون إلا في مركز مصادر التعلم المكان الهادئ بعيدا عن الضوضاء أو ما يلوث الآذان ويشوش على الأذهان.

قارئي العزيز

شكري وتقديري لإدارة مدرسة العيجة للتعليم الأساسي ومن أتت بهذه الفكرة الطيبة لأنّ في ذلك إيمان بأنّ القراءة منبع المعرفة للوصول إلى كل جديد.

أيها العزيز ألم تعلم بأنّ أول أمر أمره الله تعالى محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم بأن "اقرأ" حيث قال الله تعالى "اقرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ . خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ . اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ .الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ. عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ".

قرأت يومًا: "لسان الناس كتاب على الأرض، فلا تهمل قراءته، ولا تصدق كل ما تقرأه فيه ورخيص ذلك الكتاب الذي يتساوى سعره مع ما يحتوي وكم من كتاب أفصح ما فيه بياضه وأحب الكتاب، لا لأنني زاهد في الحياة، ولكن لأن حياة واحدة لا تكفيني.

 

قارئي العزيز..

أتذكر أن يومًا جمعنا عددا من الطلاب والطالبات في حدود تسع طلاب في حلقة نقاشية وقد دار الحديث حول العديد من المحاور وقد أبلى الطلاب والطالبات في الحلقة بلاء حسنا ومن هذه المحاور :

الخدمات التعليمية (المناهج – الأنشطة – التوجيه المهني) التي تُقدم حالياً، وما أبرز التحديات في هذا الجانب في الوقت الحالي؟ وفي ظل التطورات العلمية الحديثة حدثونا عن التطلعات المستقبلية التي ترغبون في أن توجد في نظامنا التعليمي في 2040م وكيف يتصورون التعليم في 2040م  في ذهنهم، وما الذي تحتاجونه في ذلك الوقت؟

وقد أجمع الطلاب والطالبات المشاركون في الحلقة النقاشية على أهمية تركيز التربية والتعليم في رؤية عمان2040 على بناء الموارد البشرية المتمكنة من مواكبة التغيرات قادرة على التمسك بالهوية العمانية الأصيلة كما أجمعوا على أهمية الإسهام في تقدم الحضارة الإنسانية والحياة في عالم المعرفة.

 وإنهم يحتاجون إلى تنشيط المدارس الفاعلة في إستراتيجيات ومهارات التفكير وحل المشكلات والاتصال التعاوني وإعداد مصممين مختصين في توفير الأنشطة اللازمة لتنمية مهارات الطلبة وقدراتهم على التحكم في تفكيرهم كذلك هم بحاجة إلى تعليم عصري يواكب التطور ويوظف التكنولوجيا ويستثمرها بشكل أفضل .

al3alawi33@gmail.com