المسؤولية الاجتماعية للإعلام

علي بن بدر البوسعيدي

كان لحصول جريدة الرؤية على جائزة التزام للإعلام العربي المسؤول لعام 2018، أثر إيجابي كبير يمنح الجريدة ممثلة بفريق عملها طاقة إيجابية لكي يواصلوا ما بدأوه من إنجازات إعلامية ومجتمعية وثقافية وتنموية خلال الفترة القادمة.

فقد انتبه المسؤولون عن الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية عضو برنامج الاتفاق العالمي للأمم المتحدة، إلى الجهود التي تبذل خلال السنوات الماضية من أجل رسم خارطة طريق جديدة للإعلام العربي المسؤول، وتأسيس تعريفات جديدة لدور الإعلام في مجتمعه، والذي تجاوز حدوده التقليدية كمصدر للخبر والمحتوى الصحفي إلى ماهو أوسع من ذلك، وحجز لنفسه مساحة كبيرة ومهمة في تنمية البلاد، كشريك رئيسي وأصيل وفاعل.

فقد أصبح بديهياً أن من لا يتطور بنفس معدل سرعة تطور المجتمع والتقنيات الحديثة، يذهب في غياهب النسيان، ولهذا أدركت الرؤية مُبكراً ومنذ بداية تأسيسها حجم التوسع المذهل الذي شهدته وتشهده دول العالم يوماً بعد يوم، سواء على المستوى التكنولوجي بمختلف أنواعه، أو على مستوى حجم ونطاق وقدرات المؤسسات المجتمعية والتطوعية في جميع أنحاء العالم، والتي أصبح لها دور بارز في تنفيذ المشروعات الإنمائية وتبني مبادرات تلبي تلبية الحاجات المجتمعية، وتتضافر مع جهود المؤسسات الحكومية والخاصة.

كانت رؤية "الرؤية" واضحة وهي ترنو ببصرها نحو المستقبل وتعد لنفسها طريقاً مختلفاً عن الآخرين، وتصنع من أدائها نموذجاً يقتدى به بين المؤسسات الإعلامية المحلية والعربية، وتدرك أن للإعلام مسؤوليات ومهام أكثر رحابة وأعظم تأثيراً، كأداة تحريك للمجتمع وشريك في تطوير الإبداع والمهارات والمبادرات الذاتية، وهذا ما تجلى بوضوح في درّة مبادرات الرؤية وهي (جائزة الرؤية الاقتصادية) أو باقي المبادرات الأخرى التي غطت جوانب مختلفة من اهتمامات المجتمع وعملت على توعية أفراده ودفعهم للمُشاركة بفعالية وقوة في البناء، وتعميق وتوطيد مبدأ المسؤولية الاجتماعية للشركات من خلال أداء احترافي عالٍ يصب في صالح رفاهية واستقرار الوطن والمواطن ويعطي رونقاً وقيمة أكبر لأداء القطاع الخاص مشاركًا للقطاع الحكومي ولمؤسسات المجتمع المدني في صياغة المستقبل، فكلنا يدرك أنَّ الإعلام المسؤول هو بوابة الانتشار والتأثير للمؤسسات المجتمعية.

بقي القول إنَّ الجائزة التي حصلت عليها جريدة الرؤية مؤخراً تأكيد على أن ما تقوم به من إنجازات ومبادرات وصل صداها إلى الخارج، وإن هذا يندرج تحت إطار رفع اسم السلطنة عالياً وتقديم مؤسساتها الإعلامية كنماذج تستحق التكريم والاقتداء بها.

وندرك جميعاً أنَّ المسؤولية تزداد اتساعاً وأن المطلوب من الرؤية وشركائها هو مضاعفة الجهد والعمل البنّاء على كافة المستويات، بداية بمشروعها الهام الذي يحمل اسم مكتبة السندباد، ذلك المشروع الذي يجوب مختلف محافظات وقرى السلطنة لينشر نور المعرفة بين الصغار ويعوّدهم ويحببهم في القراءة باعتبارها البوابة الأولى لتنمية الفرد ثم المجتمع، وحتى مختلف مبادراتها المتنوعة.