لماذا لا تأتي كي تَسْكُتَ الحَـ(ر)بُ؟

فاتن باكير - سوريا


وأنت تهزُّ أحلامك كل ليلة كي تراني
مسنداً آهاتك على طرف قلبك
معتقداً أنك بخير
وأن الاشتياق ليس مزعجًا إلى هذا الحد
يكفي أن ترمي قلبك وراء ظهرك وتمضي
وتصبح وطأة اللحظة أقل سوداوية
ولكنك ستكتشف أن الغرق ليس فقط السقوط في الماء؛
إنما هو الغرق في كليّ
 بتفاصيلي
بعشوائيتي
بعلاقتي السلسة بالحياة
بعلاقتي بك
التي كلما أردت إنهاؤها تخرج منك ألف فراشة
كيف لي أن أعيش حياتين متناقضتين بالغرابة!!
كل شيء فيهما ممكنًا
الحرب والسلم
الحب والكراهية
الغياب والحضور
منفاك ومسافاتك المتعبة وكأنها أحجار من صوان
صوتك الآخذ بالاندفاع كلما بدا لي أنك تغيب
ثم تحضر مثل غيمة بعد سقم
تسقي كل بساتيني العطشى
حين تصحو سنبلة من نومها أفكر أنها أنت
حيت تغيرّ القذيفة وجهتها وتغادر خجلة أفكر أنها أنت
حين تتحول الرصاصات إلى قبلات
وخيوط النابالم إلى ضمات
أعرف أنك أتيت
لأنك حين تجيء يصبح العالم هادئًا
وودوًدا
فلماذا لا تأتي كي تسكت الحرب؟

تعليق عبر الفيس بوك