صلالة تعرض إرثها الثقافي والحضاري في ضيافة معرض مسقط الدولي للكتاب

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

صلالة – الرؤية

تصوير/ حافظ سويلم - علي الشجيبي

تشارك ولاية صلالة ابتداءً من اليوم وحتى الثالث من شهر مارس كضيف شرف لمعرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الثالثة والعشرين وذلك بمقر مركز عُمان الدولي للمعارض. وقد استعدت اللجنة المنظمة لهذه المشاركة ببرنامج ثري يعكس أهمية ولاية صلالة وهي حاضرة محافظة ظفار والمركز الإداري والتجاري الإداري للمحافظة. ويأتي اختيار اللجنة المنظمة للمعرض لصلالة كضيف شرف معرض الكتاب لهذا العام والتعريف بتاريخها وطبيعتها الجغرافية والسياسية والاقتصادية وإبراز تراثها الثقافي والإنساني.

وقال سعادة المهندس محمد بن أبوبكر الغساني نائب رئيس مجلس الشورى وممثل ولاية صلالة إنَّ نهج معرض مسقط الدولي للكتاب لاختيار إحدى مدن السلطنة في كل دورة لتكون ضيف شرف المعرض لهو إضافة نوعية قيّمة لدور المعرض في إثراء الساحة الثقافية في السلطنة وزيادة الوعي الثقافي لزواره بمدننا العمانية، واستضافة ولاية صلالة لتكون ضيف شرف لهذه النسخة هو حق ثقافي لهذه الولاية الواعدة التي هي حاضرة جنوب عمان ومركزها الإداري والتجاري ولديها الكثير لتقدمه لزوار المعرض والتعريف بما تزخر به من تاريخ عريق متواصل مع حضارات العالم وطبيعة جغرافية خلابة ومقومات اقتصادية واعدة وإبراز تراثها الثقافي والإنساني وإسهاماتها في التاريخ العُماني قديمه وحديثه، وكذلك إبراز دور علمائها وفنونها وإرثها وكل مفرداتها الثقافية في تشكيل وإثراء الثقافة العمانية.

ومن جانبه أوضح سالم بن عوض النجار مدير عام المديرية العامة للإعلام بمحافظة ظفار أن المشاركة تتضمن مجموعة من البرامج والفعاليات الثقافية التي ستستمر طيلة أيام المعرض وتشمل عروضا تراثية وشعبية لفرقة المزيونة وكذلك الأمسيات الشعرية المختلفة التي يشارك فيها عدد من شعراء المحافظة. بجانب فعالية ستقام بالمقهى الثقافي بمشاركة الدكتور سالم بن عقيل مقيبل بعنوان "قراءة في كتاب الأستاذ"، كما سيشمل المقهى الثقافي أيضًا أمسية للشعر الفصيح في ثالث أيام المعرض. سيتضمن المعرض كذلك مجموعة من الإصدارات لعدد من الكتاب من المحافظة هذا فضلاً عن إقامة الندوة العلمية بعنوان "المكانة التاريخية والعلمية والمناخية والسياحية لولاية صلالة" تشارك فيها نخبة من المختصين والكتاب والباحثين.

كما ستشهد مشاركة صلالة كضيف شرف لمعرض مسقط الدولي للكتاب إقامة محاضرة بعنوان "الشباب في الفكر المعاصر" وكذلك ورقة عمل بعنوان "السمات المعمارية للمباني بظفار والصناعات الحرفية. بجانب ورشة عمل بعنوان "المواطنة الرقمية" وكذلك قراءات أدبية في الرواية والقصة في ظفار والمنجز الثقافي للمرأة الظفارية. كما سيقام أيضًا أمسية للشعر الشعبي وعرض لمسرحية "العاصفة" لفرقة صلالة المسرحية.

من جانبه قال الإعلامي عبد الله بن علي العليان إن اختيار صلالة كضيف، جاء تقديراً لهذه المدينة التاريخية العريقة، بما تمثله من رصيد تراثي وأثري وحضاري لعُمان منذ قرون، وهذه الخطوة جديرة بالتقدير، خاصة وأن هذا المعرض هذا العام، به  الكثير من الأنشطة والفعاليات الكبيرة، بما فيها فعاليات صلالة، بما تمثله من تاريخ وتراث ورصيد، تفخر به بلادنا في كل المجالات، إلى جانب رصيدها المعروف على الخارطة السياحية عربياً وعالمياً، وأعتقد أن هذه الخطوة، سوف تستكمل بمدن عمانية  أخرى، حيث  سيتم اختبارها كضيف شرف في الأعوام المقبلة.

من جانبه قال مصطفى بن عبدالقادر الغساني عضو مجلس إدارة مكتبة دار الكتاب العامة إن معرض مسقط الدولي للكتاب من أهم الأحداث الثقافية السنوية بالسلطنة إذ يسهم في نشر الوعي وتبادل الأفكار والرؤى والتفاعل بين رواده والإطلاع على آخر إصدارات دور النشر المحلية والدولية.

وأضاف أنه  تم اختيار صلالة هذا العام لتكون ضيفة شرف الدورة ٢٣، وذلك لدورها التاريخي والحضاري والثقافي، وشهدت صلالة الكثير من المبادرات والحراك الثقافي والأدبي وذلك لتعزيز هذا الإرث، وستساهم هذه المشاركة في تنشيط هذه الجوانب. وستشارك مكتبة دار الكتاب العامة في جناح صلالة خلال أيام المعرض حيث سيتم تدشين كتاب(الأستاذ) والذي يتحدث عن يوميات مؤسس المكتبة الراحل عبد القادر بن سالم الغساني للدكتور سالم بن عقيل مقيبل وذلك يوم الخميس ٢٢ فبراير وفِي مساء نفس اليوم ستقام ندوة قراءة في كتاب الأستاذ.

وسيتم عرض بعض الوثائق لمؤسس المكتبة وصور من الفعاليات والمناشط التي أقامتها منذ افتتاحها في ٢٣ فبراير ٢٠١٥م، وبعض الكتب والموسوعات والدوريات القديمة والنادرة وسيصاحب ذلك فيلم قصير يتحدث عن المكتبة بالإضافة لبعض العروض المرئية الأخرى.

ويعد موقع البليد من بين أهم المواقع الأثرية في السلطنة نظرا للمكانة التي كانت البليد تتمتع بها على مدى التاريخ ورغم اندثار المنطقة في أزمنة طويلة إلاّ أن الجهود التي بذلها مكتب مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية استطاعت أن تحول المنطقة إلى قبلة السياح الزائرين لمحافظة ظفار.

وكانت مدينة البليد أطلالا مهجورة عندما وصفها عالم الآثار كارتر وهو أول باحث يقوم بإعداد مخطط منظم للموقع في عام 1846 أشار فيه إلى بعض المباني الرئيسية كسور المدينة الجنوبي على ساحل البحر وبعض الأبراج وقام برسم حدود الموقع في المنطقة الواقعة ما بين الدهاريز والحافة بمساحة تصل إلى ميلين طولا وبعرض 600 ياردة.

 أما العالم الأثري مايلز فقد ذكر في عام 1883 أن البليد والمنطقة المحيطة بها كانت يوماً ما مأهولة بعدد كبير من السكان ويوجد بها نشاط زراعي واسع.

 وتم في عام 2009 تنفيذ مسح أثري شامل في محافظة ظفار بهدف تحديد طبيعة الاستيطان البشري في العصور التاريخية القديمة المختلفة وشمل المسح مدينة البليد والمنطقة المحيطة بها وأشارت النتائج إلى أنَّ أقدم البقايا الأثرية التي تم العثور عليها في المنطقة تعود إلى العصر الحجري القديم ما بين مليون إلى 10 آلاف عام تشير إليها الأدوات المكتشفة والمصنوعة من حجر الصوان والمتناثرة على طول خط الأنهار القديمة، كما تمَّ العثور على بقايا أثرية مطمورة تحت قنوات التصريف المائي القديمة في سهل صلالة وعلى طول وادي عدونب.

وأكد المسح الأثري الذي أجري في المحافظة التصور العام لمدينة البليد "ظفار القديمة" والمنطقة المحيطة بها وما تتمتع به حيث تم اكتشاف مخلفات للاستيطان البشري وأساسات لمنازل ومساجد وقنوات لري المزروعات ومقابر تشكل مدينة متكاملة.  

تعليق عبر الفيس بوك