الصناعات الحرفية في مهرجان مسقط

راشد بن أحمد البلوشي

حينما تتجول في متنزه العامرات الذي يحتضن فعاليات القرية التراثية لمهرجان مسقط، يترآى لك وكأنك في مدينة صناعية تشتمل على الصناعات الحرفية بشتى أنواعها وألوانها.

فالصناعات الحرفية حاضرة في المهرجان وبقوة؛ من خلال ما يقدمه عدد من الحرفيين الشباب الذين استطاعوا أن يجدوا لأنفسهم مهنة ذات دخل ثابت ومورد، إضافة إلى إبراز المنتجات الحرفية من نسيج وسعفيات وفضيات، بجانب المنتجات الأخرى التي تحظى باستحسان الزائر.

فعند تجوالك عزيزي الزائر بجناح الهيئة العامة الصناعات الحرفية تعود بك الذاكرة إلى تاريخ الصناعات الحرفية القديمة التي تشتهر بها محافظات السلطنة، وعندما تزور قسم الفضيات تجد نفسك وكأنك في ولاية نزوى العريقة التاريخية وسمائل والمضيبي والرستاق والخابورة وولاية صور، وما إن تفرغ من تجوالك حتى تقابلك المرأة العمانية وفي يدها الكمة العمانية تطرزها بالخيوط الملونة، وأخرى بيدها السفة ذات الألوان الزاهية، والثالثة في يدها أجزاء من سعف النخيل لتصنع منها المروحة العمانية (المشبه).

فقد استطاعت الهيئة العامة للصناعات الحرفية صقل الكوادر العمانية الشابة في المحافظة على تلك الصناعات الحرفية من خلال دعمها المادي والمعنوي.

بلا شك أن مشاركة الشباب في مهرجان مسقط بمنتجاتهم جاءت دعما من الهيئة التي أتاحت لهم فرص المشاركة، فقد ساهمت في إيجاد مواقع خاصة لهم لبيع وإبراز منتجاتهم.

ولا شك أنّ الأهمية الاقتصادية للصناعات الحرفية خلقت فرص عمل للشباب والباحثين عن عمل من أصحاب المؤهلات العلمية من خلال الاستفادة من الموارد المحلية.

لقد استطاعت الفتاة أن تمارس إحدى الحرف الصناعية كالنسيج والخياطة والسعفيات من خلال الالتحاق بالمراكز التي أنشأتها الهيئة العامة للصناعات الحرفية، والمتوزعة على معظم محافظات السلطنة والتي أسهمت بدورها في إبراز طاقات وقدرات الشباب العماني في الإبداع الحرفي.

اليوم نجد في معظم المراكز التجارية أصحاب الحرف الصناعية وقد وجدوا لأنفسهم مساحة لبيع منتجاتهم الحرفية، إضافة إلى الأسواق المفتوحة.

فعمان ولله الحمد زاخرة بالصناعات الحرفية منذ القدم والصناعات الحرفية أصبحت رافدا مهما يصب في الاقتصاد الوطني، ونافذةً تشرف على مكونات الموروث التاريخي للثقافة الصناعية وتحكي قصة التاريخ العماني، وإرثا حضاريا واعتزازا بالهوية الوطنية. 

فما على الشباب إلا أن يشمروا عن سواعدهم ويكونوا محورا أساسيا لإحياء الصناعات الحرفية والمحافظة عليها.

حفظ الله عمان وقائدها المفدى

Almeen2009@hotmail.com