قمرٌ دافيء (و) طفلٌ يبتسم

سعد عودة – العراق

 

قمر دافيء (1)
حين يخرجُ هذا الطفل
من غيمةٍ باردة
ويسافرُ بدراجتهِ الهوائية
نحو قمرٍ دافئ
يمررُ أمنيات شيخوختهِ
على أبوابِ الهواء
ويُطفئ
بفمهِ الشمس المستيقظة
منذ أغنيتين لفيروز
وسورتين لعبد الباسط
يحررُ قلب الصباح من جلطةٍ خاطئة
ويكفلُ النوارس عند اهتزاز الجسر
ويضغطُ على جرحِ اللغة
علَّها تنبحُ صراخا
ينقذُ الطفل بدراجته الهوائية
من هذا القمر الخنثي.

(طفل يبتسم) (2)
في حقلِ البكاء
القريب من بيتِنا الليلي
يبتسمُ ذلك الصبي
الذي يُدعى (سعد عودة)
يقطفُ أوراقَ الشجن المتساقط
من شجرِ الحزن
ويعمرُ لي منها
(أركيلة) تحرقُ الهواء الكامن في اللذة
في المساء
يقدمُ لي طبقاً ومن وجعهِ الناضج
وكأساً من عصير موتهِ البارد
فأبكي..
أبكي
لكنهُ ما يزال يبتسم

تعليق عبر الفيس بوك