السيد أسعد يفتتح الأعمال بجامعة السلطان قابوس

توصيات بجمع وتحقيق آثار الشيخ سعيد الخروصي مع ختام الندوة العلمية المتخصصة

...
...
...
...
...

◄ "الأوقاف" تسعى إلى تسليط الضوء على ملامح السيرة العطرة للعلامة

◄ فيلم وثائقي يرصد سيرة الشيخ الراحل.. ومعرض لمقتنيات الفقيه من المخطوطات والوثائق

◄ 7 أوراق عمل تناقش الأعمال الفقهية وإسهامات الراحل في مسيرة القضاء

مسقط - الرؤية

أوصت الندوة العلمية عن الشيخ العلامة سعيد بن خلف الخروصي، بالعمل على جمع آثاره وتحقيقها؛ سواء كان ذلك بتحقيق كل أثرٍ على حِدة أم كان ضمن مشروع (الأعمال الكاملة للشيخ سعيد بن خلف الخروصي)، وهو مشروع طموح جدير بأن تتوجه إليه همة الباحثين. وأوصت بدراسة منهج الشيخ الخروصي في الكتابة والتأليف، خاصة الفتاوى؛ إذ كان يسير فيها بمنهج الفقيه الذي يحمل الناس على فضل ورعه، ولكن الفقيه من يفتي الناس بما يسعهم في أمور دينهم.

ونُظمت الندوة بجامعة السلطان قابوس، بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، أمس، تحت رعاية صاحب السمو السيد أسعد بن طارق بن تيمور آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي والممثل الخاص لجلالة السلطان، وبحضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة والسمو.

كما أوصت الندوة بإجراء دراسة مستفيضة ومعمقة، تتناول جميع الجوانب اللغوية والاستدلالية، وحضور الشخصية الفقهية للشيخ، وكذلك العناية بجمع فتاوى الشيخ وتتبعها من مظانها وتصنيفها وترتيبها تمهيدا لنشرها.

وأكدت الندوة ضرورة العناية بالجانب التربوي والاجتماعي عند الشيخ، والكشف عنها؛ وذلك من خلال تحليل مواقفه في مسيرته العامرة، إضافة للقيام بمزيد من الدراسات الأدبية التي تناولت إسهامات الشيخ في الجانب الأدبي خاصة النظم الفقهية، ودراسة الجانب المقاصدي لدى الشيخ في فتاواه وأقضيته، والخروج بمنهج علمي تربوي يمكن الدعاة من استبانة فقه الواقع في التعامل مع مفردات الحياة.

وأوصى المشاركون بطباعة بحوث هذه الندوة وإخراجها في كتاب، وإنشاء معرض ثابت يكشف عن مخطوطات الشيخ ووثائقه؛ لتعريف الأجيال بسيرة العلماء وخدمة للتاريخ العماني.

وتضمن حفل افتتاح الندوة كلمة أبناء الشيخ الراحل، قدمها الشيخ محمد بن سعيد بن خلف الخروصي؛ قال فيها: إن والدنا المحتفى به له من الإضاءات الفكرية والاجتماعية ما يشهد به أبناء الوطن العزيز، وأكدته سيرته العطرة، وسارت به أحاديث الركبان، ونارت به السبل والقرى والوديان"، مشيراً إلى ما أحدثه نبأ وفاته في مختلف الأوساط. شاكرًا كل من نظم هذه الندوة، تاركاً لهم إلقاء الضوء على الشخصية المحتفى بها.

كما تضمن الحفل عرض فيلم وثائقي عن سيرة الشيخ الراحل، ثم عقدت جلستان علميتان شملتا 7 أوراق، ترأس الجلسة الأولى الدكتور سيف بن سالم الهادي، وقدم الورقة الأولى فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن راشد السيابي بعنوان "ملامح القضاء عند الشيخ سعيد ابن خلف الخروصي"، وقدم الدكتور مهدي أسعد عرار ورقته متحدثًا خلالها عن "النتاج الأدبي للشيخ سعيد بن خلف الخروصي"، كما تحدث الشيخ إبراهيم بن ناصر الصوافي عن "فقه الشيخ سعيد بن خلف الخروصي ومنهجه في الاجتهاد والفتوى"، وعرض سلطان بن مبارك الشيباني ورقة علمية عن "الشيخ سعيد بن خلف الخروصي وصلته بالمخطوطات".

الجلسة الثانية ترأسها الدكتور علي بن هلال العبري، وقدم خلالها الدكتور سيف الهادي ورقته حول "أصول الدين عن الشيخ سعيد بن خلف الخروصي من خلال كتابه قواعد الشرع في نظم كتاب الوضع"، وتحدث فهد بن علي السعدي عن "الآثار العلمية للشيخ سعيد بن خلف الخروصي"، فيما عرض إسماعيل بن ناصر العوفي ورقته حول "الأدب الفقهي عن الشيخ سعيد بن خلف الخروصي".

ويصاحب الندوة معرض يستمر يومين، يحوي مختارات منتقاة من خزانة الشيخ الراحل؛ إذ تحوي مكتبته على أكثر من 100 عنوان مخطوطا فقهيا وأدبيا، كما تبين أثناء البحث وجود مجموعة من الوثائق المهمة تصل إلى أكثر من 1500 وثيقة في مجالات السياسة والتاريخ والفقه والاقتصاد والأدب...وغيرها. وينقسم المعرض إلى أقسام؛ منها: مراسلاته السلطانية والسياسية، كما يحتوي على تقييداته التاريخية، وهي تقييدات مهمة كتوثيقه أمر صاحب الجلالة لإقامة شعائر صلاة الجمعة في سائر مختلف مدن السلطنة عام 1974م، ويحتوي أيضا على قسم يضم مراسلاته وأسئلته لعلماء عصره كالشيخ خلفان بن جميل السيابي والشيخ إبراهيم بن سعيد العبري، والشيخ حمد بن نور الدين السالمي، والشيخ سالم بن حمود السيابي، ونماذج من مؤلفات الشيخ بخط يده ككتاب "الدر المنتخب في الفقه والأدب"، و"قواعد الشرع في نظم كتاب الوضع"، وقصيدة "إحكام الصنعة في أحكام الشفعة"...وغيرها من مؤلفاته. ويحوي المعرض جانبا من صوره أثناء المناسبات الرسمية والشخصية.

وتأتي هذه الندوة بتنظيم من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية -ممثلة بمكتب الإفتاء- وبالتعاون مع جامعة السلطان قابوس -ممثلة بمركز الدراسات العمانية- وذلك تزامناً مع مرور عام على وفاة الشيخ الخروصي، وتهدف لتسليط الضوء على ملامح من سيرته العطرة، وما خلَّفه من نتاج أدبي وفقهي وعلمي، وتعريف الأجيال بحياته من حيث النشأة والتكوين، وبيان سيرته القضائية، وإظهار مواقفه وأحكامه التي تحلَّت بالإنصاف والعدل، وبيان مواكبته للواقع من خلال فتاواه، إضافة إلى أن الندوة تفتح المجال للباحثين والمهتمين بالتراث الفقهي والقضائي والأدبي لسبر أغوار تراث الشيخ الغني بهذه المفردات، كما تهدف لإبراز الدور الذي أسهم به في جانب القضاء والإفتاء في السلطنة على مدار خمسين عاماً.

تعليق عبر الفيس بوك