فازت عُمان.. لكن ليس بضربات الترجيح

شاكر حمود آل حمودة

نعم.. فازت عُمان وانتهى العرس الخليجي، وهبَّت مشاعر الفرح والسرور على كل قلب يحب عُمان، مشاعر غامرة احتوت كل القلوب، فعبرت عما يجول في خواطرها؛ سواء داخل عُمان أو خارجها، عمانيين كانوا أو غيرهم. هنا السر، نعم هنا سر الفوز.. أحببتم الجميع فأحبكم الجميع، لم توصدوا الأبواب في وجوه من عاداكم وجاهر بالعداء بل رسمتم التسامح على محياكم.

نعم.. فازت عُمان؛ لأنها جنحت للسلم، وأخذت العفو، وأعرضت عن التبعية تحت مختلف المسميات والأجندات.

فازت عُمان؛ لأنها دعت لسبل الخير والتعايش السلمي بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن مع الجميع، ولم تعادِ بذاتها أو تدخل في جوف من العداءات.

فازت عُمان نعم.. لأنها الحضارة، والتاريخ، والأخلاق، والقيم الإنسانية العظيمة التي تجذَّرت مع السنين الطوال؛ فأنجبت نفوسا راضية مرضية.

ما الفوز في عُرس الخليج إلا مشاعر أهل الخليج والعرب والجاليات الأخرى التي عبَّرت عن مشاعرها، وانصهرت مع مشاعركم الجياشة، وفرحت لفرحكم.

نعم.. هذا هو الفرح الحقيقي، والمكسب العظيم لبطولة كأس الخليج، أن ترسم الفرح بالفوز والحصول على الكأس على ملامح الجميع، فتكون الفرحة أشمل وأعظم، وهكذا فعلت عُمان مع أشقائها، أسعدتهم فبادلوها الفرحة الغامرة.. شكرا جزيلا للكويت، دار الصباح، وبلد النهار، على شمائلهم وجمائلهم العظيمة، شكرا جزيلا لكل دول الخليج العربي على رسائلهم العامرة بالمحبة لعُمان وأهلها، وشكراً جزيلا لكل من التفَّ حول الفرح وبارك النجاح، وشكرا جزيلا لكل من أسهم وساند وشجع وضحى من أجل الوطن وكانت وقفته مع شباب المنتخب الوطني قولا وفعلا، وختام الشكر والتقدير للاتحاد العماني لكرة القدم ووزارة الشؤون الرياضية والجمهور الوفي الأصيل؛ سواء في دار قابوس، أو في دار الصباح.

ومسك الختام لجوهر الفرح والفوز الذي حسم الكأس، ولكل لاعبي منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم والمدرب القدير، ومزيدا من التوفيق والنجاح في قادم الاستحقاقات، بمشيئة الله تعالى.

نعم.. هكذا فازت عُمان؛ لأنها عُمان قابوس الحكمة والسلام، والطيب والجمال، والثقة والانسجام الذي كسا عُمان وما حولها.. لذا؛ فهي لم تفُز بضربات الترجيح.

azar.co1@gmail.com

تعليق عبر الفيس بوك