الجامعة الألمانية.. نموذج رائد للمؤسسات الأكاديمية

علي بن بدر البوسعيدي

تثبت الجامعة الألمانية للتكنولوجيا في عمان "جيوتك" يومًا بعد الآخر أنّها مؤسسة أكاديمية رائدة، في العديد من المجالات، ليس فقط في تفردها بالارتباط الأكاديمي مع جامعة آر دبليو تي إتش آخن الألمانية، بل أيضا بفضل ما تقدمه من تخصصات أكاديمية مميزة، وفرص عمل واعدة لطلابها بعد التخصص.

الجامعة بالفعل ترفد سوق العمل بتخصصات ذات كفاءة عالية، وهو ما يتجلى في إقبال مؤسسات القطاع الخاص على توظيف خريجي الجامعة، لاسيما في تخصصات الهندسة والميكانيكا، الأمر الذي يعزز من سياسات التعمين وتوظيف الكوادر الوطنية.

وقد نظمت الجامعة مؤخرا أسبوعاً حفل بالعديد من الفعاليات احتفالاً بمناسبة الذكرى الخامسة لزيارة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- لحرم الجامعة، عندما تشرفت الجامعة بالمقدم السامي لجلالته في الرابع والعشرين من ديسمبر 2012، وكذلك احتفالها بمرور 10 سنوات على تأسيسها وانضمامها.

ملمح آخر من ملامح التميز في هذه الجامعة الطراز المعماري الذي يشكل مبنى الجامعة ومرافقها، إذ يعد تحفة معمارية تمزج الطراز الإسلامي الأصيل بفنون العمارة الحديثة التي تعاصر الحاضر وتتماشى مع المستقبل. والمبنى في كل تفاصيله يوفر للطالب والأكاديمي بيئة علمية صحية، حيث تتوافر قاعات الدراسة في داخل الجامعة مزودة بأحدث الوسائل التعليمية.

ومما يبعث على البهجة، أنّ الجامعة تمضي قدما في خطواتها إلى الأمام مستنيرة في ذلك بالتوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم- أيّده الله- وهي التوجيهات التي تفضل بها جلالته منذ بزوغ فجر النهضة المباركة عندما قال أعزّه الله "سنعلم أولادنا ولو تحت ظل شجرة"، وهي مقولة عظيمة ذات مغزى ودلالات عميقة، تبرهن على أن القائد ومنذ البداية يعلم جيدا أهمية العلم في تحقيق نهضة الشعوب.

وكانت ذروة احتفالات الجامعة الألمانية بهذه المناسبة افتتاح مركز تاريخ العلوم، وهو أحد أهم الصروح العلمية في السلطنة إن جاز التعبير، حيث يعكس المركز حجم التقدير الكبير للتاريخ الإسلامي، وإنجازات العلماء المسلمين الأوائل، والمركز يهتم بتطور العلوم التطبيقية منذ الحقبة الكلاسيكية الإغريقية- الرومانية، وحتى الفترة الإسلاميّة، وكيف تمّ تفعيلها في العصور الحديثة.

وقد حضر هذا الافتتاح البروفيسور هيروشي أمانو الحاصل على جائزة نوبل في الفيزياء لعام 2014، والذي أشاد بما قدمه علماء المسلمين من إسهامات في تقدم الحضارة الإنسانية، والحفاظ على العلوم من الضياع والفقد.

كل الشكر والتقدير للقائمين على الجامعة الألمانية "جيوتك" لما يقدمونه من علوم ومعارف لطلابنا، وكذلك لما تسهم به الجامعة في إثراء الحركة العلمية والفكرية ببلادنا الحبيبة.