خلف المنتخب.. "لفرحة وطن"

حسين الغافري

سبق انطلاق خليجي ٢٣ في الكويت حالة من الشك في أداء المُنتخب والمدرب ومدى جاهزية اللاعبين، خصوصاً بعد مرحلة التصفيات الآسيوية التي لم يظهر فيها المُنتخب بصورة مرضية ومقنعة حتى وإن فاز، بجانب عددٍ من اللقاءات الودية لم يقدم فيها المُنتخب أداءً يستحق أن يُشار إليه. واليوم ونحن على أعتاب مُباراة نصف النهائي في كأس الخليج بكويت السلام بحاجة لأن نكون أكثر إنصافاً ومصداقية مع أنفسنا قبل كُل شيء؛ فالمنتخب قدم مستويات عالية وأداءً مبهرا و "بيضّ الوجه".

وبالعودة إلى شريط الذكريات لدور المجموعات في البطولة الخليجية الحالية، فقد أثبت المُنتخب منذ أولى مواجهاته أمام منتخب الإمارات العربية المتحدة قدرات كبيرة وفنية وقدم مستويات عالية وبالرغم من أنه لم يوفق في الفوز فيها إلا أن الفريق أظهر انطباعاً حسناً لجمهوره، وأعاد جزءاً من الثقة المفقودة؛ لتأتي بعدها مواجهة الأزرق الكويتي ونشهد أول ثلاث نُقاط أمام منافس بحجم وعراقة المنتخب الكويتي المُتمرس في الحضور الخليجي وصاحب الصولات والجولات.

زملاء القائد أحمد كانو قدموا مُباراة من طراز رفيع "تكتيكياً" وانضباط ميداني يحسب للمدرب الهولندي بيم فيربيك؛ رغم الشكوك السابقة عن حال المُنتخب بقيادته؛ لتأتي موقعة الحسم أمام المنتخب السعودي الكبير والمتأهل إلى المونديال العالمي.. ومجدداً كان المنتخب ولاعبوه على قدر كبير من المسؤولية والحمد لله خرجنا بالنقاط الثلاث الكاملة وصورة أولية بأن منتخبنا "بخير".

ومع التأهل إلى المربع الذهبي والترقّب لمباراتنا أمام المنتخب البحريني الشقيق، تبدو الآمال كبيرة والثقة في فيريبك ولاعبيه بالتأهل إلى النهائي موجودة ولكن بحذر. ونحن هُنا يجب أن نتصف بالهدوء ولا نمارس ضغطاً هائلاً على اللاعبين حتى لا تنقلب الأمور علينا ونهدم جهودنا بأيدينا. فأغلبنا قبل بداية البطولة كان كُل أمله رؤية مجموعة مُلتحمة تقدم "كرة قدم" بغض النظر عن مسائل الفوز والخسارة. المنتخب اليوم يستحق أن نصفق له مع كُل الاحتمالات المتوقعة. فقد أثبت بأنّه حاضر وأنّ طموحاتنا يجب ألا تلين؛ خصوصاً وأننا على أعتاب كأس آسيا بعد قرابة العام في أبوظبي وبعد انطلاق التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم بقطر الشقيقة ٢٠٢٢.

 

اليوم المنتخب بحاجة إلى تضافر كُل الجهود خلفه، فهذا المنتخب يُمثلنا جميعاً. ولعلّ أصحاب القدرات المالية والشركات من الواجب مساهمتهم في دعم الجماهير الراغبة في حضور المباريات أو حتى دعم اللاعبين وتحفيزهم مادياً قبل الدعم المعنوي. وكثير من المبادرات لبتّ النداء وبدأت الرحلات والمساهمات تتضاعف، ولهم كل التقدير على ذلك. فالدعم يجب أن يكون "حقيقياً ومباشراً" فهذا المنتخب كما ذكرت هو مُنتخب الجميع ونجاحه وحضوره فخر لعُمان كُلها.

 

HussainGhafri@gmail.com