"خليجي 23".. وحمامة السلام

حسين الغافري

(1)

أيام قليلة تفصلنا عن انطلاقة بطولة الخليج الثالثة والعشرين في الكويت، والآمال برؤية مُنتخبنا الوطني وهو يُعيد ذكريات الفرحة التي عمَّت أرجاء السلطنة في خليجي 19 بمسقط. الأُمنيات والتطلعات كبيرة على الأقل في إعادة بصيص الأمل، و"عودة الثقة" بمُنتخبنا الوطني، وهو يقدم كُرة قدم مرضية وطموحة تطمئن الجمهور بأن العمل على إعادة ترتيب أوراق الفريق تسير بصورة مدروسة، وأن المشاركة في كأس آسيا القادمة مطلع عام 2019 في دولة الإمارات العربية المتحدة لن تكون لمجرد المشاركة "الإسمية" فحسب، بل طموحنا في رؤية منتخب متماسكا يحق له أن يصعد إلى الأدوار المتقدمة والمنافسة الحقيقية، وهو طموح ينبغي أن نشترك فيه مع المنتخب وإدارته الفنية!

 

(2)

بالعودة إلى "خليجي 23"، والمقرر بعد أيام قليلة من الافتتاح وقص شريط الضربة الأولى، والذكريات الكبيرة التي تحملها البطولة في عقول أبناء شبه الجزيرة الممتدة لقرابة نصف قرن، انطلاقا من البطولة الأولى في مملكة البحرين عام 1970، وما حمله هذا التاريخ الطويل من إرث عامر بالعطاء، أسهم في اعتبار البطولة فرصة سانحة للم الشمل الخليجي والتلاقي والتنافس الرياضي وجمع الروح الأخوية المتحابة بين جميع المنتخبات. تعود البطولة بعد عدد من الأحداث والمنعطفات المهمة التي حملتها مُجريات تشكيل قصته الاستثنائية في هذه الفترة، والتعاطي مع احتمالية التأجيل تارة والإلغاء تارة أخرى، أضف إلى تداول انسحاب مُنتخبات من المشاركة. يأتي موعد البطولة -والحمد لله- حاملاً عدداً من الأخبار المفرحة التي "تسرُّ" الخاطر، ابتدأت في رفع الإيقاف على الكرة الكويتية، وعودة تنظيم البطولة للأشقاء في الكويت، ناهيك عن تقرر أن يكون الحدث كاملَ النصاب، وهي خطوة مُمتازة يمكن أن تسهم في تلطيف الأجواء المشحونة سياسيًّا. وهي جهود مشكورة تُحسب بشكل كبير للأشقاء في دولة الكويت قيادة وشعباً، وجزاهم الله خير الجزاء. والدعوات بأن تكون البطولة حلقة وصل و"حمامة سلام" مثل ما حمله الشعار الذي دُشّن قبل أيام قليلة، الذي ومن وجهة نظري المتواضعة يكّرس الجهود الكويتية في إعادة الترابط الأخوي الخليجي إلى طبيعته.

 

(3)

ختاماً، يمكن القول بأن "خليجي 23" يعتبره جميع محبي "الأحمر" فرصة سانحة تمنح الوسط الرياضي المحلي انطباعا مبدئيًّا عن أحوال المنتخب واستعداداته للاستحقاقات المنتظرة، وجهود المدير الفني في تشكيل فريق يمكن التعويل عليه في قادم المواعيد. فبطولة الخليج كانت ولا تزال مهمة لكل أبناء الخليج، وتستقطب اهتماما ومتابعة كبيرة من كافة المُنتخبات الخليجية التي تستعد لها جيداً. وأعتقد بأن الجميع يمكن أن يستشف من البطولة تطور الأداء، والجهود التي بُذلت خلال الفترة الماضية لإعادة الصورة الصحيحة للمُنتخب... لننتظر!!