"بروفايل شخصيّ" و "روتينٌ يوميّ"

سعد ناجي علوان - العراق


(1)
وَلدتُ على مائدةِ خطائينَ
وقتلة
منجمينَ ومشعوذينَ
أهلُ طيفٌ ومنام
وتابعٌ ومتبوع
لم أكنْ أشبههُمْ
إلاّ بمقدارِ كفٍّ من الماءِ
رائحتي غريبة
ولاذعة  بطعمِ الكلماتِ
وبعيدة سماوات عيني
بلونِ الحبرِ
كانتْ وحدتي اسمي
واسمي ملعوناً بينهُمْ
جسدي ينكسرُ بضوءِ القمرِ
وأنا أنحتُ وقتي طريقاً نحوَ السهولِ
بينما تغفو خطوتي وتتأخر عن أختها
كانتْ امرأتهم تقرأ ثيابَ الناسِ
وترسمُ أمنياتهُمْ
كانَ الرجلُ قرصاناً
يعرَّي الليلُ بكؤوسِ الخمرةِ
ويتعثرُ بالفجرِ ليسرقَ رغبتهُ
حينما كنتْ ناياً في بيداءٍ شاسعة  
نقطة  أولُ السطرِ
نَعَمْ لا أسلافَ ليَّ

(2)
روتينٌ يومي

صباحُ الخيرِ والعافية
صديقي سعد ناجي علوان
هكذا أبدأ يومي
بِحشدٍ مِن الأشباحِ
يمتلك حياتي
ويمارسُ ما أعتدت من رغباتٍ
كما يليقُ بيَّ
يشربُ الشاي لمرتينِ
بعدَ فنجان القهوة
يقرأ لساعتينِ دونَ أن ينتبه
لما يحصلْ حولهُ مِن هفواتٍ
حتى الأسئلة التي أتوهم دائماً
إنها أسئلة  محرجة
أو أسئلة  لا تنتهي
مثل .. ماذا منحتنا الحياةُ لتأكيد وجودنا
وهلْ نحنُ نستنسخُ أحلامنا
أمْ نستهلك أعمارنا فقط
حشدٌ من الأشباحِ
بشغفٍ بامرأتي وعطر وسادتها
أكثر مني قليلاً
يفضلُ مريمَ وفاطمةَ على عليٍ ومُحمَّدٍ
ويشتري للصغيرِ رضا
أقلاماً ملونة  كي يرسمَ أقمارهُ
ويمشي كسلاناً لصلاتهِ
لكنهُ يلتزمُ بحبِ الآخرِ
فيما تبقى مِن الوقتِ حتى المساء
لينسحبَ قليلاً .. يزيلُ ما تراكم
من غبارٍ على أعمدةِ الكتبِ المكدسةِ
في زوايا للبيتِ
وقبل أنْ ينامَ يسدلُ ستائرَ الليلِ
بما يكتبهُ لفتاة اللاَّذِقيَّة
عل قمرها في القادمِ من المراكب
وينسلُ خفيفاً ناعماً دافئاً
مترنماً بما حفظناهُ من أغاني الطفولةِ
وليلة  سعيدةٌ صديقي العزيز
سعد ناجي علوان
حشدٌ من الأشباحِ
يمتلك حياتي فأنا مجردُ كابوس
قتلتْ منذ الطفولةِ*
*عبارة محورة من كلام للمخرج باراجانوف

تعليق عبر الفيس بوك