المشاركون يشيدون ببرنامج الملتقى وثراء جلساته النقاشية وحواراته التفاعلية

ملتقى استشراف المستقبل أبرز الأثر الإيجابي للمشاركة المجتمعية في "رؤية عُمان 2040"

 

مسقط - العمانية

أكد المشاركون في ملتقى استشراف المُستقبل، الذي عُقد بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض خلال يومي 6 و7 ديسمبر الجاري، أهمية المحاور والمناقشات التي استعرضها الملتقى بمشاركة مختلف فئات المجتمع لاستكمال طريق إعداد الرؤية المستقبلية عُمان 2040 بخطى ثابتة.

وقال سعادة الدكتور سعيد بن حمد بن سعيد الربيعي أمين عام مجلس التعليم إن الملتقى شهد مشاركة واسعة من مختلف أطياف المجتمع وجاء في وقت مناسب لسير عملية إعداد الرؤية المستقبلية عُمان 2040، مؤكداً أن الملتقى استطاع أن يبرز أثر المشاركة المجتمعية ويعد انطلاقة لرسم مستقبل السلطنة بشراكة واسعة مع استعراض البعد العالمي من خلال تواجد الخبراء الدوليين المشاركين بالملتقى.

وقال الدكتور يوسف بن حمد البلوشي الخبير الاقتصادي بمكتب الرؤية المستقبلية عُمان 2040 إن ملتقى استشراف المستقبل سلط الضوء على الاتجاهات المستقبلية الدولية والإقليمية والوطنية لموضوعات تهم المجتمع العماني لاستشراف الاتجاهات المستقبلية في السلطنة، ويأتي لتحديد المحاور الرئيسية في إعداد السيناريوهات المستقبلية وتضمينها في عملية إعداد الرؤية المستقبلية للسلطنة. وتم تصميم برنامج الملتقى بشكل يولي أهمية خاصة لتبني النهج التشاركي – وهو النهج الذي تضمنته توجيهات حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه– والذي من شأنه أن يرسخ عملية المشاركة المجتمعية في مناقشة القضايا المطروحة من خلال تبادل الآراء وإيجاد حوار مجتمعي حقيقي حولها، وصولاً إلى صياغة النتائج التي سترسم مستقبلاً مزدهرا للسلطنة.

وأشار البلوشي إلى أن الجلسات والحوارات التفاعلية للملتقى على مدى يومين بمشاركة مجموعة من صناع القرار والخبراء على المستوى الوطني والدولي استعرضت أهم الأفكار والممارسات القطاعية على المستوى العالمي وبحثت مع المشاركين سبل استثمارها وتحويلها إلى فرص واعدة للسلطنة خلال العشرين عاماً القادمة.

وأوضح الخبير الاقتصادي بمكتب الرؤية المستقبلية عمان 2040 أن الملتقى هدف إلى إثارة وتعميق الوعي العام حول أهمية صناعة المستقبل، والسعي إلى إيجاد حلول إبداعية للتحديات التي قد تواجهها السلطنة، وتضمن النمو والازدهار الاقتصادي والرفاه الاجتماعي بحلول العام 2040، مشيراً إلى أن منهجية العمل لإعداد الرؤية عمان ٢٠٤٠ انطلقت من مراحل محددة ومتناسقة زمنياً وفق الخطة المعدة لإعدادها حيث تم تشكيل اللجان وفرق العمل، والإعداد والتحضير وجمع البيانات، وتشخيص الوضع الراهن وتحديد القضايا الرئيسية، وعقد المقارنات المرجعية وأفضل الممارسات.

ومن جهته قال الدكتور سعيد بن محمد الصقري رئيس مجلس إدارة  الجمعية الاقتصادية العمانية إن الملتقى استعرض التحديات التي قد تواجه المؤسسات بشكل عام وطريقة التنظيم الإداري والعلاقة مع مختلف الأجهزة الحكومية والعجز في الناتج المحلي الإجمالي الذي تواجهه السلطنة مما يتوجب ابتكار آليات أخرى لتمويل البرامج والخدمات الحكومية وتنويع قاعدة الإيرادات العامة.

وأكد قيس بن محمد اليوسف عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان رئيس اللجنة الاقتصادية بالغرفة نجاح الملتقى من خلال النظرة العامة والعالية التي شملت المؤشرات المهمة التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند صياغة الرؤية المستقبلية عُمان 2040، مشيرا إلى أن الملتقى حظي بمشاركة واسعة حيث كان هناك 37 بالمائة من المشاركين يمثلون القطاع العام و21 بالمائة من القطاع الخاص و6 بالمائة يمثلون القطاع الأكاديمي والآخرون يمثلون المجتمع المدني وغيره.

وقالت شريفة بنت مسلم البرعمية مدير تنفيذي بالصندوق العماني للتكنولوجيا إن من مقومات الملتقى طابعه التشاركي بتمثيل جميع الفئات المجتمعة في الطرح والمشاركة، موضحة أن الملتقى سلط الضوء على الرؤى المستقبلية لنا كمواطنين وما سنقدمه للسلطنة من أجل تحقيق هذه الرؤى للأجيال القادمة. وأكدت البرعمية أن عمان أمانة وكلنا مسؤولون عن هذه الأمانة بالمساهمة في نقلها بنجاح إلى عصر الثورة الصناعية الرابعة وما بعدها.

ويذكر أن "ملتقى استشراف المستقبل" يعد جزءًا من مشروع إعداد الرؤية المستقبلية عُمان 2040 ومكملا لمراحل شملت تشخيص الوضع الراهن في السلطنة وتحديد القضايا الرئيسية لواقع التنمية الاجتماعية والاقتصادية التي ستتناولها الرؤية وعقد المقارنات المرجعية وتحديد أفضل الفرص التي يمكن تبنيها وتنفيذها.

وتعد رؤية "عُمان 2040" مشروعًا وطنيًا نصت الأوامر السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- على أن يتم خلاله إعداد وبلورة وصياغة الرؤية المستقبلية عُمان 2040 بإتقان تام ودقة عالية في ضوء توافق مجتمعي واسع وبمُشاركة فئات المجتمع المختلفة بحيث تكون مستوعبة للواقع الاقتصادي والاجتماعي ومستشرفة للمستقبل بموضوعية، ليتم الاعتداد بها كدليل ومرجع أساسي لأعمال التخطيط في العقدين القادمين.

تعليق عبر الفيس بوك