و...دارتِ الأيّام


 
 عبدالرزّاق الربيعي - مسقط 
 
 

تحت أفياء (القلم طوز)* 
كان يسمع مثلما اعتاد 
كلّ مساء  
نحيبامدافا بضباب... 
(دارت الأيام) 
فيدنو من الأغنية 
وبينما  يهرس اخضرارها 
بأصابعه الملوّثة  
بعطرها المسفوح 
يراه، كما اعتاد أيضا، 
منزويا 
على كرسيٍ نحيلٍ 
يمسك  خلوته من كفّها 
مخبّئا  أحزانه  
تحت منديل نصف مبلّل 
وهو يحتسي الذكريات المعتّقة 
بصدى  (ودارتِ الأيّام).. 
.....

 
يقتربُ خلسة 
يدورُ حول (القلم طوز) 
يرتفعُ الصوتُ: 
... 
(دارتِ الأيّام) 
.... 
 
(ومرّت  الأيّام).. 
على الشجرة التي  
أخذتْ مكانها 
في سلّة مهملات الغابة 
والكرسيّ الذي أراح عظامَه 
في مقبرةٍ عتيقةٍ 
وبدون رسالةٍ 
رمى الغرقى 
الزجاجةً في بحر النسيان 
..... 
(ودارتْ ...) 
طفلُ الأيّام دار... 
ببيت (القلم...) 
وجرحا.. فجرح 
انزوى على كرسيّ نحيلِ 
ومضى 
يخبّئ أحزانه 
تحت منديلٍ نصفِ مبلّل 
وهو يصغي إلى نحيبِ اسطوانةٍ 
حفروا على ظهرِها المكسورِ 
بالغبار: 
(ودارتِ الأيام).. 
 
 .....................
* القلم طوز: هكذا تسمى شجرة (الكالبتوس) بالعراق، وهي من النباتات المعمرة، ذات خضرة دائمة. 

 

 

 

 

تعليق عبر الفيس بوك