النادي الثقافي يختتم حلقة الإبداع الروائي للجائزة العالمية "البوكر"

مسندم - العمانية

اختتم النادي الثقافي -وبالتعاون مع الجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر"- حلقة الإبداع الروائي، التي احتضنها فندق أتانا مسندم بمحافظة مسندم، وبدأت في 21 من نوفمبر الجاري، واستمرت 6 أيام؛ بهدف تعزيز الكتابة الروائية خاصة في السلطنة، ورفد المشهد الروائي برؤى تخصصية جديدة.

شارك في الحلقة -التي أشرف على تنفيذها الروائيان جوخة الحارثية من السلطنة، ومحمد حسن علوان من المملكة العربية السعودية- 7 من الروائيين؛ هم: الكاتب المصري محمد عبد القهار، والشاعر والكاتب المغربي محسن أخريف، والقاص والروائي التونسي نبيل قديش، كما شارك من السلطنة 4 كتاب؛ هم: الشاعرة والروائية بدرية البدرية، والكاتب والروائي محمد الجزمي، والكاتب توفيق الشحي، والكاتبة منى المعولية.

وتعد هذه الحلقة امتدادا للحلقة السنوية التي تنظمها الجائزة العالمية للرواية العربية "بوكر"، في دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تجمع كتابًا موهوبين من البلاد العربية، وتوفر لهم فرصة لصقل مهاراتهم الكتابية بإشراف كتاب مخضرمين سبق وأن فازوا بالجائزة العالمية للرواية العربية، أو وصلت أعمالهم إلى مراحلها الأخيرة. أما بالنسبة للمشاركين السبعة، فقد تم ترشيحهم نظرا لامتلاكهم مهارات إبداعية لافتة وواعدة.

وكانت الجائزة قد نظمت أول حلقة في الإبداع الروائي في الأردن، بالتعاون مع مؤسسة عبدالحميد شومان في مدينة البتراء في العام 2016.

يُذكر أن الجائزة العالمية للرواية العربية هي جائزة عالمية رائدة في مجال الأدب العربي، ترعاها هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة، وتدار بالشراكة مع مؤسسة جائزة "بوكر" البريطانية، وتهدف للاحتفاء بأفضل الأعمال الروائية العربية المعاصرة وتشجيع قراءة الأدب العربي على نطاق عالمي أوسع وذلك من خلال الترجمة، وتأتي إقامة هذه الحلقة في محافظة مسندم استمرارا لدور النادي الثقافي في خدمة المجتمع، وبناء جسر من التواصل الثقافي بين مختلف المحافظات ودعما لجميع الأنشطة الثقافية.

وقالت الروائية الدكتورة جوخة بنت محمد الحارثية المشرفة على الحلقة إنها نفذت من خلال اجتماع مجموعة من الكتاب مع مشرفين اثنين لمناقشة نصوصهم ومشاريعهم الروائية؛ حيث يتم النقاش في جو من الانفتاح والنقد الايجابي، وتبادل الأفكار، وفي نفس الوقت في مكان شبه منعزل، ليكون ملهما للكتابة والإبداع والتفكير في النص وتجويده؛ وذلك بعد انتهاء وقت الحلقة يوميا. وأضافت الحارثية بأن كل كاتب مشارك في الحلقة يتقدم بمشروع روائي، أو فصل منه أو فصلين، ويقوم بإرساله إلى المشرفين للقراءة قبل النقاش وأثناء الحلقة تتاح للكاتب الفرصة لقراءة جزء من مشروع روايته وفي نفس الوقت يناقشه مع زملائه المشاركين ونقد أعمالهم بشكل متبادل وطوال أيام الحلقة يعمل الكاتب في هذا المنتدى المحترف الكتابي على تجويد نصه أو الإضافة إليه أو كتابة فصل جديد.

وأشارت إلى أن النصوص التي تكتب خلال الحلقة أو تستكمل لاحقا يتم نشرها على موقع الجائزة وفي موقع النادي الثقافي الإلكترونيين، وستكون مشاريع روائية واضحة الأفكار، وسيحتاج الكتاب أن يعملوا على استكمالها وبعد انتهاء حلقة العمل فإن النص سيكون أكثر وضوحا عما كان عليه في الأيام الماضية.

وأكدت الحارثية أن النقاش كان لحلقة الإبداع الروائي مثمرًا وفكريًّا، ويفتح أفاقًا لمناقشة قضايا أدبية عامة وقضايا في الرواية والكتابة، وهناك مجال أكثر للتجويد والتطوير؛ حيث يفترض أن الروايات محل الكتابة إذا ما نشرت فإنها ستنافس على الجائزة إذا رغب كاتبها في المشاركة، ويمكن أن تطبق مثلها على مستوى السلطنة. مضيفة بأن بعد انتهاء الحلقة بشهر فإن الكتاب مطالبون بأن يرسلوا النصوص أو جزءًا منها، ويتم مراجعتها مراجعة أخيرة. 

من جانبه، قال الكاتب توفيق بن عبدالله الشحي: إن الحلقة الثقافية هدفت لتعزيز المعرفة بخصائص وعناصر الكتابة الإبداعية، في ظل التطورات المتسارعة، وضرورة الانفتاح على فيض المعارف المتجددة في شتى ميادين العلم. واضاف الشحي بأن إقامة الحلقة في محافظة مسندم يأتي استمرارا لدور النادي الثقافي في خدمة المجتمع، وبناء جسر من التواصل الثقافي بين مختلف المحافظات، ودعما للأنشطة الثقافية والتفاهم في سبيل تحقيق غايات الجودة الإبداعية وتبادل الخبرات الكتابية.

من جانبه، قال الدكتور محمد حسن علوان: شيءٌ ما في جمال سلطنة عمان الغامض يجعلني متشوقاً لكتابة مختلفة ومثيرة. يسعدني أن أشرف على هذه الندوة التي تقام في السلطنة لأول مرة، وأتمنى أن تكشف لنا هذه البلاد لجميلة أسرارها الإبداعية.

واعربت فلور مونتانا رو منسقة الجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر"، عن سعادة إدارة الجائزة بعقد هذه الفعالية في السلطنة لأول مرة، بعدما تم الإعلان عن القائمة القصيرة للجائزة في النادي الثقافي في مسقط، عام 2016. حيث عُقدت أول ندوة نظمتها الجائزة في الإمارات العربية المتحدة في العام 2009، وشارك فيها الكاتب محمد حسن علوان، وتلتها سبع ندوات أخرى، وهدفت الندوة إلى تنظيم لقاء يجمع بين الكتّاب الناشئين الموهوبين لتبادل الأفكار وتطوير مهاراتهم الأدبية بمساعدة اثنين من الكتّاب المتمرسين كمشرفين، وهي فرصة تمكّنهم من العمل على كتابة أعمال روائية أو قصصية جديدة أو تطوير أعمالهم التي لم يتم نشرها بعد.

وأشارت إلى أن الجائزة تهدف لتحقيق التنوع في الحلقة النقاشية من حيث جنسيات المشاركين والتوازن بين الكتّاب، إلى جانب إعطائهم فرصة تمكنهم من العمل على كتابة أعمال روائية أو قصصية جديدة أو تطوير أعمالهم التي لم يتم نشرها بعد.

تعليق عبر الفيس بوك