القيادة والشعب.. بنيان مرصوص

ناصر العبري

اللحمة الوطنية التي يتميز بها الشعب العُماني، والحب المتبادل بين القيادة الحكيمة والشعب، جعلت عمان محط أنظار العالم، ومثالا يحتذى به بين الدول وفي المنابر العالمية.. والثامن عشر من نوفمبر هو بالنسبة للعمانيين يوم تاريخي وعظيم، يقوي تلاحم هذا الشعب مع قيادته الحكيمة، ويعبر فيه عمَّا يكنه من حب وولاء وعرفان لمؤسس عمان الحديثة بقواعد ثابتة ومتينة ونهجها المعروف الذي حدد مساره رجل السلام مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه.

ولا شك أن القيادة والشعب كانتا ولا تزال كالبنيان المرصوص يشد بعضه البعض، لا حواجز بينهما. إن الرعاية السامية لمولانا المعظم للعرض العسكري المهيب، أعطت أبناء عمان قوة هائلة من النشاط والحيوية لمضاعفة الجهود لمزيد من العمل والجد والاجتهاد، ومواصلة المشوار بكل ثقة، في المسار الذي حدده قائد عمان وسلطانها الذي يعول الكثير خلال المرحلة المقبلة على شباب هذا الوطن، الذين تخرجوا في الجامعات والكليات، وتسلحوا بالعلم والمعرفة، وحملوا الشهادات الجامعية والأكاديمية، ليسهموا مع إخوانهم في العملية التنموية القادمة التي تتطلب المزيد من العمل والإخلاص.

ان المرحلة المقبلة في نظري ستكون حافلة بإنجازات الشباب العماني؛ لأن الابتكارات والبحوث العلمية هي من أولوياتهم، وكما نعلم أن العالم الآن يتجه إلى عالم الابتكارات. ولا شك أن الشباب يدركون أهمية المرحلة القادمة كي يثبتوا للعالم أنهم أصحاب رسالة مثل آبائهم وأجدادهم الذين تركوا شواهد إنجازاتهم حاضرة إلى يومنا هذا. وتتمثل في القلاع والحصون وقنوات الأفلاج ووصولهم للصين وإفريقيا عبر السفن البسيطة التي ابتكروها في زمن لم يكن فيه أيٍّ من انواع التقنيات الحديثة أو الاتصالات، فقدموا التضحيات، وغامروا في البحار، وتحملوا أهوالها لنشر الدين الإسلامي والثقافة العمانية إلى شعوب العالم. وفي العهد الزاهر لعمان بقيادة مولانا المعظم، جعل العالم ينظر للعمانيين باحترام وتقدير، وتقدم لهم التسهيلات الممكنة أثناء سفرهم.

وإنني لأدعو أبناءنا الشباب للحفاظ على هذه الإنجازات العظيمة ومكتسبات الوطن، وأن نكون حراسًا أوفياء للقائد والوطن، وأن نحمد الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة التي أنعم بها الله علينا، وأن نكون خير سفراء لعمان في الخارج. وأود أن أوجه رسالة شكر وتقدير لمختلف الأجهزة الأمنية المخلصة -الحصن الحصين لهذا البلد- وإلى إخواني أبطال الجيش السلطاني العماني بمختلف تشكيلاته، الذين يرابطون في مختلف مواقعهم الشريفة لحماية الوطن العزيز، وإلى منتسبي جهاز الشرطة حماة الحق، وإلى كافة المؤسسات التعليمية التي تخرج لنا الرجال المسلحين بالعلم والمعرفة. ولا أنسى إخواننا المتقاعدين من مختلف المؤسسات العسكرية والمدنية؛ كونهم أسهموا إسهاما فعالا في تنمية هذا الوطن، في وقت كانت عمان في أمس الحاجة إليهم، ورحمة الله على شهداء عمان الأبطال، الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل عمان الحبيبة.