لماذا نحتفل بعيدنا الوطني؟

عبدالقادر عسقلان

باني نهضة عمان قال في أحد خطبه "إن الشعوب حينما تحتفل بأعيادها الوطنية، إنما تفعل ذلك تمجيدا لأيام في تاريخها مشرق، وحوادث من الزمان نادرة، إن الأيام في حياة شعبنا لا تقاس بوحدات الزمن، وإنما بوزن ما تفتحه من آفاق، وما تلهمه من أفكار، وما حولته من آمال إلى واقع حي، لتأخذ مكانها بين الشعوب؛ من أجل التقدم والسلام والرخاء".. ألا نرى أن هذه الرؤية وهذه الأفكار هي حال أمتنا ووطننا عمان، ألسنا من سابق الزمن في تنمية بلدنا؟! ألسنا من له تاريخ مشرق وحاضر مزدهر؟! ومرت علينا في مسيرتنا أحداث وإنجازات نادرة؟! ألسنا من حول الآمال إلى حقيقة في حياة شعبنا؟! ألسنا من طرح الأفكار التي تكرس السلام والأمان وأبعاد الحروب عن الشعوب وإحلال التفاهم والإخاء بينها، وضربنا مثلا رائعا للتعايش السلمي بين مختلف المذاهب والأعراق والديانات؟! ألسنا من نبذ التدخل والاعتداء على الدول وفقا لمصالح الغير وتحقيقا لأطماع لا ناقة لنا فيها ولا جمل؟! ولكوننا سادة قرارنا ولنا رأينا في التعاطي مع الأحداث، جنبنا بلادنا الدخول في صراعات مع الآخرين؛ لأننا لا ننساق لأحد مهما كانت المغريات وحمينا أنفسنا من أن نكون تبعا لأحد، بل مددنا يد العون والمساعدة للأشقاء والأصدقاء من أجل رفع المعاناة عنهم وإحلال السلام فيما بينهم؛ لهذا كان النجاح حليفنا في وساطتنا من أجل تقريب وجهات النظر بين الدول، وفرضنا احترام الآخرين لدبلوماسيتنا التي بنيت على الحياد وحل الخلافات دون اللجوء للسلاح وإحلال الخراب والدمار للشعوب، وقفنا دوما واعين للقضايا المصيرية في المنطقة دون النظر إلى المصالح والهيمنة لأننا أمة حققت إنجازاتها بتنفيذ الأفكار التي كان يطرحها ويصر على تنفيذها باني نهضتها، فابتعدنا عن المهاترات والتدخل في شؤون الآخرين.

... إننا اليوم نحتفل بمولد باني هذه النهضة، ومخطِّط سياستها، وبعيدنا الوطني؛ لأننا قد حققنا الرخاء والعدالة والتنمية والأمن والأمان لشعبنا، وأكدنا لشعوب الأرض أن الإيمان بالعدل والابتعاد عن الهيمنة والسيطرة هي ركائز رفاهية الشعوب، إذا ما آمنت بها وجعلتها منهجا لعلاقاتها مع الآخرين.

لذا؛ يحق لنا أن نحتفل بل ونفتخر بإنجازاتنا، ونؤكد على كرامة بلدنا، ونقف وقفة إجلال وعرفان لباني نهضتنا وحامي مكتسباتنا ومخطط مستقبل أجيالنا، أطال الله في عمر سلطاننا من أجل استمرار مسيرتنا لرخاء وحماية هذا الوطن، ودوام نعمة الأمن والسلام عليه، والذي حقق ما وعد به حين قال: "سأعمل بأسرع وقت ممكن لأجعلكم تعيشون سعداء، وعلى كل واحد منكم أن يعمل من أجل ذلك".