تحديات تطوير الخدمات الصحية

 حمود بن علي الحاتمي    

ترافقت الخدمات الصحية مع خدمة التعليم منذ فجر النهضة المباركة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- فقد أنشئت مستشفيات في مختلف ولايات السلطنة ومجمعات ومراكز صحية.

فقد شهد قطاع الصحة تطورا هائلاً من خلال تحديث المنظومة الصحية وتأهيل الكوادر الصحية واستضافة المؤتمرات الطبية العالمية وكذلك إجراء العمليات المعقدة في مستشفيات السلطنة، أضف إلى ذلك نظام الجودة في الخدمات الذي تتبعه وزارة الصحة والذي حظي بإشادة دولية وجعل السلطنة تحقق معدلات عالية في مؤشر الجودة على مستوى العالم.

مستشفى الرستاق افتتح في بداية السبعينات في منطقة بيت القرن بولاية الرستاق وخدماته تغطي ولايات محافظة شمال الباطنة حتى ولاية الخابورة شمالاً وجميع ولايات جنوب الباطنة وظل يقدم خدماته ليل نهار وبإمكانياته المتواضعة حتى توسعت الخدمات الصحية فتم افتتاح مراكز صحية ومجمعات ومستشفيات في العديد من الولايات والقرى في الباطنة، مما خفض من الضغط المستمر على خدمات المستشفى.

وفي نهاية عام 1994 تم افتتاح المبنى الجديد للمستشفى الذي يضم أقساماً تخصصية مختلفة في نقلة نوعية، منها قسم الكلى الذي ضم وحدة غسيل الكلى مما خفف العبء على المرضى من الذهاب لمستشفيات بعيدة وأقسام العيون والجلد والأمراض الباطنية والجراحة ......إلخ.

حدثت نقلة نوعية في المستشفى بعد افتتاح المجمع الصحي فتم تحويل المستشفى إلى مستشفى تخصصي تحول إليه الحالات التخصصية، فيما يستقبل المجمع الصحي الحالات التي تحتاج إلى رعاية أولية أو حدث عارض وهنا ظهرت مشكلة يعاني منها المراجعون حيث إن المجمع الصحي لا يستقبل أي حالة بعد الساعة  الثانية عشرة من منتصف الليل ويتم استقبال الحالات في قسم الطوارئ بالمستشفى المرجعي وهنا حكاية أخرى مع معاناة المراجعين حيث أخذت طفلي في ذلك الوقت لقسم الطوارئ ومن سوء المصادفة يستقبل القسم في تلك الفترة مصابين من حوادث وقعت في تلك الفترة وكما هو معلوم فإن قسم الطوارئ يعطي الأولوية لمثل هذه الحالات فيما يبقى المراجعون الآخرون حتى الصباح أو الانتهاء من إجراء العناية للمصابين في الحوادث وتمت متابعة طفلي في حدود الساعة الرابعة صباحاً أي أن وقت الانتظار استغرق خمس ساعات وكانت هناك قصص معاناة مشابهة وصلت فيها حالات الانتظار إلى الساعة السادسة وبعضها عادت ولم تطق الانتظار وهنا نضع علامات استفهام لماذا يغلق المجمع الصحي أبوابه بعد منتصف الليل ولماذا يحول قسم الطوارئ لعيادة عامة بعد منتصف الليل وهو لما وجد له أي استقبال الحالات الطارئة فقط.

استشعر المجلس البلدي مشكلة المواطنين وقدم مقترحات إلى مدير عام الخدمات الصحية في المحافظة ومنها فتح العيادة العامة بالمستشفى لاستقبال المرضى ليلاً أو استمرارية عمل المجمع الصحي أربع وعشرين ساعة متواصلة أو تفعيل المناوبة الليلية للعيادات والمجمعات الصحية الخاصة بالولاية كما هو معمول به في الصيدليات المناوبة .

إن الإمكانيات المادية سيف يشهره مسؤولو الخدمات الصحية في وجه تلك المقترحات وهنا تساؤل هل نظل بدون خدمة صحية حتى الصباح وهناك حالات تستدعي تلقي الخدمة الصحية وخاصة الأطفال وكبار السن وحالات أخرى.

صار المواطن لايعرف ماذا سيفعل هل ينتظر حتى الصباح في قسم الطوارئ؟ أم يأخذ مهدئات من الصيدلية دون وصفة طبيب وانتظار الصباح حتى تفتح المراكز الصحية وينتظر دوره.

بقليل من التنظيم والدعم والمتابعة نعتقد أن وزارة الصحة قادرة على حل هذه المشكلة ولا يعقل ونحن نعيش في العام السابع والأربعين من عمر النهضة المباركة ويبقى المواطن ينتظر حتى الصباح لتلقي الرعاية الصحية .

المؤسسات تتنافس على جودة الخدمات لا على نقص الخدمات وللمواطن حق أصيل في تلقي الخدمة الصحية في أي وقت وبكفاءة عالية ألا يكفيه انتظار المواعيد البعيدة من أجل تصوير أشعة أو مقابلة طبيب مختص؟ هل الرعاية الأولية تحتاج إلى موعد.

 ننتظر اليوم الذي تعلن فيه وزارة الصحة تقديم خدماتها الصحية دون موعد نأمل في رعاية صحية آنية وبكفاءة عالية فالإمكانيات كبيرة فقط نحتاج تخطيطا سليما وتنفيذا صحيحا.

alhatmihumood72@gmail.com