عاش الشباب

 

علي بن بدر البوسعيدي

لفت نظري في الآونة الأخيرة أنّ عمان باتت أشبه بخلية النحل، من حيث تعدد الفعاليات والمناشط؛ إذ انتظمها حراك شمل كثيرا من الفعاليات التوعوية والتثقيفية؛ منها ما يتعلق بحال المجتمع وصلاحه، ومنها ما يتعلق بالاقتصاد والثقافة والتقانة، فضلا عن الحراك الملموس في الفعاليات المتعلقة بالطاقة النظيفة والكهرباء والمياه.

ومن كل ما سبق استوقفتني مفردة كانت تترد في عدد الفعاليات والمحافل، وهي مفردة "شباب".. وهذا يعكس الحرص المجتمعي على إيلاء هذه الشريحة من المجتمع عناية أكبر. وقد تشرفت مؤخرا بحضور عدد من الفعاليات التي تصب في مجملها للعناية بالشباب وتدريبهم وتمليكم السبل الكفيلة بصقل مهاراتهم ومعارفهم.

مؤكد أنّ توظيف مقدرات هؤلاء الشباب وما يتمتعون به من طاقة خلاقة لاسيما في مجالات الابتكار والرياضة وريادة الأعمال سيعود بالمردود الوفير على الدولة؛ التي من أوجب واجباتها أن تفرد لهم مساحة مقدرة في كل المجالات والأنشطة والمؤسسات؛ حتى تضمن أن الوطن ومستقبله بخير.. فأبناء اليوم هم رجال الغد وأمل البلاد المرتجى..

ولأنّ الشيء بالشيء يذكر فقد أشرت في مقال سابق أنّ عمان بمقاييس جغرافية السكان والاقتصاد هي دولة فتية، وذلك يعني أنّ النسبة الغالبة من العمانيين هم في طور الشباب؛ ومعلوم بالضرورة أن الأوطان لا تبنى بحكمة الشيوخ فحسب بل بالسواعد الشابة القوية؛ لذا من أجل مستقبل أفضل لعمان لا بد لنا من الاهتمام بهم أكثر وإدراج حاجاتهم وتأهيلهم ضمن خطط التنمية واستراتيجيات النمو والتطوير..

في ظل معطيات وضع الاقتصاد العالمي الراهن وفي عصر العولمة واتساع الخارطة التعليمية والتي بالطبع ضخت مخرجات تعليمية هائلة ومتنوعة؛ لابد أن يعي الشباب أنّ البقاء في سوق العمل والريادة للكفاءة فقط، لذا لابد للشباب أن يتسلحوا بالعلم والمعرفة والإجادة حتى يستطيعوا حجز مكان لهم في المستقبل بين أقرانهم.

ولا أنسى أن أقدم نصيحة أخيرة لأبنائي الشباب مفادها "استفت قلبك وميولك العلمية" بمعنى أن يعرف كل شاب قدراته وما يبرع فيه معرفة، وأن يعرف ميوله التعليمية؛ هل يميل إلى العلوم أم التقنية أم الآداب والفنون... إلخ. فمعرفة الميول أيّها الشاب وصقلها بالعلم والتدريب طريقك نحو النجاح، وكل شخص يحب تخصصه فمؤكد أنه سيبدع ويحقق فيه فتوحات كثيرة.

أيّها الشباب الواعد جدوا واجتهدوا وابذلوا كل ما بوسعكم؛ حتى تروا ثمار ما غرستم من مثابرة ماثلا بين أعينكم.. عاش الشباب.