توقيع مذكرة تفاهم مع منتدى الفضاء النمساوي

السلطنة تستضيف وتدعم مشروع تجارب محاكاة العيش على المريخ

...
...
...
...
...

 

  • الهنائي: اختيار السلطنة لإجراء التجارب جاء نتيجة لمنافسة عالمية قائمة على عدد من المعطيات والمعايير
  • سلسلة التجارب العلمية تشمل اختبار التعديلات الجديدة على بدلة الفضاء وكبسولة فضائية قابلة للنفخ ومركبة روبوتية
  • "تنمية نفط عمان" تسهم في دعم وتوفير منطقة الاختبار في جنوب منطقة الامتياز

 

 

الرؤية - أحمد الجهوري

شهد مجلس عمان أمس التوقيع على مذكرات تفاهم لاستضافة ودعم مشروع تجارب مُحاكاة العيش على المريخ تحت رعاية صاحب السمو السيد شهاب بن طارق آل سعيد مستشار جلالة السلطان. وتضمنت الاتفاقية الأولى التوقيع على مذكرة التفاهم بين اللجنة التوجيهية لاستضافة ودعم مشروع تجارب محاكاة العيش بالمريخ ومنتدى الفضاء النمساوي وتنص المذكرة على استضافة التجارب بالسلطنة بما يخدم المصالح والاهتمامات البحثية المشتركة ودعم الجهود الدولية في مجال ارتياد الإنسان للفضاء والاستكشاف العلمي.

ووقع الاتفاقية من جانب اللجنة المكرم الدكتور الشيخ الخطاب بن غالب الهنائي نائب رئيس مجلس الدولة ورئيس لجنة التخطيط الاستراتيجي بالجمعية الفلكية العمانية ومن الجانب الآخر الدكتور جرنوت جرومر رئيس منتدى الفضاء النمساوي.

 وتضمنت الاتفاقية الثانية التوقيع على مذكرة تفاهم بين اللجنة التوجيهية لاستضافة ودعم مشروع تجارب محاكاة العيش بالمريخ وشركة تنمية نفط عمان والشركة العمانية للنطاق العريض تتعلق بجوانب الدعم اللوجستي والمالي ومكاسب الشركة غير العينية بما يتماشى مع المسؤولية المجتمعية وتنمية المجتمعات.

ووقع الاتفاقية من جانب اللجنة المكرم الدكتور الشيخ الخطاب بن غالب الهنائي نائب رئيس مجلس الدولة ورئيس لجنة التخطيط الاستراتيجي بالجمعية الفلكية العمانية ومن جانب شركة تنمية نفط عمان راؤول ريستوشي مدير عام الشركة ومن جانب الشركة العمانية النطاق العريض المهندس سعيد بن عبدالله المنذري الرئيس التنفيذي للشركة.

وقال المكرم الدكتور الشيخ الخطاب بن غالب الهنائي نائب رئيس مجلس الدولة ورئيس لجنة التخطيط الاستراتيجي بالجمعية الفلكية العمانية في كلمة له إن توقيع مذكرات التفاهم يأتي استكمالاً لمشوار بدأ منذ شهر مارس المنصرم مشيرًا إلى أن قرار المنتدى النمساوي للفضاء باختيار السلطنة لإجراء هذه التجارب جاء نتيجةً لمنافسة عالمية، قائمة على عدد من المعطيات والمعايير الأساسية التي رأى الفريق العلمي الممثل للمنتدى أنها ستسهم وبشكل كبير في خدمة التجربة وإنجاحها.

وأضاف نائب رئيس مجلس الدولة ورئيس لجنة التخطيط الإستراتيجي بالجمعية الفلكية العمانية أن المعطيات والمقوماتُ الجيولوجيةُ والطبوغرافيةُ التي تتمتع بها السلطنة مماثلة لسطح المريخ وتعتبر القاعدة الأساسية لتحقيق أهداف المحاكاة، موضحًا أن الفريق العلمي المختص من المنتدى النمساوي للفضاء قد قام بسبع زيارات لمواقع طبيعية تتشابه في تكوينها مع كوكب المريخ. وليست تجربة محاكاة العيش على المريخ ترفاً معرفياً، ولا شكلا من أشكال الهروب من مشكلات الأرض، بل هي توسعة لمدارك شبابنا المتوقدة، وفتح أفق علمي جديد ينبغي ألا يفوّتوه، فالتجارب العلمية، وعمليات المحاكاة، واختبار الفرضيات، وتحليلها، مهامُّ أوليةٌ ضروريةٌ في طريق سبر الكون المذهل الذي جعل الله الانتباهَ إلى دقائقِهِ وقوانينِهِ دليلا إليه –سبحانه-، وسبيلاً إلى التقدم العلمي والنهوض الحضاري. وسيسجل التاريخ العلمي، أن تجربة محاكاة العيش على كوكب المريخ والتي تتم على أرض السلطنة، كانت نقطة بارزة في تاريخ العلوم التطبيقية.

وأكد الهنائي أنّ الاحتفال ليس إلا نقطة انطلاق جديدة نحو التنفيذ، وباسم اللجنة التوجيهية أتوجه بالدعوة إلى كافة الأطراف أن تُكمل مسار مشاركتها على أفضل وجهٍ، وأن تعمل بكل طاقاتها في حدود التزاماتها التي ارتبطت بها لهذا المشروع، حتى يتحقق الهدف العلمي منه، ويتحقق رفع اسم عمان عاليًا في الأوساط العلمية، لتثبت وتؤكد من جديد جدارة الأرض العمانية الطيبة بكل تقدم حضاري، ذلكم التقدم الذي يتخذ من محاولات استكشاف العُمانيين للكون جسراً ناجحاً للعبور بالسلطنة الحبيبة لا إلى ضفاف البحث العلمي فحسب، بل إلى أعماقه المليئة بالمعرفة والجمال، ويسرني في هذا الصدد الإشادة بالتجربة الجيوفيزيائية والتي سيقوم بها فريق بحثي مكون من طالبات مدرسة أم الخير للتعليم الأساسي بولاية إزكي وبإشراف من جامعة السلطان قابوس وشركة تنمية نفط عمان، والتي حظيت بقبول المنتدى النمساوي للفضاء، راجين لهم كل التوفيق والتميز والدعم.

ومن جانبه قال الدكتور صالح بن سعيد الشيذاني رئيس مجلس إدارة الجمعية الفلكية العمانية إن هذه الاستضافة تبرز أحد إسهامات السلطنة في البحوث والدراسات الفضائية الرامية إلى رفع مستوى جاهزية التقنية وتطوير الأنظمة الداعمة لحياة رواد الفضاء لاستكشاف عوالم أخرى بالنظام الشمسي. وأوضح أن دور وأهمية البحوث والدراسات يأتي من أجل تحسين واقعنا الحالي وتطوير تقنيات جديدة لتحقيق الرؤى والأهداف بالإضافة إلى إسهامات السلطنة المتجددة في جهود البحوث الدولية والاستكشافات الفضائية.

وأكد راؤول ريستوشي مدير عام شركة تنمية نفط عمان أن الشركة تسهم في دعم وتوفير منطقة الاختبار في جنوب منطقة الامتياز بالإضافة الى الدعم في مجال الصحة والسلامة والبيئة وكذلك العديد من الخدمات اللوجستية خلال استضافة السلطنة لتجارب محاكاة العيش بالمريخ.

وكرم صاحب السمو السيد شهاب بن طارق آل سعيد مستشار جلالة السلطان الجهات الحكومية والخاصة المساهمة في دعم تجارب محاكاة العيش بالمريخ. وحضر حفل التوقيع عدد من أصحاب المعالي الوزراء والمكرمين أعضاء مجلس الدولة وعدد من أصحاب السعادة الوكلاء.

ويعد منتدى الفضاء النمساوي أحد الفرق البحثية الخمسة الرئيسة بالعالم التي تعمل بشكل دؤوب لتحسين التقنيات اللازمة مثل بدلات الفضاء المريخية. وقد سبق وأن زار وفد منتدى الفضاء النمساوي عشرة مواقع بالسلطنة ووقع الاختيار على موقع بصحراء مرمول لإجراء التجارب القادمة في فبراير 2018.

وأعرب رئيس المنتدى الدكتور جرومير عن أهمية دور السلطنة في هذا المجال بقوله إن استضافة هذه المجموعة من تجارب محاكاة العيش بالمريخ من شأنها توفير فرصة عظيمة للترويج للسلطنة كدولة تشهد نموا تقنيا مطردا، وستكون عمان جزءا من طليعة البحوث في واحدة من أكثر المجالات الواعدة، إن دعوة العلماء البارزين من جميع أنحاء العالم لتقديم تجارب ذات صلة سيعطي عمان فرصة لتعزيز سمعتها الدولية أكثر من خلال تقديم الشرق الأوسط من زاوية جديدة ومختلفة.

وبدأ التنسيق بعد عرض التجربة التي أجراها المنتدى بقاعات اجتماعات الأمم المتحدة بفيينا ضمن اجتماعات اللجنة الأممية للاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي بفيينا، وبصيف2016 م قدم مجلس إدارة الجمعية الفلكية العمانية طلب موافقة حكومية على استضافة التجارب بالسلطنة.  ووافقت الحكومة الرشيدة على استضافة مشروع تجارب محاكاة العيش على الكوكب الأحمر بنهاية2016 م، وبدأت الأعمال التحضيرية والتنسيق المشترك بعام2017 م، حيث قام وفد من المنتدى النمساوي وبصحبة فريق من الجمعية بزيارات ميدانية لعشرة مواقع وجد سبعة منها ذات طبيعة تشبه كوكب المريخ في السلطنة، وعلى ضوء الزيارات الميدانية بالسلطنة وخارجها والتحاليل العلمية للمواقع، فازت السلطنة ولله الحمد والمنة من بين جميع دول العالم لإجراء تجارب محاكاة العيش على كوكب المريخ بعام 2018 م لما تتمتع به من مقومات ساعدت على هذا الاختيار.

ولكون تجارب محاكاة العيش في كوكب المريخ تعد أمرا جوهريا وحيويا تمهيدا لنزول الإنسان على كوكب المريخ خلال عقدين من الزمن، ريثما تستكمل التجهيزات اللازمة واختبار بدلات الفضاء المعدة لتلك الظروف والتحديات، فقد تم تشكيل لجنة توجيهية للاستضافة برئاسة المكرم الشيخ البروفيسور الخطاب بن غالب الهنائي نائب رئيس مجلس الدولة ورئيس لجنة التخطيط الإستراتيجي بالجمعية وبعضوية عدة جهات معنية: مجلس الدولة، وزارة الخارجية، وأركان قوات السلطان المسلحة، وزارة السياحة، مجلس البحث العلمي، وزارة النقل والاتصالات، الهيئة الوطنية للمساحة، جامعة السلطان قابوس، الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، شركة تنمية نفط عمان، شركة النطاق العريض، الجمعية السلطانية لهواة اللاسلكي فضلا عن الجمعية الفلكية العمانية التي تعتبر المنصة والحاضن الوطني للمشروع والمتابع لتنفيذ توصيات اللجنة التوجيهية المشرفة على أعمال التحضير المبكر لهذه التجربة من مختلف النواحي الإدارية والفنية والعلمية واللوجيستية لتعظيم الفائدة للسلطنة.

وستشارك وتساهم كل من شركة تنمية نفط عمان وجامعة السلطان قابوس في إنجاح التجربة العمانية، وستتضمن التجارب سلسلة من التجارب العلمية التي تعنى باختبار التعديلات الجديدة على بدلة الفضاء وكبسولة فضائية قابلة للنفخ ومركبة روبوتية وتجارب علمية أخرى متنوعة. ومن منطلق أهمية التجربة للسلطنة فقد تمت دعوة العديد من الجهات الحكومية والخاصة للإسهام في هذا المشروع لما له من دور محوري في إعطاء صورة مشرفة عن تضافر الجهود الوطنية والتكاتف الرائع بهذا النوع من المشاريع التقنية الرائدة.

تعليق عبر الفيس بوك