زمن الحرائق المفتعلة

أريج المغربي – الدار البيضاء


لا تصدقوهم
هؤلاء
 الذين يقاتلون الجفاف
 بغيمة حبر
 يفتحون نوافذ النهار
يذيبون في فناجين البوح
 قطعة سكر
بثرثرة أصابعهم
ينثرون على أعتابكم
 استعارة ابتسامات تتلون بالمجاز
في زمن الإيجاز
يحتاج لاجتراع مصل الحقيقة
لا تصدقوهم حين يلوحون للحياة بفكرة
لا تسد رمق الطريق
 أبواب ليلهم موصدة
و شراشف  أحلامهم مجعدة
إنهم لا يجيدون البكاء
و لا يتقنون الفرح
يقفون على حافة السؤال
وترعبهم عيون الأجوبة
لا تصدقوهم
حين يفرطون في الاشتهاء
أرواحهم تتوق لأخر السطر
يغمرها الاكتفاء
 و تشبع
لا تصدقوهم حين يثرثرون
إنهم صامتون
 حين يرتبون جراحهم
ويقصون الصبار النابت تحت جلدهم
بأظافرهم
لا أحد يسمع صراخهم
لا تصدقوهم حين يتظاهرون بالحياة
إنهم يجيدون ركوب الأمنيات
لكن هزائمهم كثيرة
وإطارات عوالمهم متجمدة
في زمن الحرائق المفتعلة
لا تصدقوهم حين يلوحون بالرحيل
هم دائما يعودون
بمخيلة تبتزُّها فكرة
وأصابع تضمر قصيدة
لا تصدقوهم
إنهم كثيرون
وأنا
أكاد أكون منهم

تعليق عبر الفيس بوك