وظائف للشباب العماني

خلفان الطوقي

الحرص السامي لمولانا حضرة صاحب الجلالة -حفظه الله ورعاه- على توفير الوظائف لشبابنا، انعكس بصورة جلية في قرار مجلس الوزراء بتوفير 25 ألف وظيفة اعتبارا من ديسمبر المقبل، وهو قرار أثلج صدورنا، وبث الطمأنينة في نفوسنا.

إنه خبر جميل، استقبله الجميع بترحاب أجمل، والدعاء لباني هذه النهضة مولانا السلطان المعظم صاحب الأيادي البيضاء، وما على الشباب إلا أن يشمر عن ساعديه، ويثبت أنه أهلٌ لعطاء الوطن له؛ فيد هذا الوطن ممتدة للجادين والمتفاعلين والإيجابيين والمخلصين للتضحية لأجله وخدمة أهله بالغالي النفيس.

مولانا السلطان أعطى وما علينا إلا أن نرد هذا العطاء بخير منه؛ ورد العطاء يكون منا جميعا؛ ويكون من خلال صور متنوعة؛ والجميع يشترك في رد الجميل والعطاء، ولا عذر لأحد أن لا يشارك في مسيرة الإنتاج والعطاء لضمان ديمومة أمجاد عمان منذ القدم إلى ما لا نهاية بإذن الله.

ولأن المسؤولية مشتركة؛ فعلى المسؤول الحكومي أن يجد الثغرات لمساعدة إشراك شبابنا في التدريب والتوظيف والتأهيل المستمر؛ ولا يعفى من تطوير التشريعات التي تساعد القطاع الخاص على النمو والازدهار؛ وتمكن الاستثمار الخارجي من اختيار السلطنة لتكون الوجهة التنافسية الأفضل بالأرقام وليس بالشعارات.

المسؤولية أيضا تكمن في ولي الأمر الذي يجب أن يشجع ابنه أو ابنته على عدم الترفع عن البحث في الوظائف أينما تكون؛ وتحفيزه لأن يكون في الميدان لأن الفرص الوظيفية ليست للكسالى، كما أن عليهم أن لا يتباكوا ويزرعوا التباكي في محيطهم الأسري لينتقل إلى المجتمع، وتزرع السلبية لتكون عدوى عفنة لتضعف المجتمع ويصبح مجتمعا سلبيا استهلاكيا يبحث عن الفرص السهلة.

ولا يعفى الشاب الباحث عن عمل عن مسؤوليته المتوقعة منه؛ والتي تكمن في عدم الترفع عن العمل والبحث عن الفرص التي يفضلها لنفسه؛ فالفرص تكون للأقوياء الذين ينافسون أقرانهم من خلال المستوى التعليمي والمهارات المهنية والسلوكيات الحسنة المتوقعة منهم في بيئة العمل العصرية، ليضيفوا قيمة مضافة، ويكونون حلا وليس ثقلا وعبئا على أسرته ومؤسسته ودولته؛ كما أن عليه أن يبتعد عن التباكي والأعذار والمقارنات غير الصحية التي تضره هو أولا وأخيرا.

جلالة السلطان المعظم غرس فينا ثقافة العمل، وكرر في خطبه أهمية مشاركة الجميع في البناء من أي موقع كان؛ فهو يؤمن بأهمية المحافظة على هذه الأمجاد؛ ولا يكون ذلك إلا من خلال السعي والجد والعمل بإيجابية والتنافس الشريف المبني على أسس علمية؛ لنرد على هذه القيم السلطانية السامية بقيم سامية يتوقعها من شعبه المخلص والجاد؛ فلنكن يا أبناء عمان مثلما أرادنا مولانا السلطان؛ فعمان الأبية وأهلها الكرام وسلطاننا الكريم السخي يستحقون ذلك.