تعزيز الشراكة بين الجهات المعنية في ندوة إدارة الأزمات والطوارئ بقطاع السياحة

مسقط - العمانية

بدأت، أمس، أعمال ندوة إدارة الأزمات والحالات الطارئة في قطاع السياحة؛ بهدف تعزيز القدرات الوطنية في هذا المجال، والاستجابة للحالات الطارئة التي قد يتعرض لها القطاع، وتنظمها اللجنة الوطنية للدفاع المدني، بالتعاون مع وزارة السياحة والهيئة العمانية للشراكة من أجل التنمية، بقاعة المؤتمرات بمبنى الهيئة العامة للطيران المدني، وتستمر 5 أيام.

رعت افتتاح الندوة سعادة ميثاء بنت سيف المحروقية وكيلة وزارة السياحة، التي قالت إن أهمية الندوة تتمثل في جمع كافة الشركاء الإستراتيجيين تحت سقف واحد؛ للعمل على إيجاد شراكة ودمج القطاع السياحي ضمن برنامج إدارة الأزمات الوطني؛ كون القطاع أحد أهم القطاعات الاقتصادية على مستوى العالم، والأكثر تعرضا للأزمات؛ نظرا لتوسعه السريع وتعدد مواقعه واعتماده على قطاعات مختلفة.

وأضافتْ سعادتها بأن القطاع السياحي بالسلطة شهد خلال السنوات الأخيرة نقلة نوعية في العديد من الأصعدة المتمثلة في زيادة أعداد المرافق الفندقية المتوفرة وتطوير وتحسين المواقع السياحية؛ مما نتج عنه تزايد كبير في أعداد السياح القادمين إلى السلطنة من 1.4 مليون سائح في العام 2011 إلى 3.1 مليون سائح في العام الماضي، بنسبة زيادة بلغت 120 بالمائة. كما أشارت سعادتها إلى أن الوزارة قامت بتمكين قدراتها وامكاناتها للرؤية المستقبلية طويلة الأمد من خلال الإستراتيجية العمانية للسياحة التي تمتد إلى عام 2040، موضحة أن الوزارة ارتأت الحاجة إلى إيجاد برنامج إدارة الأزمات يعنى بكافة أنواع المخاطر المحتملة للقطاع؛ وذلك لتوسع دور السياحة في رفد الاقتصاد الوطني؛ حيث تم تصميم برنامج إدارة الأزمات الخاص بوزارة السياحة في العام 2015، ومن المتوقع أن يتم تنفيذ البرنامج لشركاء القطاع بداية العام المقبل 2018.

وقدم المقدم فيصل بن سالم الحجري مدير المكتب التنفيذي للجنة الوطنية للدفاع المدني، عرضا مرئيا حول اختصاصات ومهام اللجنة التي تعمل من خلال منظومة متكاملة للحد من الآثار الناجمة عن الحالات الطارئة والحوادث الكبرى، وتعمل على رصد المخاطر والإنذار المبكر عنها، والاستعداد والجاهزية لتحقيق الاستجابة الفورية والفعالة لها، واستعادة الوضع الاعتيادي وفق خطط تراعي تنظيم وتكامل الجهود والقدرات الوطنية.

واستعرض الحجري القطاعات المرتبطة بالمنظومة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة، والتي تضم قطاعات: الإعلام،  والتوعية العامة، والبحث والإنقاذ، والاستجابة الطبية، والصحة العامة، والإغاثة والإيواء، والخدمات الأساسية، والطرق والكهرباء والمياه والاتصالات والوقود والصرف الصحي، وشؤون الضحايا والمفقودين، والتعامل مع حوادث المواد الخطرة.

وأكد سعادة السفير هاميش كاول سفير المملكة المتحدة المعتمد لدى السلطنة، أهمية الندوة المتعلقة بكيفية إدارة الأزمات والحالات الطارئة في حين حدوثها. مشيدا بمنظومة السلطنة في إدارة الحالات الطارئة. واستعرض سعادته تجربة بلاده في إدارة الأزمات والحالات الطارئة التي حدثت لها وكذلك سفارة بلاده في مختلف الدول التي شهدت أزمات وحالات طارئة وعملت بلاده على إدارة مثل هذه الأزمات وحماية رعاياها من تعرضهم للخطر.

وقدم ريتشارد جوردن مدير مركز إدارة الكوارث بجامعة بورنموث، نبذة عامة عن برنامج الندوة والمحاور التي ستناقشها، مستعرضا دور المركز في إنشاء دورات تدريبية وفقا لاحتياجات الدول المختلفة، وتوفير المساعدة الفنية للحكومات والهيئات، واستعرض تجارب وخبرات الدول المختلفة في هذا المجال.

وقدم بول جريجورويتش الرئيس التنفيذي للطيران العماني، عرضا مرئيا تضمن تجربة الولايات المتحدة الأمريكية في إدارة الأزمات والأحداث التي مرت بها كأحداث سبتمبر، وكيفية التعامل معها. وتهدف الندوة للتعرف على التحديات والمخاطر التي يواجهها القطاع السياحي والتعرف على المنظومة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة، وتعزيز التعاون والتنسيق بين قطاع السياحة والمنظومة، وكذلك التعرف على أسس وإجراءات وإدارة الأزمات والحالات الطارئة في القطاع.

وتهدف الندوة -التي تستمر أسبوعا- إلى التعرف على التحديات والمخاطر التي يواجهها قطاع السياحة، والتعرف على المنظومة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة، وتعزيز التعاون والتنسيق بين قطاع السياحة والمنظومة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة، إضافة للتعرف على أسس وإجراءات إدارة الحالات الطارئة في قطاع السياحة.

وتركز الندوة على عِدَّة محاور رئيسية؛ تشمل: السياحة المستدامة والحد من مخاطر الحالات الطارئة والتعامل معها من واقع التجارب الدولية وأفضل الممارسات وأسس بناء منظومة فاعلة لإدارة الحالات الطارئة واستمرارية الأعمال في هذا القطاع، وتعزيز الشراكة والتكامل بين القطاع السياحي والجهات المعنية بإدارة الطوارئ.

وتنقسم الندوة إلى 4 حلقات عمل حول قطاع النقل الجوي، وقطاع النقل البحري، وقطاع الضيافة والفندقة، وقطاع المهرجانات والفعاليات. وتناقش كل منها -على حدة- مخاطر الحالات الطارئة التي يواجهها كل قطاع والتعرف على الأسس وآليات التعامل معها والتقليل من تأثيراتها وفق تمرين يحاكي التعامل مع حادثة طارئة بمشاركة عدد من الخبراء والمختصين بهذا المجال من داخل السلطنة وخارجها.

تعليق عبر الفيس بوك