محطة الإسالة في صور تعمل بـ 75% من طاقتها وعائد التصدير لا يُغطي تكلفة التوسعات

العوفي: الأولوية في إنتاج غاز خزان للسوق المحلية والفائض لا يكفي لعقود التصدير

 

 

  • العجيلي: يوفر العديد من فرص العمل للمواطنين والعقود لـ"الصغيرة والمتوسطة"
  • توفير نحو 300 مليون دولار من تكلفة المرحلة الأولى لمشروع خزان قبل موعدها

 

الرؤية - نجلاء عبد العال

قال سعادة المهندس سالم بن ناصر العوفي وكيل وزارة النفط والغاز إنَّ المرحلة الأولى من مشروع خزان أنجزت مع توفير في الكلفة والوقت؛ حيث تراوحت التكلفة بين 1.7 و1.9 مليار دولار أمريكي فيما كانت التكلفة المقدرة تبلغ 2.1 مليار دولار أمريكي، وكذلك بدأ التصدير في سبتمبر الجاري فيما كان التوقيت المقدر في الربع الأول من العام المقبل، وذلك نتيجة الجهود التي بذلتها شركة بي.بي. المشغل لحقل خزان بموجب اتفاقية التشغيل المشتركة مع شركة النفط العمانية للاستكشاف والإنتاج.

وأوضح سعادة العوفي في مؤتمر صحفي عقدته وزارة النفط والغاز أمس بمناسبة تسليم أولى شحنات الغاز العماني من حقل خزان أنَّ التوفير في التكلفة تم عبر الاستفادة من أحدث التقنيات المتوفرة لدى شركة بي بي وبما حقق تقليلاً في عدد الآبار بنسبة 40 بالمائة من إجمالي الحفر التي كان من المفترض حفرها بالمرحلتين الأولى والثانية بمشروع خزان والبالغ عددها 300 حفرة. وأشار سعادته إلى أن القاطرة الأولى للمشروع ستكون 500 مليون قدم مكعب في اليوم فيما ستصل كمية الغاز بالقاطرة الثانية إلى 500 مليون قدم مكعب في اليوم بعد الانتهاء من تنفيذها قبل نهاية العام الجاري ليصل إجمالي الإنتاج من الحقل إلى مليار قدم مكعب يوميًا، فيما سيرتفع الإنتاج مع تشغيل المرحلة الثانية من حقل "غزير" سوف يصل الإنتاج إلى 1.5 مليار قدم مكعب يومياً.

وردًا على سؤال لـ"الرؤية" حول استخدام النفط المستخرج، قال سعادة سالم العوفي إن غالبية إنتاج الغاز من مشروع خزان سيتوجه إلى الاستهلاك المحلي، وإنَّ نسبة قليلة فقط ستوجه إلى التصدير، شارحاً أن ذلك يرتبط بأكثر من أمر أولها وأهمها القدرة الاستيعابية لمحطة إسالة الغاز الطبيعي بولاية صور والتي تستخدم لتصدير الغاز العماني ككل، وحيث إن المحطة تعمل حالياً بقدرة تمثل 75% من كامل طاقتها فإنَّ النسبة التي ستضخ هي ما يكمل هذه الطاقة الاستيعابية، واستبعد سعادته إمكانية زيادة سعة المحطة بإضافة قاطرة جديدة، نظرًا لأنَّ عقود تصدير الغاز غالباً ما تكون طويلة الأمد وبما يتجاوز أحيانًا 20 عاماً فيما أن الفائض عن احتياج السلطنة والممكن تصديره لا يكفي لذلك، كما أنَّ الكمية الفائضة عن الاستخدام المحلي لن تكون موازية لكلفة إنشاء أو توسعة محطات الإسالة. أما السبب الثالث فهو أن احتياجات السلطنة من استهلاك الغاز تبلغ حوالي 3.5 مليار قدم مكعب يوميًا، وبذلك فإنَّ الإنتاج اليومي الغاز من حقل خزان للمشروع -عند اكتماله- ستمثل ثلث حجم الاستهلاك اليومي المحلي بالسلطنة. أما عن توزيع الإنتاج على الاستهلاك فأوضح أنَّ قطاع الكهرباء يستهلك نحو 30 بالمائة من الإنتاج و15 بالمائة تحتاجها المشاريع الصناعية وغيرها من المشاريع. وأكد سعادته أنَّ السلطنة بالرغم من بدء تدفق الغاز من مشروع خزان ستواصل استيراد الغاز عبر مشروع دولفين للغاز لتغطية احتياجات المشاريع الصناعية والمنطقة الصناعية بولاية صحار.

وبسؤال سعادته عن تغطية طلبات المشاريع من الغاز، قال سعادته إن المشكلة ليست في توفير الكميات وإنما في السعر الذي ترغبه تلك المشاريع والتي لا تتناسب مع الأسعار التي حددتها الحكومة سابقًا والبالغة 3 دولارات للحد الأدنى لقطاع الكهرباء وترتفع بنسبة 3 بالمائة سنوياً أما القطاعات الصناعية فكل قطاع حسب إمكانيته وقدرته على دفع مبالغ أكثر إلا أن الحد الأدنى هو 3 دولارات بينما الحد الأعلى قابل للتفاوض فهو يعتمد على المشروع وإمكانية الشركة في شراء الغاز بمبالغ أكبر.

وفيما يتعلق بتوفير الغاز للمشاريع الواقعة بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم أوضح سعادة العوفي أنه في الوقت الحالي لن يتم تصدير أي كمية من مشروع خزان كون مشروع توصيل أنبوب الغاز إلى الدقم سيتم الانتهاء منه بنهاية 2019 مشيرًا إلى أن هناك كمية من الغاز محددة إلى الدقم ستبدأ من 7 ملايين متر مكعب عند الانتهاء من تنفيذ الأنبوب الذي يتسع لنقل 28 مليون متر مكعب في اليوم.

ومن جانبه وصف يوسف بن محمد العجيلي الرئيس التنفيذي لشركة بي بي عمان مشروع خزان بأنه الأكبر ضمن المشاريع السبعة التي تقوم شركة بي بي بتشغيلها هذا العام على مستوى عملياتها الدولية حيث تتمثل أعمالها بالسلطنة في عمليات تطوير وإنتاج الغاز وتزويد وقود السفن وزيوت التشحيم وتوفير تكنولوجيا البتروكيماويات وتوفير مادة أساسية لمصهر الألمنيوم. وقال إنَّ التكلفة الإجمالية للمشروع سوف تصل بنهاية 2043 إلى 16 مليار دولار أمريكي كما أن مجموع كمية الإنتاج الإجمالي للمشروع سوف تصل خلال خلال هذه الأعوام إلى 7 تريليونات قدم مكعب من الغاز، وأضاف أن المشروع سيعمل على توفير كمية من المكثفات النفطية حيث من المتوقع أن تصل إلى 25 ألف برميل يوميا عند وصول إنتاج مشروع خزان إلى مليار قدم مكعب من الغاز بنهاية العام الجاري.

وأوضح أن نسبة التعمين بالمشروع تقارب 70 بالمائة قبل بدء مرحلة التشغيل وهناك خطة لزيادة هذه النسبة من خلال تأهيل العمانيين داخل وخارج السلطنة في مختلف مواقع الشركة وعلى كافة المستويات شاملة الوظائف القيادية، وقال إن الشركة تعمل على تطوير برنامج الاستثمار الاجتماعي حيث انتهت من تنفيذ 73 برنامجا استفاد منها ما يقارب 33 ألفًا من العمانيين كما بلغت نسبة مساهمة القيمة المضافة 38 بالمائة .

وقال العجيلي إن المشروع وظف العديد من الوظائف خلال عملية الإنشاء وبدء التشغل وأن الكثير منها ستستمر بعد الإنتاج الفعلي، وأن الكثير من التخصصات مثل تخصصات الإنشاءات وتخصصات عمليات الحفر وغيرها، كما أن لدى بي بي برنامجاً سنوياً للتدريب والتأهيل وخلال المشروع وحتى الآن جرى تدريب وتأهيل 70 من الخريجين بالإضافة إلى 87 فنيا وهذا في برنامج يستهدف أن يكون هؤلاء الخريجين والفنيين العمانيين هم من يدير العمل بالمحطة مستقبلا.

وقال جون مالكوم مدير عام شركة النفط العمانية للاستكشاف والإنتاج إن تصدير أول شحنة من الغاز بمشروع خزان قبل الموعد المحدد للتسليم يعد عملا بارزًا ضمن أعمال الشركة موضحاً أن استثمارات الشركة تسعى نحو الاستفادة من خبرات السلطنة في مجال النفط والغاز؛ لتحقيق عوائد اقتصادية واستثمارية وتوفير قاعدة للاستثمار والابتكار في هذا المجال، لافتا إلى أن الشركة استخدمت خبراتها المتقدمة لتحقيق التقدم الذي حصل بمشروع خزان والذي سيكون له تأثير اقتصادي واجتماعي للسلطنة كما أنه سيوفر متطلبات الطاقة والمشاريع الصناعية بالبلاد، مشيرًا إلى أن السلطنة ستصبح من الدول المصدرة للغاز .

وأكد جون مالكوم أن شركة بي بي تركز في تنمية القوى العاملة وخاصة في مجال الابتكار والتقنية حيث سعت إلى تكوين علاقات قوية مع الشركات العاملة في هذا المجال، كما عملت على مساندة قطاع النفط والغاز نحو زيادة احتياطي السلطنة من الغاز.

ويشار إلى أنَّ مشروع حقل خزان وغزير يعد أكبر مشروع غاز طبيعي في السلطنة وأحد أكبر المشاريع في منطقة الشرق الأوسط حيث يقع حقل خزان في الجزء الجنوبي من منطقة الامتياز المربع 61 على بعد 350 كم جنوب غرب محافظة مسقط .

 

 

تعليق عبر الفيس بوك