فن صناعة المبادرات

علي بن بدر البوسعيدي

يخطئ من يتصور أنَّ دور المؤسسة الصحفية يقتصرعلى إصدار الأوراق على شكل جريدة أو مجلة، لكنه يتعدى ذلك إلى كونها منارة للإبداع ومضخة للمبادرات التي تفيد المجتمع والشباب، وهكذا عاهدت الرؤية القارئ والجمهور بشكل عام في السلطنة منذ البداية، فقد قررت أن تمد أيديها إلى خارج الأوراق وتبتكر إضافات جديدة تنير بها الطريق أمام الشباب وتشارك في بناء الوطن بكل ما تملك من إبداعات وفهم لأهمية التقدم الذي تحقق، والحرص على مواصلة السير على الدرب في سباق التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، بحيث نباهي ببلادنا الأمم، ونستطيع حجز مكان لائق لها في المقدمة.

كان هذا ضرورياً قبل توجيه الضوء نحو واحدة من مُبادرات الرؤية (وهي كثيرة) وأقصد مبادرة عمان نظيفة، وكان بإمكان الجريدة أن تكتفي بحزم المبادرات التي تقدمها للمجتمع والاقتصاد العماني وكلنا يتابعها ويعرف تفاصيلها، إلا أنها قررت أن تقتحم مجالاً جديداً في صناعة المبادرات، وأن تضع يدها في يد شباب الوطن في حملة (عمان نظيفة) التي تتفرع إلى الكثير من الحملات بمختلف أنواعها، كما تمتد إلى مختلف محافظات السلطنة، تشحذ طاقات الشباب وتستفيد بحماسهم وحبهم لبلادهم، وحرصهم على أن تظهر في أبهى صورة، وإدراكاً منها ومنهم إلى أنَّ النظافة أحد أهم علامات التحضر، وأكثر مايميز السلطنة ويلفت انتباه الزائر سواء للعمل أو للسياحة أو لأي سبب.

وتواصلاً لما تمارسه الجريدة من إعلام المبادرات أطلقت حملتها وسط مشاركة كبيرة من الشباب والجهات المعنية وبدأت بالنسخة الأولى منها ووضعت لها عنوان (شواطئنا .. حياتنا) وكأنها تبث رسالة إلى الشباب المشارك والذي سيشارك وإلى المجتمع كله بأهمية الشواطئ، تلك النعمة التي حبا الله بها عمان، فلدينا أكبر امتداد شواطئ بي جيراننا وأشقائنا من الدول، كما أنَّ الاهتمام بالشواطئ ونظافتها لا يتوقف عند حدود الحرص على النظافة والمظهر العام الحضاري، بل يتعدى ذلك إلى حماية البيئة والكائنات البحرية من التلوث، فكلنا يعرف حجم الأضرار التي تقع على تلك الكائنات بسبب المخلفات التي يتم إلقاؤها وتذهب إلى البحر.

ولهذا أدركت الرؤية أهمية توعية الشباب والأطفال ليكبر هذا الجيل وهو مدرك لأهمية العمل على حماية البيئة وأن ذلك يأتي في مصلحته المباشرة ومن أجل سلامته قبل أن يكون من أجل المظهر العام.

 وكانت البداية على شاطئ الغبرة تحت رعاية سعادة رشاد بن أحمد الهنائي وكيل وزارة الشؤون الرياضية وانطلاق حملة (شواطئنا حياتنا) التي تحمل العديد من الرسائل الإيجابية التي يمكن بثها للمجتمع من خلال الحث على حماية البيئة من أي ملوثات، وسط تجاوب كبير من المواطنين والمُقيمين مما عكس الشعور الجمعي بأهمية الحفاظ على البيئة، وأكد أنَّ رسالة الرؤية تصل إلى المجتمع كما تمنت وبذلت الجهد لإيصالها.