صحافتنا أقوى من رياضتنا

وليد الخفيف

يعتقد البعض أنَّ الإعلام الرياضي سبب في ظاهرة المدرجات الخاوية التي تحيط ملاعب دورينا من موسم لآخر دون حل جذري لقضية تبدو هامة لدعم ملفات أخرى مثل التسويق على سبيل المثال، فبلاتشي مدرب السويق فجر القضية عندما انتقد تواجد صحفيين فقط في المؤتمر الصحفي الذي يسبق مباراة السوبر، ثم عاد المدرب وارتدى عباءة المصلح الاجتماعي منتقداً غياب الجماهير، فإذا افترضنا أن المدرب محق في طرحه الأول الخاص بغياب الصحفيين عن المؤتمر الصحفي غير أنه من الأفضل أن يوجه المدرب تركيزه الكامل لفريقه فقط وأن يترك ملف الجماهير العالق منذ سنين دون علاج ناجع، فالإعلام ليس سببًا في عزوف الجماهير عن الحضور بل إن ما تخصصه الصحف اليومية والأسبوعية لتغطية الدوري تزامناً مع باقي وسائل الإعلام الأخرى التابعة للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون أكبر بكثير من القيمة الفنية لمُسابقة الدوري أو بالأحرى أكبر من مردود ملف الرياضة بأثره، فالمستوى الفني الفقير للدوري والتراجع الذي حلَّ بأداء المنتخب الوطني سبب مباشر في غياب الجماهير ولعل الحضور الجماهيري الحاشد لمؤازرة الفرق السعودية أمام نظيرتها الإيرانية على مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر في دوري أبطال آسيا دليل باتٌ وقاطع على أنَّ المتعة والإثارة وجودة المنتج هو المحرك لوجهات الجماهير، فالعناوين المثيرة والتقارير الساخنة والبرامج التلفزيونية والإذاعية اليومية والأسبوعية فضلاً عن الجهود المقدرة لمواقع التواصل الاجتماعي، كل ذلك لم يثن الجماهير عن قرارهم بالمقاطعة.

وأدعو اتحاد الكرة لتسهيل مهمة القائمين على شؤون مواقع التواصل الاجتماعي، فتواجدهم في تغطية مسابقات الاتحاد ومناشطه أمر إيجابي سيصب في مصلحة الاتحاد في المقام الأول، فالقائمون على تلك المواقع متطوعون تحركهم الهواية لإخراج أعمال إعلامية مقدرة تثري الدوري وتسهم بجلاء في خلق الحراك الكروي المنشود، فلا شك أن جهودهم المقدرة كانت ملح النسخة الماضية وأن غيابهم أثر سلباً على نقل الحدث للمُتابع، لاسيما وأن الصحفيين من الصحف الورقية يواجهون تحديات كبيرة في تغطية كافة المسابقات مقارنة بعددهم القليل، إضافة لاعتماد تلك الصحف على القوة التشغيلية المتعاونة الغالب عليها الطابع التطوعي على اعتبار أن ما يتقاضونه ليس كافياً لانتقالهم من ملعب لآخر لتغطية أحداث متلاحقة، لذا فمن الواجب أن يمد اتحاد الكرة يد العون لتلك المواقع وأن يبني جسور الثقة معها ويحتويها تحت رايته وأن يسعى لتأهيل القائمين عليها وترقية كوادرهم عبر إلحاقهم بدورات تدريبية تسهم في الأخير في إنتاج أعمال صحفية وإعلامية تتفق مع قواعد العمل الصحفي وميثاق الشرف الإعلامي، أما إبعادهم وتهميشهم ووضع العراقيل أمامهم فليس حلاً، فمن السهل الاستفادة من كل هذه الطاقات عبر ضوابط واضحة ينفذها الجميع بما يضمن توجيه البوصلة نحو قبلة التقدم المنشودة.